سياسة 18-12-2024 | 10:44

نازحون لبنانيّون عالقون في العراق... وزير الأشغال يكشف لـ"النهار" تفاصيل الملفّ

انتهت الحرب في لبنان ولم تنتهِ معاناة النازحين خارج الحدود بعد. وفي وقت انكبّت الحكومة اللبنانية على توفير عودة آمنة للبنانيين من سوريا، خصوصاً بعد سقوط النظام، تجهد اليوم لإعادة آلاف النازحين العالقين في العراق، وسط تحدّيات جمّة تُرافق هذه القضية.
نازحون لبنانيّون عالقون في العراق... وزير الأشغال يكشف لـ"النهار" تفاصيل الملفّ
طائرة لـ"طيران الشرق الأوسط" في مطار بيروت الدولي (نبيل اسماعيل).
Smaller Bigger
انتهت الحرب في لبنان ولم تنتهِ معاناة النازحين خارج الحدود بعد. وفي وقت انكبّت الحكومة اللبنانية على توفير عودة آمنة للبنانيين من سوريا، خصوصاً بعد سقوط النظام، تجهد اليوم لإعادة آلاف النازحين العالقين في العراق، وسط تحدّيات جمّة تُرافق هذه القضية.

 

بعد إعلان وقف إطلاق النار في لبنان بأيام، بدأت قوافل اللبنانيين بالعودة إلى البلد برّاً عبر سوريا، وجوّاً بحسب الرحلات المتاحة في "طيران الشرق الأوسط" والخطوط العراقية، إلّا أنّ سقوط النظام السوري، فجر الأحد 8 كانون الأول (ديسمبر)، وسيطرة الفصائل المسلّحة على المعابر الحدودية البريّة، فاجأ النازحين وقطع سُبل عودتهم السريعة، خصوصاً مِمّن دخلوا العراق بسياراتهم الخاصة.

 

وكانت مجموعة من النازحين قد انطلقت من العراق إلى سوريا في الأيام الأولى لبدء هجوم "هيئة تحرير الشام" على عددٍ من المحافظات السورية، وقد تعرّضت إحدى الحافلات إلى "مضايقات" في مدينة دير الزور، قبل أن تُكمل طريقها إلى لبنان، بحسب ما يروي شهود لـ"النهار".

 

ومع هذه التطوّرات المتسارعة، استطلعت "النهار" أحوال اللبنانيين في العراق، بعد تعليق الخطوط الجوية العراقية رحلاتها إلى لبنان منذ سقوط النظام في سوريا. كما أنّ لا رحلات مجدولة على روزنامتها الخاصة من تاريخ 17 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، إلى نهاية عام 2024.

 

 

أمّا شركة "طيران الشرق الأوسط" اللبنانية، فكلّ رحلاتها "مفوّلة" من العراق إلى لبنان حتى مطلع العام المقبل، وسط مناشدات من اللبنانيين بزيادة عدد الرحلات ليتمكّنوا من الحجز في أقرب وقت ممكن. كما أنّ أسعار التذاكر "لا تناسب أوضاعهم المادية، خصوصاً للعائلات المؤلّفة من 5 أفراد، على سبيل المثال، بعدما تراوح سعر التيكيت ما بين 360 دولاراً و400 دولار"، وفق حديث الأهالي.

 

إلى ذلك، فرض سقوط النظام في سوريا تحويل شركة "طيران الشرق الأوسط" مسار رحلاتها إلى تركيا لتجنّب العبور فوق سوريا، قبل أن تستأنف عبور الأجواء السورية منذ يوم السبت الماضي، إلّا أن العراق رفض عبور الأجواء التركية، وعلّق رحلاته إلى لبنان"، وفق ما يؤكّد مصدر في شركة "طيران الشرق الأوسط" لـ"النهار". ويضيف المصدر أنّ "الطائرات اللبنانية مفوّلة بسبب الـhigh season في فترة الأعياد".

 

النازحون يناشدون الدولة

 

 

منذ الأيام الأولى للحرب، تولّت العتبات العراقية المقدّسة تنظيم عملية النزوح وأوضاع "الضيوف" لديها، وفق توصيف أهل العراق. وبعد وقف إطلاق النار، وجد النازحون أنفسهم "متروكين من قبل الدولة"، بحسب تعبيرهم، خصوصاً أنّ لا قدرة مادية لدى بعضهم في دفع تكاليف العودة، بعدما توقّفت العتبات العراقية عن تسيير الرحلات الخاصة بهم إلى لبنان في الأيام الأخيرة. 

 

وعبر "النهار"، يُناشد النازحون مطار بيروت الدولي بـ"النظر إلى أوضاعنا وفتح رحلات إضافية بأسعار مدروسة، إذ إنّ البعض لا يقوى على دفع مبلغ 100 دولار الآن".

 

هذا الأمر يرفضه وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، الذي يؤكّد لـ"النهار" أنّ "ملفّ النازحين قيد متابعة يوميّة وأثير في جلسة الحكومة بالأمس، وكنتُ قد وافقتُ على عودة الطيران العراقي منذ اليوم الأول لوقف العدوان الإسرائيلي قبل أن تُعلّق رحلاتها بسبب الأوضاع في سوريا".

 

ويضيف: "الإشكالية تكمن في أنّ طيران (الميدل إيست) يعمل وحده اليوم، إلى جانب إقفال المعابر البرية في سوريا"، مشيراً إلى أنّه "قدّمنا كلّ التسهيلات اللازمة للطيران العراقي، ونحن على تواصل مستمرّ مع الشركة لاستئناف عملها، ممّا يؤمّن التوازن في الرحلات".

 

مطار بيروت، أرشيفية.

 

المعابر البرية مقطوعة بين العراق عبر سوريا


التحدّي الأبرز يكمن في أنّ خطّ السير برّاً ما بين العراق ولبنان، عبر سوريا، بات مقفلاً بالكامل، ما وَلّد شعوراً لدى النازحين بأنّهم "حوصروا" في الخارج. يقول الأهالي لـ"النهار": "من يسأل عنّا؟ نريد العودة إلى بيوتنا، لتفقّد ممتلكاتنا، ودفن شهدائنا، وتسجيل أولادنا في المدارس".

 

يفرض القانون العراقي على المسافر الأجنبي عبر سيارته الخاصة مغادرة البلد بالطريقة نفسها، إذ يُمهَر جواز سفره بختم خاص للمركبة في نقطة الجمارك البريّة، وهذا ما يحول دون سفر اللبنانيين، مِمّن دخلوا العراق بمركباتهم، جوّاً عبر المطار، قبل تأمين مركباتهم.

 

ولمتابعة الملفّ، شكّل النازحون اللبنانيون لجنة خاصة بالتعاون مع السفير اللبناني في العراق علي حبحاب، وبالتواصل مع الوزير حمية، الذي يؤكّد لـ"النهار" أنّ "الحلّ المطروح يقضي بشحن المركبات البالغ عددها 154 سيارة عبر مرفأ ميرسين التركي، ومن ثمّ نقلها بعبّارات إلى لبنان"، متسائلاً: "هل إغلاق الحدود السورية- العراقية وتعليق الخطوط العراقية رحلاتها بيدنا؟ ثمّة حكومة ومجلس نيابي يعملان لحلّ الملفّ بالتعاون مع الوزارات جميعاً، فهؤلاء مواطنون لبنانيون، ووزارة النقل جزء من الدولة".

 

وفي سياق تسوية أوضاع المركبات اللبنانية، أصدرت الجمارك العراقية قراراً استنثائياً للبنانيين يسمح لهم بإبقاء سياراتهم في بغداد لفترة 6 أشهر فقط، والسفر إلى لبنان خلال هذه المدّة، على أن يعود أصحاب العلاقة لاستلامها في ما بعد.

 

إلّا أنّ هذا القرار قوبل بهواجس لدى النازحين بأن يتدهور الوضع الأمني في العراق كما حصل في سوريا، ما يمنعهم من العودة مجدّداً لاصطحاب السيارات، وتقول إحدى النازحات لـ"النهار": "إذا تركنا السيارة رح نخسرا".

 

 

واقع النازحين في العراق

 

 

يتوزّع النازحون اللبنانيون أساساً بين كربلاء والنجف، وعدد قليل منهم يقطن في العاصمة بغداد. وقد حظيَ الأهالي باهتمام وافر من العتبات المقدّسة، فقُدّمت لهم خدمات المسكن والمأكل في فنادق مخصّصة، أمّا البعض الآخر ففضّل استئجار منزل على نفقته الخاصّة.

 

واليوم، لا يزال "ضيوف" العتبات المقدّسة يحظَون بالخدمات نفسها برغم انتهاء الحرب، فيما التخوّف الأكبر لديهم أن تتمدّد سيطرة الفصائل المسلّحة على المنطقة في الأيام المقبلة، وتقول إحداهنَّ لـ"النهار": "هربنا من الحرب لنعلق بالعراق، منروح نموت ببلدنا أحسن".

 

[email protected]

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".