ماكرون في بعبدا... مؤتمر دولي وتأكيد على ترسيم الحدود البحرية وحصر السلاح بيد الدولة (فيديو)

على السجادة الحمراء وعزف النشيدين اللبناني والفرنسي، استقبل الرئيس اللبناني المنتخب جوزف عون نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة تهنئة من المتوقع أن تؤدي الى خلوة رباعية تجمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه برّي.
وبدا لافتاً ، خلال لقاء ماكرون بالرئيس اللبناني، أن الرئيس الفرنسي وضع سواراً من القماش حول معصمه يمثل العلم اللبناني.
وبعد خلوة ثنائية جمعت الرئيسين، أكد الرئيس عون أن "لبنان على مدى الأعوام الأخيرة دفع شعبي الكثير ولكننا فعلاً لا قولاً شعب الفينيق".
وقال: "شهيرةٌ مقولةُ الجنرال ديغول، "أنّ في عمق كل فرنسي، شيئاً من لبنان. ونحن في المقابل نقول، بأنّ في قلبِ كلِ لبناني، وفي عقلِه ووجدانِه ولغتِه اليومية وتاريخِه الحيّ وثقافتِه المبدعة ... الكثيرَ الكثيرَ من فرنسا. فها هو وادي لامارتين جارُنا هنا. وها هو ترابُه الذي احتضنَ شقيقتَه جولي. وها هي دراساتُ إرنست رينان، التي حفظت تراثَنا وتاريخَ بلادِ الأرز . وقبلهما بقرون، وبعدهما أيضاً، كنا معاً وبقينا معاً...
نتبادلُ أنوارَ الحرية والحداثة، من أجل خيرِ إنسانِنا وخيرِ العالم.
ولم يبخلْ لبنان. ولم يجحَدْ ولم يتكاسلْ. فردَّ جميلَ فرنسا بكلِ ما هو جميل".
وأضاف: "من "مهاجِرِ" جورج شحادة إلى "صخرةِ" أمين معلوف ... ومن أنامل غبريال يارد وأوتارِ ميكا إلى ترومبيت معلوفٍ آخر هو إبراهيم ... وما بين هؤلاء من نتاجِ الكبار أدبياً وفنياً وعلمياً وفي كل مجال: أندريه شديد وصلاح ستيتيه... فينوس خوري ورينيه حبشي وجو مايلا... والعشرات الذين أغنوا إنسانَنا والثقافة ...
وتابع: " يُشبهُ هذا البحرَ الذي بيننا. مدٌ وجزرٌ جمعانا، "من يوم اللي تكوّن يا وطني الموج"، كما تغني سيدتُنا فيروز ... فيروز التي قمتم بزيارتِها عزيزي إيمانويل، يومَ كان لبنانُ يتألم. وتعودون اليومَ لزيارتنا، ولبنانُ يأمَلُ ويحلُم. فعلى مدى الأعوام الأخيرة، دفعَ شعبي الكثير. من دمائه ومن حجره. من أبنائه ومن ثرواتهم. لكننا فعلاً - لا شِعراً - شعبُ الفينيق. وها نحن قد انبعثنا أحياءَ. لأننا أبناءُ الحياة وأبناءُ الرجاء وأبناءُ القيامة. ولأنّ فينا شيئاً لا ينتهي ولا يَفنى. هو خصوصيةُ حياتِنا. وقدرتُنا الفريدة على اختراع الفرح المستدام".
السيد الرئيس، تأتون اليومَ لتهنئتنا. وأنتم تدركون أنّ التهنئة هي للبنان. ولكلِ لبناني. للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنِهم وأرضهم. لكنني اليوم، باسمِ شعبي، وباسمي شخصياً، أتمنى منكم السيدَ الرئيس أمراً واحداً فقط.
أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت. وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة. لأن لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كلُه، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه".
بدوره، اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على أن "فرنسا التي كانت الى جانب لبنان ملتزمة بالبقاء الى جانب اللبنانيات واللبنانيين، لكي تساعد رئيس الجمهورية في النجاح على الطريق الذي يسير عليه. فإن ما يجسده ضروري، كونه طريقا جديدا وعهدا جديدا".
وأضاف: نحن ندعم رئيس الجمهورية، وندعم اولا اهدافه القائمة على تحقيق سيادة لبنان وقيام دولة تفرض سيادتها على كامل أراضيها، وهو ضروري للغاية، إذ أنه يشكل الشرط لحماية لبنان من التدخلات والاعتداءات المختلفة، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولات كبرى، كما يشكل الشرط المطلوب لتثبيت إتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ويتوجب إنسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وسيطرة أحادية للجيش اللبناني على السلاح. لهذا فإن فرنسا مع تقوية الجيش اللبناني وإنتشاره في الجنوب.
وكشف ان فرنسا اعدت مركزا جديدا للتدريب لنحو 500 عنصر من الجيش اللبناني، وستواصل العمل مع شركائها الأوروبيين وفي الشرق الأوسط ضمن اطار اللجنة العسكرية التقنية في هذا المجال.وشدد على محورية دور اليونيفيل في تطبيق القرار 1701 الذي يستند اليه قرار وقف إطلاق النار، وان فرنسا ستعمل مع لبنان من اجل ترسيم الخط الأزرق للخروج بحل مستدام لمصلحة أمن الجميع.
ولفت الى ان الإصلاحات المطلوبة معروفة، وعلى الحكومة التي ستشكل ان تحملها وهي غير منفصلة عن همّ إعادة الاعمار، وفرنسا ستساعد على تحقيقها.
وأوضح انه ما ان يزور رئيس الجمهورية فرنسا بعد عدة أسابيع، سيتم تنظيم مؤتمر دولي من اجل إعادة الاعمار وتحريك المجتمع الدولي في هذا الاتجاه.
وتوجه الى المعرقلين لتشكيل الحكومة بالقول: " لم يعد الوقت من اجل المصالح الفردية".
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حديثٍ خاص الى "النهار" أن "لبنان يعيش لحظة مهمة مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتكليف رئيس للحكومة".
وقال خلال جولته في منطقة الجميزة في وسط بيروت لمراسل "النهار" جاد فقيه: "كنا هنا في الأوقات العصيبة وكنت هنا في عام 2020... لا أنسى إطلاقاً، وكان ظرفاً صعباً جداً".
للمزيد هنا: ماكرون لـ"النهار": لبنان يعيش لحظة مهمة ويجب استكمال المسار الإيجابي