توافق في بريتال بمباركة الحزب والحركة... توجه لتحقيق تفاهمات في أكثر من 100 بلدية

في ظل الاستعدادات الكثيفة للاستحقاق البلدي والاختياري، أكد رئيس تكتل "بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن والمسؤول المركزي لمكتب الشؤون البلدية والاختيارية في حركة "أمل" بسام طليس، أن الحزب والحركة نجحا في التوصل إلى اتفاق في بلدة بريتال، "من خلال تنسيق كامل وتعاون وثيق بين قيادات الحزبين، في مسعى لتحقيق الانتخابات على أساس متين من التوافق".
وكان الحاج حسن وطليس اجتمعا بفاعليات بريتال، في قاعة مبنى اتحاد بلديات بعلبك، حيث التقت المداخلات على "تعزيز روح التوافق"، وهو ما سبق لـ"النهار" أن أشارت اليه.
ويلفت الحاج حسن إلى "أن الاتفاق جاء ثمرة مشاورات معمقة مع القواعد الشعبية، حيث أجريت نقاشات طويلة وتبادل لوجهات النظر المتنوعة، مع احترام كامل للآراء التي عبر عنها البعض ممن لم يقتنع بالتوافق". ويؤكد "أن هناك آليات تنظيمية لدى الفريقين تُحترم عند اتخاذ القرارات، وهي جزء أساسي من العمل السياسي الرشيد. وهذا الاتفاق لا يقتصر على بريتال فحسب، بل يُعتبر جزءاً من توجه شامل يسعى الى تحقيق تفاهمات مماثلة في أكثر من 100 بلدية في محافظتي بعلبك - الهرمل والبقاع".
ويستحضر "العمق التاريخي الذي يربط بلدة بريتال بالمقاومة، فالبلدة قدّمت 145 شهيداً في سبيل الوطن، مما يجعلها عموداً أساسياً في مشروع المقاومة، ورمزاً للوفاء والانتماء الصادق".
وعما أُثير في الإعلام عن توتر بين الحزب وبيئة بريتال، ينفى الحاج حسن "تلك الادعاءات"، ويعتبر ما يُنشر في بعض وسائل الإعلام "مغرضاً، فالبيئة في بريتال تبقى الحاضنة الرئيسة للمقاومة، وحزب الله هو في خدمة هذه البيئة، وليس العكس".
ويشدد على "التفاهمات العائلية والسياسية حاجة وطنية في هذه المرحلة"، ويدعو إلى "تجنب الانقسامات التي قد يستثمرها الخصوم، مع التأكيد أن حق الاعتراض مُحترم، لكن ضمن الأطر التي تضمن وحدة الصف وعدم الإخلال بالتوازنات الداخلية".
طليس: التوافق ضرورة والمعركة السياسية في 2026
كذلك يعتقد "عراب" هذا التوافق بسام طليس "أن التركيز على التوافق البلدي لا يتعارض مع الانتماء السياسي، بل يعزز من وحدة المجتمع والوطن، في حين يبقى الاستحقاق النيابي المقبل هو الساحة السياسية الحقيقية للثنائي".
ويؤكد أن الثنائي الشيعي "لا يزال يحظى بدعم شعبي كبير في الأوساط الشيعية، إذ تُظهر المعطيات أن نسبة التأييد لهذه القاعدة الشعبية تراوح بين 85 و90%، وقد تجلى ذلك بشكل واضح في الانتخابات النيابية الأخيرة التي أسفرت عن فوز 27 نائباً منه".
ويعتبر "أن المعركة الحقيقية ذات البُعد السياسي لا تكمن في الانتخابات البلدية، بل في الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026"، ويشير الى أن "العمل البلدي هو مشروع تنموي بامتياز، وأن الثنائي يستند في تشكيل لوائحه إلى اتفاق وقّع عام 2010 بين الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله، ويراعي في بنوده أهمية تمثيل العائلات وخياراتها في المجالس البلدية. وهذا التوجه يتجلى اليوم في بريتال المعروفة بـ"بلدة الشهداء"، ومن الطبيعي أن يتولى أبناؤها حمل راية الثنائي، إذ تُعتبر عين البنيه نقطة الانطلاق الملهمة للمقاومة التي أرسى دعائمها القائد الإمام موسى الصدر".
ويشدد على أن "المصلحة الوطنية ومصلحة هذه البيئة تستدعي التفاهم، وإن ما يجري في بريتال من مساعٍ للتزكية هو نتاج طبيعي للتلاحم بين القيادة والناس".
رئيس البلدية
ومن جهة أخرى، ينفي رئيس بلدية بريتال علي طليس ما نُشر عن طرد النائب الحاج حسن من البلدة، ويوضح "أن ما جرى لم يكن أكثر من نقاش بنّاء بين فاعليات بريتال وقيادة حزب الله حول الانتخابات البلدية".
ويشدد على "احترام الآراء والسعي الى التوافق بين أبناء البلدة، بعيداً من الخلافات".
ولاحقاً صدر بيان عن السيدين حمزة صالح وممدوح اسماعيل بشأن الترشح للانتخابات البلدية في بريتال، ومما جاء فيه:
لقد كنا قد أعلنا في وقت سابق ترشحنا للانتخابات البلدية، واضعين نصب أعيننا المساهمة في تحقيق مستقبل أفضل للجميع. لقد كان قرارنا هذا نابعاً من إيماننا العميق بضرورة العمل من أجل التغيير الإيجابي، وتحقيق آمال وتطلعات أبناء بلدتنا.
لكن، وبعد مفاوضات وحوارات ومناقشات، ولنفس الرغبة التي اتخذنا قرارنا الأول لأجلها، وافساحاً في المجال لكل الساعين لإنتاج مجلس بلدي جديد مهمته وهدفه خدمة أهلنا وتحقيق التنمية في بلدتنا الحبيبة، نعلن انسحابنا من الترشح، مع إيماننا بأن المسؤولية تتطلب أن يكون المرء متفرغاً تماماً لأداء واجباته دون تقصير أو استهتار في سبيل من أعطاه ثقته وصوته".