لقاء رئيس الحكومة نواف سلام ومورغان أورتاغوس في السرايا الحكومة بعدسة الزميل نبيل إسماعيل
جالت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس اليوم السبت على المقرّات الرسمية اللبنانية في زيارة بدأتها صباحاً في قصر بعبدا مع لقاء جمعها برئيس الجمهورية جوزف عون.
وخلافاً لزيارتها الأولى، غادرت أورتاغوس قصر بعبدا من دون الإدلاء بتصريح بعد اجتماعها مع الرئيس عون لساعة وثلث الساعة.
اجتماع بين الرئيس عون ونائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في قصر بعبدا
وبعد اللقاء، ذكرت الرئاسة الللبنانية، عبر "إكس"، أن الاجتماع بين عون وأورتاغوس، كان بنّاءً، وتم البحث بين الوفدين، في عدد من الملفات، أبرزها:
-الوضع في الجنوب اللبناني
-الحدود اللبنانية-السورية
-الإصلاحات المالية والاقتصادية لمكافحة الفساد.
زيارة أورتاغوس الثانية إلى لبنان سبقتها موجة تصعيد عسكري إسرائيلي متواصلة، كانت آخرها عملية اغتيال استهدفت قياديّاً في حركة "حماس" الفلسطينية، بمدينة صيدا جنوب لبنان.
أورتاغوس التي وصلت عصر أمس إلى بيروت في ظروف ساخنة لا تختلف كثيراً عن أجواء زيارتها الأولى التي أطلقت خلالها مواقف اعتبرت حادة ضد "حزب الله"، زارت أيضاً في السرايا الحكومية الرئيس نواف سلام.
رأي
نبيل بومنصف
لا مئة يوم "تسامح"... في لبنان!
بين مطرقة التصعيد الحربي المتجدد، وسندان الضغوط الخارجية، باتت القاعدة أن لبنان يتجه إلى نقطة فقدان القدرة على التحكم بعامل الوقت لإدارة الاستحقاق الأخطر لنزع السلاح وإثبات احتكاره للسلطة الشرعية وحدها...
وفي بيان لرئاسة الحكومة اللبنانية، استقبل سلام أورتاغوس وتخلّل اللقاء "بحث في ملفّات الإصلاح المالي والاقتصادي حيث أثنت الموفدة الأأميركية على خطّة الحكومة الإصلاحية، ولاسيما الخطوات التي باشرت بها، خصوصاً رفع السرّية المصرفية، ومشروع قانون إصلاح القطاع المصرفي، وإطلاق آلية جديدة للتعيينات في إدارات الدولة، وخطط الحكومة للإصلاح الإداري والمؤسساتي ومكافحة الفساد. وجرى تشديد على ضرورة الوصول الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي".
واضاف البيان: "وحول تطوّرات الوضع في الجنوب، تناول البحث التدابير التي يقوم بها الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701 واتّفاق الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية، بالتعاون مع لجنة المراقبة العسكرية، بالإضافة إلى استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية".
وعبّرت الموفدة الأميركية عن الارتياح للإجراءات التي بدأت الحكومة باتّخاذها في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
وجرى تناول تطوّرات الوضع على الحدود اللبنانية السورية مع التأكيد على ضبطها بشكل كامل ومنع حصول أي توتّرات أو فوضى بالإضافة إلى منع كل أشكال التهريب.
واللقاء الذي دام لأكثر من ساعة، سادته أجواء إيجابية، بدأ بخلوة بين الرئيس سلام والموفدة الأميركية.
ورافق الموفدة الأميركية نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسوريا نتاشا فرانشيسكي إضافة إلى السفيرة الأميركية في لبنان السيدة ليزا جونسون، ووفد مرافق.
أوساط السرايا لـ"النهار"...
في هذا السياق، كشفت مصادر قريبة من السرايا الحكومية لـ"النهار" عن أن اللقاء الذي حصل بين سلام وأورتاغوس كان إيجابياً، واستمر أكثر من ساعة.
ولفتت المصادر إلى أن الوفد الأميركي رحّب بالإجراءات التي تتّخذها الحكومة اللبنانية في المطار للحفاظ على سلامة الطيران ومنع التهريب.
إلى ذلك، أثنت الموفدة الأميركية على الإجراءات التي تقوم بها الحكومة في خطط الإصلاح المالي والاقتصادي وخصوصاً رفع السرّية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف واعتماد آلية جديدة للتعيينات، مع التأكيد على أهمية الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
ماذا كشفت مصادر السرايا الحكومية لـ"النهار" عن لقاء أورتاغوس وسلام؟
تطرق سلام مع أورتاغوس إلى استكمال الجيش اللبناني للإجراءات التي يقوم بها في الجنوب حتّى تطبيق القرار 1701 بشكل كامل، مع بحث في ملف إعادة الإعمار.
مورغان أورتاغوس في السرايا الحكومة بعدسة الزميل نبيل إسماعيل
لقاء "بناء" في عين التينة
وبعد لقائها سلام، توجّهت الموفدة الأميركية إلى عين التينة حيث التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ووصف بري اجتماعه مع المبعوثة الأميركية بأنه كان جيداً وبناء، وقد جمعه خلوة معها.
وفي اللقاء الذي دام لأكثر من ساعة وثلث الساعة "جرى عرض للأوضاع والتطوّرات الميدانية المتّصلة بالخروقات والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتي تتسبّب بسقوط ضحايا يومياً وذلك خلافاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي رقم 1707".
وتطرّق البحث أيضاً للإصلاحات المنشودة على أكثر من صعيد خاصة في القطاعات المالية والإقتصادية والإدارية، وفق بيان المكتب الإعلامي لبري.
وقد زوّد الموفدة الأميركية بقائمة تتضمن 18 قانوناً إصلاحياً أنجزها المجلس النيابي الذي لا يزال ينتظر مشاريع قوانين إصلاحية أخرى من ضمنها إعادة هيكلة المصارف والسرية المصرفية والإصلاح الإداري لا سيما مجلس الإنماء والإعمار .
وحضر اللقاء في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مع الوفد المرافق السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان.
بري وأورتاغوس. (نبيل إسماعيل)
بري وأورتاغوس. (نبيل إسماعيل)
بري وأورتاغوس. (نبيل إسماعيل)
مورغان أورتاغوس. (نبيل إسماعيل)
نبيه بري. (نبيل إسماعيل)
وستلتقي أيضاً وزير المال ياسين جابر ووحاكم مصرف لبنان الجديد كريم سعيد.
غداء مع رجي
إلى ذلك، لبىّ وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي دعوة أورتاغوس للغداء في دارة السفيرة الأميركية في عوكر. وتناول البحث آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة.
وشارك في اللقاء نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون بلاد الشام وسوريا نتاشا فرانسيسكا.
لقاء مع قائد الجيش الجديد
واستقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في مكتبه في اليرزة، أورتاغوس مع وفد مرافق بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وكان بحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
لقاء قائد الجيش وأورتاغوس. (قيادة الجيش)
وثمة ترقب كبير محفوف بالحذر من المواقف الجديدة التي ستعلنها اليوم، والتي على أساسها يتضح مسار نتائج مهمتها وإلى أي حدود تتوافق مع مواقف أركان الدولة في لبنان؟
وفي وقت سابق، أفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين بأن باريس تعتبر أنه لا يمكن الانتقال من آلية مراقبة وقف النار الثلاثية بين لبنان وإسرائيل إلى نوع من تطبيع ديبلوماسي بينهما.
سلام وأورتاغوس. (نبيل إسماعيل)
وترفض باريس العمليات الإسرائيلية في لبنان وخصوصاً أن إسرائيل وافقت على اتفاق وقف النار، وتطالب الدولة العبرية بالانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في الجنوب اللبناني، فيما تشدّد على أنه يتوجّب على الجيش اللبناني أن يستمر في عمله وقد أظهر قدرته حتى الآن على حفظ الاستقرار في لبنان، لذا ينبغي أن تنسحب إسرائيل كلياً وأن تجنّب لبنان القصف لأن الأولوية اليوم هي عودة استقرار لبنان وتمكين السلطات اللبنانية من استعادة السيطرة، ليس على الحدود فحسب بل على الأراضي كاملة وحل الأزمة المالية في البلد وتسيير عمل الدولة. ويصف المسؤولون الفرنسيون على أعلى المستويات أداء الرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بأنه جيد ومهم، ويؤكدون أن فرنسا عازمة على مساعدتهما في تنظيم مؤتمر دولي لتقديم الدعم إلى لبنان.
لا يمكن اعتبار هذا التراجع "انهيارًا" أو حتى "تصحيحًا"، نظرًا لارتفاع الأسعار الكبير. لا تزال المعادن تحقق أرباحًا جيدة هذا العام، حتى بعد التراجعات الأخيرة