عودة النازحين الجنوبيين دونها معوقات وأخطار... هل توفّر البيوت الجاهزة حلولاً موقّتة؟ (فيديو)

كشفت جولة ميدانبة جديدة لـ"النهار"، أمس الأربعاء، في عدد من القرى والبلدات الحدودية في جنوب لبنان، في قضاء صور وتحديداً: البياضة، شمّع، طيرحرفا، الجبين، الزلوطية، البستان، يارين، الضهيرة، علما الشعب والناقورة، عن تراجع الأمال في عودة النازحين الجنوبيين الى أرضهم.
الصور والفيديو للزميل أحمد منتش.
فبعد أكثر من اسبوعين على انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي في 18 شباط/ فبراير الفائت من الجنوب باستثناء خمس نقاط استراتيجية لا تزال تحتلها داخل الاراضي اللبنانية، وانتشار الجيش اللبناني في الأماكن التي أخلاها الاسرائيليون، والعودة العاجلة والكثيفة للنازحين الى قراهم وبلداتهم تعبيراً عن إرادتهم الصلبة وتمسكهم بأرضهم، هذه العودة التي أزعجت اسرائيل، بدأت بالتراجع جراء الدمار الواسع الذي أحدثته غارات الطيران الحربي والمسير الاسرائيلي وأعمال التفخيخ والتفجير التي طاولت المنازل والمباني ومختلف المراكز والمؤسسات التجارية والصحية والتربوية والدينية، وتخريب الطرق الرئيسية والداخلية وشبكات الكهرباء والمياه والهاتف والصرف الصحي وجرفها، واقتلاع الاشجار وحرق المزروعات، خصوصا بعد الاتفاق على وقف النار والهدنة التي التزمها الجانب اللبناني، واستغلها الجانب الاسرائيلي لإبادة كل مقومات العيش وفي هذه البلدات وجعلها أثراً بعد عين.
فيديو من قرى الشريط الحدودي جنوبي لبنان... عودة النازحين الجنوبيين دونها معوقات وأخطارhttps://t.co/v575wjVcNB pic.twitter.com/spre1ZUX4b
— Annahar النهار (@Annahar) March 5, 2025
كان يمكن لعودة جميع النازحين أن تحقق نجاحاً وأن تستمر وتعود معها الحياة تدريجاً لولا أن اسرائيل لم تحولها منكوبة غير قابلة للحياة، قبل البدء بازالة كل الركام والخراب ورفعه من مكانه، وقبل انطلاق عجلة ورش اعادة البناء والاعمار في المنازل والمباني المهدمة وكل البنى التحتية وإصلاح الطرق وتزفيتها، وإعادة تركيب شبكات الكهرباء والمياه والهاتف اضافة الى بناء المراكز التربوبة والصحية والدينية.
لا يمكن اعتبار بقاء عدد من النازحين في بعض البلدات والقرى عودة الى الحياة الطبيعية، مثلما يحاول بعض الجهات أن يشيع، فالعودة الآمنة والطبيعية دونها حتى الآن عقبات جمة، وما يزيدها تعقيدا بقاء قوات الاحتلال داخل بعض الأراضي اللبنانية وعزلها بعض القرى والمناطق بعضها عن بعض، من خلال إقفال الطرق المجاورة للجدار الاسمنتي الاسرائيلي و"الخط الازرق" الحدودي الموقت، كما هو حاصل بين عديسة وكفركلا وبين مركبا وحولا، وبين مروحين وعيتا الشعب، اضافة الى استمرار الاعتداءات الاسرائيلية اليومية واستهداف أبناء المنطقة ولاسيما منهم عناصر المقاومة بواسطة المسيرات، واستمرار غارات الطيران الحربي، وإطلاق النار على كل من يحاول الاقتراب من الجدار الاسمنتي و"الخط الازرق" النقاط التي رفضت اسرائيل الانسحاب منها.
بيوت جاهزة
وفي هذا الاطار، علمت "النهار" أن جهات حزبية محلية معنية بالوضع تفكر جدياً في إحضار بيوت جاهزة وتحفيز الناس على السكن فيها بشكل موقت أو دائم، في حال تأخرت عملية اعادة البناء والاعمار في المدى المنظور، وأفيد بأن 15 بيتاً جاهزاً باتت موجودة في بلدة راميا الحدودية، من دون معرفة الجهة التي أحضرتها والتي قد يكون أصحابها هم من قاموا بشرائها.