كفركلا الحدودية جنوب لبنان أمّ البلدات المدمرة... والعودة إلى الحياة الطبيعية "قصة طويلة" (صور وفيديو)

لبنان 27-02-2025 | 12:47

كفركلا الحدودية جنوب لبنان أمّ البلدات المدمرة... والعودة إلى الحياة الطبيعية "قصة طويلة" (صور وفيديو)

تعرّضت البلدة إلى إبادة شاملة طاولت المباني والبنى التحتية والمزروعات وأشجار الزيتون المعمّرة، قصفاً وهدماً وتفجيراً وجرفاً
كفركلا الحدودية جنوب لبنان أمّ البلدات المدمرة... والعودة إلى الحياة الطبيعية "قصة طويلة" (صور وفيديو)
إبادة كل معالم الحياة في كفركلا.
Smaller Bigger

كفركلا الحدودية في قضاء مرجعيون جنوب لبنان... أم البلدات المدمرة في الحرب الإسرائيلية على الجنوب. تعرّضت إلى إبادة شاملة طاولت المباني والبنى التحتية والمزروعات وأشجار الزيتون المعمّرة، قصفاً وهدماً وتفجيراً وجرفاً، لا تطمس ما ارتكبته فيها من أعمال سرقة ممنهجة. وعلى رغم كل ذلك لاتزال أجزاء من أراضيها تحت سيطرة الاحتلال.

 

الصور والفيديو بعدسة الزميل أحمد منتش.

 

 

منذ فتح جبهة "إسناد غزة" من جنوب لبنان غداة عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول 2023، حتى آخر دقيقة من انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي في 18 شباط الجاري من غالبية قرى الجنوب، كانت كفركلا هدفاً مركّزاً لغارات الطيران الاسرائيلي والقصف المدفعي المتواصل، وهي البلدة المحاذية للجدار الاسمنتي الذي يفصل أراضيها ومنازلها عن مثيلاتها في مستوطنة المطلة والذي أنشأته إسرائيل بعد تحرير الجنوب عام 2000 واستكملت إعادة توسيعه بعد حرب تموز عام 2006، على امتداد أطرافها الشرقية والجنوبية والشمالية، من مثلث تل النحاس وصولاً الى المدخل الشمالي لبلدة عديسة.

 

 

 

 

 

 

وأسفرت هذه الاعتداءات قبل تصعيد وتيرة الحرب على الجنوب ولبنان واحتلال البلدة، عن نزوح أعداد كبيرة من أبنائها البالغ عددهم أكثر من 15 ألفاً، وتدمير عشرات المنازل والمحلات التجارية فيها، فيما صمد فيها عدد من عناصر "حزب الله" وقلة من الأهالي. وتمكّنت القوات الإسرائيلية طوال مدتي تصاعد العدوان والهدنة، من السيطرة على كل أراضي البلدة واحتلالها، وما لم يدمره الطيران الحربي الاسرائيلي بصواريخه من الجو وقذائفه المدفعية المتمركزة في موقع المطلة المشرف عليها، عمد الجيش الإسرائيلي الى تفخيخه ونسفه عن بكرة أبيه، فيما عملت الجرافات الضخمة على تخريب الطرق الرئيسية والداخلية وجرفها، وصولاً الى  المرافق الرسمية والخاصة والبنى التحتية. وما سلم من المنازل والمباني جرى إحراقه بعد سرقة محتوياته.

 

 

 

 

 

مشهد البلدة من بعد لا يظهر فيه سوى أطلال، دمار وخراب. وعند الدخول إليها من الجهة الشمالية عبر مثلث تل النحاس بين دير ميماس وبرج الملوك، ومفترق سهل مرجعيون الخيام، بدا أن الطريق الرئيسية جرفت واقتلع الزفت منها، بينما دمر على جانبيها كل ما كان موجوداً من منازل ومحلات ومؤسسات بعد تفجيرها. والمشهد نفسه يتكرر على طول الطريق المحاذية للجدار الاسمنتي الفاصل وصولاً الى الأطراف الشرقية الجنوبية للبلدة عند مدخل عديسة، حيث أقام الجيش الإسرائيلي سواتر ترابية وخنادق، وحفرأً عميقة لمنع عبور السيارات والأشخاص، بما فيهم قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني. أما داخل البلدة وساحاتها وشوارعها الداخلية فتحول كل شيء كان قائماً إلى ركام فوق ركام، وما بقي منتصباً منها لفّه سواد إحراقه.

 

 

أخطر من النقاط الخمس 

الطامة الكبرى في كفركلا والتي تعتبر أشد خطراً من النقاط الخمس التي رفض الإسرائيليون الانسحاب منها، في القطاعين الغربي والشرقي، هي سيطرتهم المباشرة على أجزاء واسعة من أراضيها الملاصقة للجدار الفاصل والمشرفة مباشرة على مستوطنة المطلة، والتي تمتد من مثلث تل النحاس حتى عديسة عمق يراوح بين مئة متر و300 متر، حيث جرفوا الطريق الرئيسية وحولوها حرثاً وخنادق. 

 

كذلك عمدوا الى نسف نحو 200 منزل ومبنى ومؤسسة تجارية إضافة الى جرف المزروعات واقتلاع أشجار الزيتون المعمرة. حتى النقطة القريبة من "بوابة فاطمة" لم يتمكن الجيش اللبناني حتى الآن من استعادتها لأن الإسرائيليين لا يزالون يدخلون إلى المنطقة خلف الجدار ويخرجون منها، مثلما حصل أمس عندما دخلت جرافة إسرائيلية إلى أراضي كفركلا المحاذية للجدار ترافقها قوة من الجنود للقيام بمزيد من أعمال التجريف والتحصينات، غير أنها انقلبت بين ركام المنازل المدمرة.

 

"العودة إلى حياتنا الطبيعية قصة طويلة"

رئيس بلدية كفركلا حسن شيت قال لـ"النهار" إن "الهدف من سيطرة قوات الاحتلال على الأطراف الشرقية والجنوبية والشمالية للبلدة، المحاذية للجدار الاسمنتي بعد جرف الطريق الرئيسية وتدمير نحو 200 منزل ومبنى ومؤسسة تجارية، هو إيجاد منطقة عازلة بين البلدة ومستوطنة المطلة وأيضاً مع مستوطنة مسكافعام في عديسة، حيث أقدم العدو على قطع الطريق وعزل البلدة عن عديسة وباقي قرى المنطقة الحدودية الواقعة في قضاء بنت جبيل".

 

 وأوضح أنّ "90  في المئة من المنازل والابنية السكنية والتجارية والمرافق العامة والخاصة دمرت أو نسفت بشكل كامل، والباقي جرى إحراقه، إضافة الى تخريب البنى التحتية وجرفها".

 

وكشف أنّ "العدو قام بعمليات نهب وسرقة ممنهجة، في العديد من المنازل والمحلات قبل تدميرها وحرقها"، لافتاً الى أنه "لم يعثر بين ركام مبنى البلدية على خزنتين، داخلهما أموال الصندوق البلدي وبيانات ووثائق ومستندات خاصة بالأهالي والبلدية. كذلك سرقت أدوات كهربائية وزراعية وكل ما خف وزنه وغلا ثمنه". وأشار الى "استشهاد 25 مقاوماً من أبناء البلدة بينهم مدني، والعمل جار للكشف عن عدد من مفقودي الأثر".

 

كما شدّد على "أن المطلب الأساسي للأهالي هو تحرير الأراضي التي لا تزال تسيطر عليها القوات الإسرائيلية وتمنع أي شخص من الاقتراب منها، بما في ذلك القوة الدولية والجيش اللبناني"، مطالباً الدولة بـ"الوقوف إلى جانب البلدة والعمل على رفع الركام والبدء بإعادة بناء كل ما دمره العدوان الإسرائيلي". واعتبر "أن عودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية تبقى قصة طويلة".

 

 

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان 10/7/2025 1:21:00 PM
 النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت