المتداول: "مشاهد من داخل الانفاق في غزة"، وفقاً للمزاعم، تصوّر "لحظة إلقاء القبض على ياسر أبو شباب، زعيم مليشيات القوات الشعبية في غزة المدعومة من اسرائيل، وعناصره". 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها الى 27 حزيران 2025. وتمّ تداولها في سياق مختلف. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

13 ثانية. تظهر المشاهد شخصاً مقيّد اليدين يقتاده رجال مسلحون في ممر من دون انارة، بينما يسمع في الخلفية صوت رجل يقول (بالعامية): "اللي بيفكر انو القسام خلص، القسام موجود. واللي بيرفع راسو رح ندعس عليه". وكُتب على الفيديو "مخيم الشاطئ". وقد انتشر أخيرا في حسابات زعمت أنه "مشاهد من داخل الأنفاق تظهر لحظة إلقاء القبض على ‎ياسر ابو شباب وعناصره". 

⛔️عاجل‼️ظهور لقطات و مشاهد من داخل الأنفاق تظهر كما وردنا لحظة إلقاء القبض على #ياسر_ابو_شباب وعناصره في قبضة رجال المقاومة 🇵🇸
pic.twitter.com/9iU8bAzsqG

— Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) October 13, 2025

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

ياسر أبو شباب يثير الجدل 

جاء تداول الفيديو في وقت أثار ياسر أبو شباب، وهو من أبرز المسلحين المناهضين لحركة حماس، جدلاً، لا سيما اثر ظهوره في فيديو نشره أخيرا في صفحته بالفايسبوك وهو يتجول في مناطق تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي بمدينة رفح جنوب القطاع. 

ويعتبر ياسر أبو شباب، الذي يتمركز في منطقة رفح، أبرز زعماء العشائر المناهضين لحماس، وهو ينشط في جزء من جنوب قطاع غزة لا تزال تحتله القوات الإسرائيلية، وفقا لما ذكرت وكالة "رويترز". 

ووفقاً لمصدر مقرب من أبو شباب، استقطبت مجموعته مئات المقاتلين من خلال عرض رواتب مغرية. وتتهمه حماس بالعمالة لإسرائيل، وهو ما ينفيه. 

وعشيرة أبو شباب مجموعة بدوية تتمركز في المنطقة الشرقية من رفح. ومن غير الواضح ما إذا كانت العشيرة بأكملها تؤيد تصرفات أبو شباب. ويقدّر عدد أفراد قوة العشيرة بنحو 400 رجل.

وقد اتُهمت الحكومة الإسرائيلية بتسليح ميليشيات ياسر ابو شباب، الذي قال في مقابلة مع إذاعة إسرائيلية، إنه يتعاون مع الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة. ووصفه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بأنه زعيم "عصابة إجرامية تعمل في منطقة رفح، وتُتهم على نطاق واسع بنهب شاحنات المساعدات".

مجموعة مناهضة لـ"حماس"... ياسر أبو شباب يؤكد تعاونه مع الجيش الإسرائيلي في غزة

حقيقة الفيديو

الا ان الفيديو المتناقل ليس لإلقاء كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، القبض على ياسر أبو شباب، وفقاً لما توصل اليه تقصي حقيقته. 

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يقودنا اليه منشوراً بنسخة أطول (57 ثانية) في حساب Gazawi_105@ في اكس، في 27 حزيران 2025، مع تعليق انه يظهر "عناصر من وحدة خاصة من القسام خلال ملاحقتها عددا من العملاء والبلطجية المتورطين...". 

🚨 لأول مرة نزول وحدة خاصة من أمن القسام على الأرض ،
و تلاحق عدد من العملاء و البلطجية المتورطين ،
و تدعس على رؤسهم 🔥 ..
شكله الجماعة حتترحم على أيام سهم و الحكومة ، pic.twitter.com/AMEk0LDJ7f

— الغزّاوي الجلَّاد (@Gazawi_105) June 27, 2025

لقطة من الفيديو المنشور في حساب Gazawi_105@ في اكس، في 27 حزيران 2025

كذلك، عثرنا على الفيديو منشوراً في حسابات أخرى عدة في 30 حزيران و1 تموز 2025. 

ولم يمكن معرفة مزيد من التفاصيل عنه من مصادر موثوق بها. الا ان نشره في ذلك التاريخ القديم يعني ان لا علاقة له بالمستجدات المتعلقة بياسر أبو شباب. 

فيديو جديد

الى جانب ذلك، لم نعثر على تقارير جدية عن إلقاء القبض على ياسر أبو شباب.

في المقابل، نشر أبو شباب خلال الساعات الماضية فيديو، في صفحته في الفايسبوك، ظهر فيه ماشيا مع شخصين آخرين مسلحين. 

لقطة من الفيديو الذي نشره ابو شباب في صفحته في الفايسبوك في 19 تشرين الاول 2025

وفي آخر التطورات، قصف سلاح الجو الاسرائيلي رفح بجنوب قطاع غزة، وفقا لوسائل اعلام اسرائيلية، إثر تبادل إطلاق نار بين الجيش وما وصف بالمسلحين. كذلك استهدف مناطق في جباليا شمالا، في حين طالب الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش باستئناف القتال في غزة.

وقالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن سلاح الجو شنّ غارات على أهداف في منطقة رفح جنوب قطاع غزة ردا على ما سمته خرق وقف إطلاق النار. وأفادت بوقوع انفجار في آلية هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي بمنطقة رفح.

ونقلت القناة الـ12 الاسرائيلية عن مصادر مطلعة،  إن غارات على رفح جنوب قطاع غزة جاءت في محاولة لحماية مليشيات ياسر أبو شباب.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأحد، إن الهدنة في غزة ما زالت صامدة بعدما شنّت إسرائيل غارات على أهداف لحماس متهمة إياها بمهاجمة قواتها، في أعنف تصعيد منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ قبل تسعة أيام، ثم إعلانها وقف ضرباتها و"إعادة تطبيق" وقف إطلاق النار، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وقال الدفاع المدني في غزة إن الغارات الإسرائيلية أوقعت 45 قتيلا، فيما تحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل اثنين من جنوده في مواجهات في رفح. 

وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، تعليمات لقوات الأمن "بتحرك قوي ضد الأهداف الإرهابية في قطاع غزة"، متهما حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار.

لكن حماس ردّت بأنها ملتزمة وقف إطلاق النار، وأنها ليست على علم بوقوع اشتباكات في رفح. واتهم عضو مكتبها السياسي عزت الرشق إسرائيل بـ"خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمه".

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "إلقاء القبض على ياسر أبو شباب وعناصره". في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها الى 27 حزيران 2025. وتمّ تداولها في سياق مختلف.