المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "موكب الرئيس السوري أحمد الشرع في نيويورك الآن". 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 5 ايلول 2024. وتظهر الموكب الذي أقل فيه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الى مطار أنقرة إيسنبوغا الدولي في العاصمة التركية أنقرة، بعد زيارة الأخير لتركيا في 4 منه، وفقاً لما تمّ تداوله. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

تظهر المشاهد موكبا ضخما من السيارات والجيبات والدراجات النارية التي اشعلت اضواء حمراء وزرقاء، خلال مرورها على احد الطرق. وقد انتشر الفيديو أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "موكب الرئيس أحمد الشرع في أمريكا الآن". 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

حقيقة الفيديو 

الا ان هذا الزعم خاطئ، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.

فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في مواقع وحسابات اخبارية تركية، في 5 ايلول 2024، مع شرح انه يظهر "الموكب الذي أقل فيه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الى المطار".

لقطة من الفيديو المنشور في حساب قناة T24 في يوتيوب، في 5 ايلول 2025

Cumhurbaşkanı Erdoğan, Sisi’ye aynı araçta eşlik ederek havalimanına uğurladı. pic.twitter.com/RCHfsCLZZm

— Aykırı (@aykiricomtr) September 5, 2024

لقطة من الفيديو المنشور في حساب موقع Aykırı التركي في اكس في 5 ايلول 2025

ووفقاً لتقارير اعلامية تركية، كان الموكب الرئاسي متوجهاً الى مطار أنقرة إيسنبوغا الدولي في العاصمة التركية أنقرة، في ختام زيارة السيسي لتركيا. 

وقد أحدث الموكب الكبير الذي كان في استقبال السيسي ووداعه في المطار، حيث اصطحبه اردوغان في سيارته الرئاسية ذهاباً وإياباً في أثناء الوصول والمغادرة، صدى واسعاً واجتذب عشرات الآلاف من التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي التي أكدت أن عودة العلاقات بين مصر وتركيا "حدث تاريخي" وعودة إلى الطريق الصحيح، على ما ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط". 

وغادر السيسي أنقرة الاربعاء 4 ايلول 2024، في ختام زيارة رسمية التقى خلالها نظيره التركي رجب طيب اردوغان.

وأقلعت طائرة الرئيس المصري من أنقرة قرابة الساعة 19:19 بالتوقيت المحلي (ت.غ+3). وكان في وداعه الرئيس اردوغان وعدد من المسؤولين رفيعي المستوى، على ما ذكرت وكالة "الاناضول" التركية. 

وكان اردوغان في استقبل السيسي في ذلك الاربعاء (4 ايلول 2024) بعيد وصوله إلى أنقرة، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 12 عاما من أجل تكريس المصالحة بين البلدين بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد من الزمن، وفقا لتقارير اعلامية. 

ووقع الرئيسان 17 اتفاقية تعاون، بحسب الرئاسة التركية، وشددا على رغبتهما في "تعزيز تعاونهما". وأكدا أمام الصحافيين رغبتهما في رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار سنويا خلال خمس سنوات، في حين يبلغ حاليا أقل من 10 مليارات.

وقال اردوغان: "نريد الارتقاء بتعاوننا مع مصر في مجال الطاقة، وخصوصا الغاز الطبيعي والطاقة النووية". وبحث ايضا الرئيسان في "احتمال تسليم" مسيرات تركية إلى مصر، بحسب الرئاسة التركية. 

الشرع يؤكّد ضرورة التوصل الى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل
وجاء تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة، في وقت حذر الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الثلثاء، من خطر حدوث اضطرابات جديدة في الشرق الأوسط إذا لم تتوصّل بلاده وإسرائيل إلى اتفاق أمني، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 


والشرع، القيادي الجهادي السابق الذي وصل إلى السلطة بعد إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، موجود في نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ80. وسيصبح، اليوم الأربعاء، أول رئيس سوري يلقي خطابا أمام الجمعية العامة منذ عام 1967.

وخلال جلسة حوارية نظّمها في نيويورك مركز الأبحاث الأميركي "معهد الشرق الأوسط"، قال الشرع: "لسنا نحن من يسبّب المشاكل لإسرائيل. نحن نخاف من إسرائيل وليس العكس".

وأضاف: "هناك مخاطر متعدّدة مرتبطة بواقع أن إسرائيل تؤخّر المفاوضات وتواصل انتهاك مجالنا الجوي واختراق أراضينا".

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "موكب الرئيس السوري أحمد الشرع في نيويورك الآن". في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 5 ايلول 2024. وتظهر الموكب الذي أقل فيه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، خلال توجهه الى مطار أنقرة إيسنبوغا الدولي في العاصمة التركية أنقرة، بعد زيارة الاخير لتركيا في 4 منه.