الرئيس المصري زار معبر رفح بالزي العسكري أخيراً؟ النهار تتحقق FactCheck

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرتديا الزي العسكري خلال زيارته معبر رفح أخيرا. الا أنّ هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

يظهر الفيديو السيسي لدى وصوله الى مكان، مرتديا الزي العسكري. وكان في استقباله عسكريون في الجيش المصري. وانتشر الفيديو في حسابات على فايسبوك مع تعليق (من دون تدخل): "الزعيم لبس ملابس عسكرية الكل يستخبي. وصل وصل وصل اللهم لا حسد... عاش فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي".

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

حقيقة الفيديو 

ولكن بعد تفكيك المقطع إلى صور، عبر أداة InVid، قاد البحث العكسي إلى أنه قديم، إذ يعود إلى 4 تموز/يوليو 2015.

وكشف البحث أن المقطع المتداول مقتطع من فيديو مدته 33 دقيقة، نشرته القناة الرسمية لوزارة الدفاع المصرية على موقع يوتيوب بعنوان: "القائد الأعلى للقوات المسلحة يتفقد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية العاملة بشمال سيناء".

لقطة من الفيديو المنشور في حساب وزارة الدفاع المصرية في 4 تموز 2015

حينها، أصدر المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية بيانا في التاريخ نفسه، كشف فيه تفاصيل الزيارة، وأرفقه بصور عدة.

وجاء في تفاصيل البيان الذي نشره بعنوان: "السيسي مرتدياً الزي العسكري: مصر قوية... وسننتصر على الإرهاب"، أن السيسي تفقد، بزيارة مفاجئة، عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية المتمركزين بالكمائن والنقاط الأمنية بالعريش.

وظهر السيسي خلال الزيارة مرتدياً الزي العسكري للمرة الأولى بعد توليه رئاسة الجمهورية، في دلالة واضحة أن جميع المصريين يصطفون فى خندق واحد مع قواتهم المسلحة فى حربها على الإرهاب، وأن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تزيد رجالها إلا إصراراً وقوة على تحقيق الأمن والاستقرار والمضي قدماً نحو بناء المستقبل .

وتفقد السيسي مركز عمليات قطاع تأمين شمال سيناء، واستمع إلى شرح عن سير العملية وسرعة رد الفعل للتعامل الحاسم مع العناصر التكفيرية المسلحة التى حاولت الهجوم على الكمائن.

بيان المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية في 4 تموز 2015

كذلك، تابع السيسي سير العمليات العسكرية والأمنية المبذولة بالتعاون بين الجيشين الثاني والثالث الميداني وعناصر الدعم من الأفرع الرئيسية وأجهزة القوات المسلحة، بالتعاون مع الشرطة المدنية لتمشيط ومداهمة للأوكار والبؤر الإرهابية والقضاء على العناصر التكفيرية فى شبه جزيرة سيناء. 

وتفقد السيسي بعض النقاط والإرتكازات الأمنية بالعريش، معبراً عن سعادته بما حققه أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين أكدوا ثقة الشعب المصري.

وأشاد بما لمسه من روح معنوية عالية يتمتع بها المقاتلون الذين أقسموا على النصر أو الشهادة من أجل الوفاء بالمهام المقدسة المكلفين بها. وتفقد أيضاً جانباً من الأسلحة والذخائر والمضبوطات، التي تم ضبطها خلال عمليات التمشيط والمداهمة والمواجهات مع العناصر التكفيرية بشمال سيناء .

إبادة جماعية في غزة

وجاء تداول هذا الفيديو بالمزاعم الخاطئة في وقت اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة.

ودعا فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها البري على مدينة غزة الذي بدأ الثلثاء، قائلاً إن الأدلة تتزايد على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وربما أكثر من ذلك.

وقال في تصريحات للصحافيين في جنيف: "لا يسعني إلا أن أفكر في ما يعنيه ذلك بالنسبة للنساء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص ذوي الإعاقة، إذا ما تعرضوا للهجوم مجددا بهذه الطريقة. وعلي أن أقول إن الرد الوحيد على ذلك هو: أوقفوا المذبحة".


من جهتها، قالت مسؤولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الثلثاء إن من "غير الإنساني" توقع مغادرة مئات الآلاف من الأطفال مدينة غزة لأن المخيمات الواقعة في الجنوب غير آمنة ومكتظة وغير مجهزة لاستقبالهم.


وقالت تيس إنغرام، المتحدثة باسم اليونيسف، للصحافيين في اتصال عبر الفيديو من مخيم المواصي مترامي الأطراف في قطاع غزة: "من غير الإنساني أن نتوقع من قرابة نصف مليون طفل، تعرضوا لعنف وصدمات نفسية على مدى أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، أن يفروا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر".

وقال فلسطينيون لوكالة "رويترز" إن الظروف هناك بائسة للغاية لدرجة أن بعض الأشخاص الذين فروا من الهجوم الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة التي ضربتها مجاعة في الأيام القليلة الماضية، يتجهون عائدين نحو القنابل المتساقطة.

وقالت إنغرام: "ليس أمام الناس خيار جيد حقاً، إما البقاء في الخطر وإما الفرار إلى مكان يعلمون أيضا أنه خطر"، مضيفة أن بعض الأطفال قُتلوا في مخيم المواصي خلال جلبهم للمياه.


الخلاصة: الفيديو المتداول قديم، اذ يعود لزيارة السيسي لشمال سيناء في تموز 2015. ولا علاقة له بالتصعيد العسكري الأخير في غزة.