اقتحام مقرات رسمية فرنسية وتمزيق صور ماكرون أخيراً؟ إليكم الحقيقة FactCheck

اندلعت خلال الأيام الماضية احتجاجات في فرنسا تحت شعار "لنشلّ كل شيء" تعبيراً عن غضب شعبي تجاه سياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزامناً مع تعيين رئيس حكومة جديد. وفي هذا السياق، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لاقتحام مقرّ رسميّ وتمزيق صورة ماكرون. إلا أنّ الفيديو مصوّر في الحقيقة خلال احتجاجات عام 2021.
يظهر الفيديو محتجّين يقتحمون ما يبدو أنّه مقرّ رسمي ويمزّقون صورة الرئيس الفرنسي. وجاء في التعليق المرفق "فرنسا تنهار... اقتحام مقرات رسمية وتمزيق صور ماكرون".
ويأتي انتشار هذا الفيديو عقب احتجاجات انطلقت في مدن فرنسيّة عدّة صباح في العاشر من أيلول/سبتمبر بشعار "لنشلّ كل شيء" تزامنت مع تسلّم وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو (39 عاماً) مهامه بتشكيل حكومة جديدة.
وانطلقت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي بمطالب متعددة منها التخلي عن اقتراح ميزانية رئيس الحكومة السابق فرانسوا بايرو.
وجاء سقوط بايرو بعدما طرحت حكومته مشروع ميزانية تقشفية تضمّنت إلغاء يوميّ عطلة.
وخلال التظاهرات أقامت مجموعات من المتظاهرين حواجز باستخدام حاويات نفايات ورشقوا الشرطة بالقمامة في ضواحي باريس، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وفي مدينة ليون (جنوب شرق) أغلق متظاهرون طريقاً سريعاً يمر عبر المدينة وأشعلوا النار في حاويات قمامة، في حين استخدمت الشرطة في مدينة نانت (غرب) الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ويصعب تقدير أعداد المشاركين في الاحتجاجات أو مدى تأثيرها على القطاعات المختلفة في البلاد، نظرا إلى المشاركة الضئيلة للنقابات العمالية التي تخطط معظمها ليوم خاص بها من الإضرابات والاحتجاجات الواسعة النطاق في 18 أيلول/سبتمبر.
فيديو قديم
إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بهذه الاحتجاجات.
فقد أظهر البحث عن لقطات منه أنّه منشور عام 2021 في صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي ينفي صلته بالأحداث الأخيرة.
وجاء في التعليق المرفق أنّه مصوّر في بلدية مدينة بواتييه جنوب فرنسا.
في ضوء ذلك، يرشد التعمّق بالبحث إلى مشاهد أخرى من الحدث نفسه منشورة في مواقع إخباريّة عدّة، ومشهد من زاوية أخرى نشره نائب فرنسيّ في صفحته.
آنذاك، اندلعت الاحتجاجات ضدّ فرض "تصاريح صحيّة" لارتياد الأماكن الترفيهيّة، في ظلّ انتشار فيروس كورونا.
خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس