حزب الله يتهم بشار الأسد بالخيانة؟ النهار تتحقق FactCheck

ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بيان منسوب الى حزب الله يتهم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد "بخيانة المقاومة وبيع دماء قادتها وشهدائها والتحالف مع أعدائها خدمةً للمشروع الصهيوني". الا أنّ هذا البيان مختلق، ولم يصدره حزب الله. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
منذ ساعات، تتداول حسابات بيانا حمل توقيع "القيادة المركزية في حزب الله"، وجاء فيه (من دون تدخل): "بكل أسى وحزن، نُعلن أمامكم أنه عقب حادثة البيجر المؤلمة، والتي تُعد من أخطر ما تعرض له حزب الله منذ تأسيسه، تم تكليف جهاز البحث والتقصي الاستخباراتي في الحزب بالتحقيق العاجل في ملابسات هذا الاختراق الكبير. وقد باشر الجهاز مهامه فوراً وتوصّل بعد تحقيقات دقيقة ومتواصلة إلى نتائج صادمة ومؤلمة، أبرزها تسارع وتيرة التصفيات داخل صفوف الحزب، والتي بلغت ذروتها باغتيال سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله وعدد من رفاقه المجاهدين.
وبعد تتبع بيانات الاتصالات والاجتماعات، تبيّن بشكل قاطع أن جهاز المخابرات السورية، وبعلمٍ مباشر من الرئيس السوري بشار الأسد، هو الذي سرّب الإحداثيات والمعلومات إلى العدو، ما أدى إلى تنفيذ هذه العمليات الغادرة. وبناءً عليه، نُعلن للرأي العام وجميع المجاهدين أن المدعو بشار الأسد خان المقاومة وباع دماء قادتها وشهدائها وتحالف مع أعدائها خدمةً للمشروع الصهيوني. وبناءً على ما تقدّم. يُمنع من الآن فصاعداً تعليق أو رفع أي صورة لبشار الأسد في أي من المقرات أو المراكز التابعة لحزب الله في لبنان أو خارجه. ويُعد هذا القرار ملزماً وفورياً. ونؤكد أن العمل جارٍ على ملاحقة الضباط السوريين المتورطين في هذه الخيانة. وسيتم التعامل معهم وفق ما تمليه علينا دماء الشهداء وواجب الوفاء لخط المقاومة".
ولكنّ هذا البيان زائف، مفبرك.
بعد انتشاره، أكد "حزب الله" ان "لا صحة له"، وفقاً لما وزّعه.
يُشار أيضاً الى ان لا أثر له في حسابي العلاقات الاعلامية في حزب الله والاعلام الحربي المقاومة الاسلامية في تلغرام، او في اي وكالات أنباء ومواقع اخبارية ذات صدقية. وهذا يدل على انه غير صحيح.
وقُتِل 37 شخصاً على الاقل وأصيب قرابة ثلاثة آلاف آخرين من جراء تفجير أجهزة "بايجرز" الثلثاء 17 ايلول 2024، ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء 18 منه يستخدمها عناصر في الحزب، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وأتت تفجيرات أجهزة الاتصال في خضم تبادل يومي للقصف بين حزب الله والدولة العبرية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، على خلفية هجوم 7 تشرين الاول 2023، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ودان عدد من خبراء حقوق إنسان الأمميين "التلاعب الخبيث" بأجهزة البيجرز (أجهزة الاستدعاء) واللاسلكي، ووصفوا ذلك بأنه "انتهاك مرعب" للقانون الدولي. وشدد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أمام مجلس الأمن، الجمعة 20 ايلول 2024، على أن القانون الدولي يحظر "تفخيخ" أجهزة مدنية الطابع، فيما اتهمت لبنان إسرائيل بـ"الإرهاب".
أميركا لا تستطيع إجبار إسرائيل على فعل أي شيء
من جهة أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص توماس برّاك، أمس الاثنين، إنه لا يمكن للولايات المتحدة "إجبار" إسرائيل على فعل أي شيء، وذلك ردا على سؤال أحد الصحافيين بشأن مطالب لبنان بأن تكون واشنطن هي الضامن لوقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، على ما أوردت وكالة "رويترز".
واقترحت الولايات المتحدة الشهر الماضي خريطة طريق على كبار المسؤولين اللبنانيين تتضمن نزع سلاح جماعة حزب الله بالكامل خلال أربعة أشهر مقابل وقف الغارات الجوية الإسرائيلية وانسحاب إسرائيل من المواقع التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان.
وطلب لبنان من واشنطن أن تكون ضامنا أمنيا للتأكد من سحب إسرائيل لقواتها بالكامل ووقف استهداف أعضاء بحزب الله إذا بدأت الجماعة في تسليم أسلحتها.
ولدى سؤاله عن هذه الضمانات، قال برّاك للصحافيين بعد اجتماعه برئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن الولايات المتحدة "ليس من شأنها محاولة إجبار إسرائيل على فعل أي شيء". واشار الى أن الولايات المتحدة لا تجبر لبنان على نزع سلاح حزب الله ولا تبحث فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين إذا لم يتم نزع سلاح الجماعة.
وتابع براك: "لا عواقب ولا تهديد ولا عقاب".
وهذه ثالث زيارة يقوم بها براك للبنان خلال شهر تقريبا، لمناقشة خريطة الطريق الأميركية، وتشمل نزع سلاح الجماعات المسلحة غير الحكومية والإصلاحات الاقتصادية التي طال انتظارها وتحسين العلاقات بسوريا.