المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة غرق السفينة ماجيك سيز كاملةً في البحر الأحمر"، بعد هجوم للحوثيين اليمنيين عليها أخيرا. 

الا أنّ هذا الادعاء خاطئ. 

الحقيقة: هذه المشاهد تظهر غرق سفينة الشحن بيريل Beryl، اثر اصطدامها بسفينة سانتا فيكتوريا Santa Victoria في بحر آزوف، في 25 تشرين الثاني 2009. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

يظهر الفيديو سفينة وهي تغرق في الماء. وقد انتشر على نطاق واسع أخيرا، عبر حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "غرق السفينة الصهيونية ماجيك سيز كاملةً بالبحر الأحمر، بعد أن وقع استهدافها من القوات المسلحة اليمنية". 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

الحوثيون يبثون مشاهد لإغراق السفينة "ماجيك سيز"

جاء تداول الفيديو في وقت بث الإعلام الحربي التابع لجماعة الحوثي مشاهد استهداف سفينة "ماجيك سيز" وإغراقها في البحر الأحمر، بعد هجوم نفّذته الجماعة الأحد 6 تموز 2025. 

وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم على الناقلة "ماجيك سيز" التي ترفع العلم الليبيري، وتديرها شركة يونانية قبالة جنوب غرب اليمن، وقالوا إن السفينة غرقت.  

وقال بيان مرفق بالمقطع إن استهداف السفينة جاء "بسبب انتهاك الشركة المالكة لها (باراجون شيبينغ اليونانية) قرار القوات المسلحة اليمنية (قوات الحوثيين) القاضي بحظر دخول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة (في إشارة إلى إسرائيل)".

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع أفاد في بيان سابق بأن السفينة ماجيك سيز "دخلت موانئ إسرائيلية 3 مرات خلال الأسبوع الماضي، رغم الإنذارات التي وجهت اليها".

ولكن ماذا عن الفيديو المتناقل؟ 

لا علاقة له بكلّ هذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يضع أمامنا أولاً صورة مماثلة تماماً للسفينة مؤرشفة في موقع shipspotting، في 25 تشرين الثاني 2009، مع شرح انها تظهر "سفينة الشحن بيريل Beryl حاملة العلم الجورجي (رقم 8858764)، وبحمولة وزن ساكن 3201 طناً، والتي اصطدمت بسفينة سانتا فيكتوريا Santa Victoria حاملة علم جزر القمر (رقم 8857693) وبحمولة وزن ساكن 3258 طنا، وسط ضباب كثيف في بحر آزوف، في 25 تشرين الثاني (2009). وقد غرقت بيريل نتيجة الاصطدام، بينما لم تلحق بسانتا فيكتوريا سوى بعض الأضرار".

تصوير: شاشكوف أولغ Sushkov Oleg. 

الصورة مؤرشفة في موقع shipspotting

تفاصيل عن السفينة بيريل الظاهرة في الصورة (موقع shipspotting)

وبالتعمق بالبحث بواسطة محرك Yandex، ولا سيما باستخدام كلمات مفاتيح بالروسية، مثل Крушение и гибель теплохода «BERIL»، نقع على هذا المقطع منشوراً ضمن فيديو أطول (13.59 دقيقة) في حساب MrMitya77 في يوتيوب، في 26 تشرين الثاني 2010، بعنوان крушение теплохода BERIL، اي حطام سفينة بيريل. ويمكن مشاهدة المقطع في التوقيت 7.34 في الفيديو أدناه. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب MrMitya77 في يوتيوب، في 26 ت2 2010

وتم تناقل هذا الفيديو في حسابات روسية في موقعي OK وVK للتواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، مرفقا بعنوان عن غرق السفينة. 

ولكنّ الخبر عنها منشور في وكالات انباء ومواقع روسية وأوكرانية منذ 25 تشرين الثاني 2009. 

ونقلت وكالة رويا نوفونستي عن وزارة الطوارئ يومذاك إن "السفينة سانتا فيكتوريا، التي ترفع علم جزر القمر، اصطدمت في ظل ظروف رؤية ضعيفة، بالسفينة بيريل التي كانت مبحرة من روستوف أون دون إلى تركيا، وعلى متنها 30 طنًا من الخردة المعدنية. وتم إنقاذ طاقمها، ونقلهم على متن سانتا فيكتوريا. ولم تقع إصابات".

ووفقاً لما ذكرت مواقع روسية وأوكرانية، فإن بيريل كانت تحمل علم سيراليون، وليس جورجيا، كما ورد في موقع shipspotting. وهذا ما تؤكده ايضا المعلومات المنشورة عن السفينة في موقعي marine public، وmarinevesseltraffic.

وكتب موقع صحيفة kommersant الروسية في تقرير في 26 تشرين الثاني 2009: "أمس (25 تشرين الثاني 2009)، قرابة الساعة الثامنة صباحا في بحر آزوف، على بعد 30 ميلًا جنوب غرب قرية كاميشيفاتسكايا Kamyshevatskaya في منطقة ييسك بإقليم كراسنودار Krasnodar، وقع تصادم بين سفينتي الشحن بيريل، التي تبحر تحت علم سيراليون والمملوكة لشركة ميليتا ماريتايم، وسانتا فيكتوريا، التي تديرها شركة ديفا-إن المحدودة، والتي تبحر تحت علم جزر القمر. ووفقًا للخدمة الصحافية لوزارة النقل في الاتحاد الروسي، كانت بيريل راسية، وكانت سانتا فيكتوريا متجهة إلى مضيق كيرتش. ووفقًا للتقرير الأولي، وقع التصادم بسبب ضعف الرؤية. وغرقت بيريل، التي كانت تحمل 3 آلاف طن من الخردة المعدنية. وأنقذ بحارة سانتا فيكتوريا جميع أفراد طاقم السفينة، تسعة مواطنين جورجيين وأذربيجانيان وربان من روسيا". 

وأورد أن "السفينة بيريل كانت في طريقها من روستوف أون دون إلى إزميت (تركيا)، بينما كانت سانتا فيكتوريا في طريقها من ييسك إلى سامسون بتركيا، محملة بـ3 آلاف طن من القمح. ونتيجةً للاصطدام، تعرضت سانتا فيكتوريا لأضرار طفيفة. ووفقًا لقبطانها، لم تُلاحظ أي آثار لمنتجات نفطية على سطح الماء بعد الحادث. ومع ذلك، وجدت سفينة الحدود خانتي مانسيسك، التي وصلت إلى مكان الحادث في الأولى ظهرًا وأطلقت قواربها، الجزء العلوي من صاري سفينة الشحن الغارقة، وبقعة وقود بقياس 50 × 500 متر انسكبت من خزانات الوقود الخاصة بها. ووفقًا للتقديرات الأولية، كانت السفينة تحمل نحو 30 طنًا من الوقود. وأبلغ حرس الحدود زملاءهم الأوكرانيين بالأمر، إضافة إلى مركز الإنقاذ البحري في نوفوروسيسك وخدمات أخرى. وفي الوقت نفسه، أكدت وزارتا الطوارئ والنقل عدم وجود أي تهديد بيئي".

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "لحظة غرق السفينة ماجيك سيز في البحر الأحمر"، بعد هجوم للحوثيين اليمنيين عليها أخيراً. في الحقيقة، هذه المشاهد تعود لغرق سفينة الشحن بيريل Beryl التي تحمل علم سيراليون، اثر اصطدامها بسفينة سانتا فيكتوريا Santa Victoria التي تحمل علم جزر القمر في بحر آزوف، في 25 تشرين الثاني 2009.