المتداول: تقرير اخباري لقناة "الجزيرة" يعلن، وفقاً للمزاعم، أن "السعودية أفطرت في شكل خاطئ برؤية زحل"، بينما نشر مستخدمون ان "السعودية أقرت بوقوع خطأ في رؤية هلال شوال، وتعهدت دفع 1.6 مليار ريال كفارة عن الشعب السعودي".  

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: السعودية لم تعلن وقوع خطأ في رؤية هلال شوال. والتقرير الاخباري المتناقل لقناة "الجزيرة" قديم، اذ يعود الى ايلول 2011. وكان يتكلّم على جدل بشأن دخول العيد في السعودية برؤية زحل يومذاك. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

يظهر التقرير المذيع في قناة "الجزيرة" توفيق طه قائلا: "(...) المواطنين السعوديين أفطروا على رؤية كوكب زحل بدلا من هلال شوال أثار جدلا واسعا في العالم الإسلامي فيما أكدت دار الإفتاء المصرية أن رؤيتها للهلال صحيحة. ووسط حالة من الجدل راح ملايين الصائمين الذين بات مشكوكا في يوم عيدهم، راحوا يتساءلون عما يتوجب عمله شرعا على المستوى الفردي والجماعي. وراح سؤال أهم يطرح نفسه هو ما السبيل لتلافي تلك البلبلة في العام المقبل. مزيد من التفاصيل في هذا التقرير...". 

وقد أرفق مستخدمون التقرير بتعليق (من دون تدخل): "السعودية تفطر على كوكب زحل"، بينما تكلّم آخرون على ان "السعودية تعهدت دفع 1.6 مليار ريال كفارة عن الشعب السعودي، بعدما اقرت بوقوع خطأ في رؤية هلال شوال ".

@rany.62 #capcut #العراق #تصميم #fyp #باسم_الكربلائي #السعودية #كربلاء #رسول_الله #تصميمي #استديو #بغداد ♬ الصوت الأصلي - ْRANY

ولكن هل أعلنت السعودية بالفعل وقوع خطأ في رؤية هلال شوال، كما تزعم المنشورات؟ 

كلا، لم تفعل. 

في الواقع، نشرت وكالة الانباء السعودية (واس)، في 29 آذار 2025، بيانا من الديوان الملكي جاء فيه ان "دائرة الأهلة في المحكمة العليا عقدت جلسة مساء هذا اليوم، السبت التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك - لعام 1446هـ بحسب تقويم أم القرى - الموافق 29 / 3 / 2025 م، للنظر في ما يردها حول ترائي هلال شهر شوال لهذا العام 1446هـ. وبعد الاطلاع على جميع ما وردها والنظر فيه وتأمله، ونظراً لما تضمنه قرار المحكمة العليا رقم (192/هـ) وتاريخ 29 / 8 / 1446هـ أن يوم السبت 1 / 9 / 1446هـ الموافق 1 / 3 / 2025 م هو غرة شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ، ولأنه قد شهد عدد من الشهود العدول برؤية هلال شهر شوال هذه الليلة، وبناءً عليه، ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" متفق عليه، فإن الدائرة تقرر: أن يوم غدٍ الأحد 1 / 10 / 1446هـ -بحسب تقويم أم القرى- الموافق 30 / 3 / 2025م هو يوم عيد الفطر المبارك لهذا العام 1446هـ".

 ونشرت "واس"، في حسابها في اكس، صورا عدة واضحة للهلال في سماء المملكة العربية السعودية، في 30 آذار 2025، الامر الذي يحسم اي شكوك بشأن رؤيته.  

واذا كانت رؤية الهلال واضحة، فماذا عن تقرير "الجزيرة" الذي تضمن  كلاما على جدل بسبب مخاوف من افطار السعوديين على رؤية كوكب زحل بدلا من هلال شوال؟ 

هذا التقرير قديم، اذ يعود الى 1 ايلول 2011، وفقاً لما تكشفه ثلاثة أخبار بالتحديد تمر في شريط الاخبار أسفل الفيديو، الاول "اعتقال الاحتلال حسن يوسف القيادي في حماس في الضفة الغربية"، والثاني "وفاة عبد الرحمن النعيمي زعيم التيار الديموقراطي في البحرين"، والثالث "أنباء عن انشقاق في معسكر الطلائع قرب مدينة إدلب السورية". والاخبار الثلاثة هذه مؤرخة في 1 ايلول 2011. 

في الواقع، جاء تقرير "الجزيرة" يومذاك في اطار جدل بين فلكيين وشرعيين حول دخول العيد في السعودية برؤية زحل. ووفقاً لتقرير لقناة "العربية" في 31 آب 2011، "كان الجدل مستمراً حول التباين في الآراء بين الفلكيين من جهة، والشرعيين من جهة أخرى، خصوصاً حول رؤية هلال شهر شوال الحالي. وفيما أعلن القرار الرسمي وانطلقت احتفالات عيد الفطر المبارك وبقيت الأسئلة الحائرة حول ذلك التباين، اعتذر العديد من الخبراء الفلكيين في جهات عديدة، منها أقسام الفلك بالجامعات، عن الخوض في الأمر حتى يتضح، مؤكدين استمرار لقاءات دورية بين شرعيين وفلكيين على مستويات عديدة للوصول لحل يجمع الأطراف ويحظى بإقرار الجهات الرسمية".

وقد تأجج هذ الجدل في ضوء اعلان منسوب الى الجمعية الفلكية في جدة، تكلم على "تعذر رؤية هلال غرة شوال مساء الاثنين 29 منه، مرجحا ان "ما تم رصده ليلة تحري هلال عيد الفطر المبارك هو كوكب زحل نظراً إلى أن كوكب زحل وعقب غروب الشمس ظهر إلى جنوب الشمس، وهذا يذكرنا بما حدث منذ سنوات عدة بالسيناريو ذاته مع كوكب عطارد". 

غير ان المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أكد لصحيفة "عكاظ" يومذاك أن دخول شهر رمضان وخروجه ودخول شوال كان صحيحا. وشدد على أن "التعليقات التي تتضمن تشكيكا للناس باطلة ومردودة ومخالفة للشرع".

بدوره، أكد رئيس قسم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن باصرة لـ"عكاظ" عدم إمكانية اللبس بين الكواكب والهلال. وقال: "الأخير حجمه أكبر، إضافة إلى أن المترائين من ذوي خبرة تمتد لثلاثين عاما".

ووصف الجمعية الفلكية، التي أدلت بتصريحات بثت على مواقع إلكترونية، عن احتمالية أن الرائين لم يروا الهلال بل كوكب زحل، بأنها "مجموعة هواة لا علاقة لهم بقسم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز".

ونشرت ايضا "عكاظ" موقفا لنائب رئيس الجمعية الفلكية في جدة عضو المشروع الإسلامي لرصد الأهلة شرف السفياني نفى فيه "الأحاديث التي ذكرت أن يوم الثلثاء هو المتمم لشهر رمضان، وأن يوم الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر، وأن الرؤية كانت لكوكب زحل وليست للهلال". 

وقال: "هذه المعلومات المتداولة عن الجمعية غير صحيحة ولا يخالفها من له دراية بظروف رؤية القمر وما أجمع عليه الفلكيون في كل أنحاء العالم العربي لبعدها عن الحقيقة، خصوصا أنهم أرفقوا جزءا من المقابلة على شاشة إحدى القنوات الفضائية ليخدم أهدافهم الدنيئة". وأكد أن "الجهة المخولة إثبات دخول الشهر أو خروجه هي المحكمة العليا، وليست الجمعية الفلكية". 

يشار الى ان تقرير "الجزيرة" سبق ان انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم خاطئة خلال الاعوام الماضية، كذلك الامر بالنسبة الى خبر تعهد السعودية دفع 1.6 مليار ريال كفارة عن الشعب السعودي. 

وقد نشر زملاؤنا المدققون في "هيئة مكافحة الاشاعات" تدقيقا في هذا الخبر خلال الاعوام الماضية. 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحا أن "السعودية اعلنت وقوع خطأ في رؤية هلال شوال، وتعهدت دفع 1.6 مليار ريال كفارة عن الشعب السعودي". والتقرير الاخباري المتناقل لقناة "الجزيرة" قديم، اذ يعود الى ايلول 2011. وكان يتكلّم على جدل بشأن دخول العيد في السعودية برؤية زحل يومذاك.