طائر الحدأة بريء من حرائق لوس أنجليس والتحقيقات مستمرة FactCheck#

طائر الحدأة بريء من حرائق لوس أنجليس والتحقيقات مستمرة FactCheck#
المنشور الخاطئ المتناقل (تيك توك).
Smaller Bigger

انتشر على منصات التواصل الاجتماعي منشور يزعم أن "طائر الحدأة  هو المتسبب الرئيسي بحرائق لوس أنجليس". الا ان هذا الزعم غير صحيح تماما. FactCheck# 



"النّهار" دقّقت من أجلكم 

 

 

فمع استمرار الحرائق في مدينة لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا وارتفاع عدد الضحايا إلى 24، انتشر على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، منشور يتهم أحد الطيور بإشعالها.

وتداولت حسابات صورة لطائر الحدأة (طائر جارح ينتمي إلى فصيلة الصقور)، وكتبت معها (من دون تدخل): "حرائق لوس انجلوس وطائر الغريب... مصادر أمريكية تقول إن سبب الحرائق هو نوع من الصقور الحدأة التي موطنها في استراليا، تشعل النار في الأشجار للكشف عن الطيور ومحاصرتها كطعام لها، ثم تنقل النار بين الأشجار والغابات لمحاصرته بين النيران بهدف اصطيادها".

 

 

حقيقة المنشور 

بيد أن هذا الزعم، سواء بالنسبة لطائر الحدأة أو حرائق لوس أنجليس، غير صحيح تماما. وهو ما يمكن توضحيه في الآتي:

 

أولاً: بالنسبة للحدأة، لا يمكن أي طائر أن ينفث النيران لإشعال الحرائق في الغابات. ولكن دراسات أشارت إلى أن هناك بعض الطيور التي يمكن أن توسع نطاق الحرائق من خلال نقل اللهب عبر الأغصان الجافة الصغيرة، ومنها طائر الحدأة.

 

ففي دراسة نُشرت عام 2017 في Journal of Ethnobiology على موقع bioone، بعنوان: "الانتشار المتعمد للحرائق من قبل الطيور الجارحة "Firehawk" في شمال أوستراليا"، أكد الباحثون أن الطيور لا يمكنها أن تبدأ حريقا، لكن يمكن أن تساعد في انتشاره.

 


 

واستندت هذه الدراسة الى المعرفة البيئية للسكان الأصليين في أوستراليا بخصوص انتشار الحرائق بشكل متعمد من الطيور الجارحة من فصيلة الصقور، وهي الحدأة السوداء، وأيضاً الحدأة الصغيرة والصقر البني.

 

وبحسب الدراسة، فقد أبلغ المراقبون عن محاولات فردية وتعاونية، غالبا ما تكون ناجحة، لنشر (وليس إشعال أو بدء) حرائق الغابات عن قصد عن طريق مناسبة واحدة أو النقل المتكرر للأغصان المحترقة في مخالب أو مناقير.

الانتشار المتعمد للحرائق من قبل الطيور الجارحة "Firehawk" في شمال أستراليا by ib.arafat on Scribd

 

وأكدت الدراسة أن من بين السلوكيات التي ينسبها السكان المحليون والعلماء إلى الباحثين عن الحريق في أوستراليا، هو انتشار الحرائق عبر نقل العصي المشتعلة، والتي توصف عادة بأنها متعمدة. لكن الآخرين الذين سمعوا عن انتشار الحرائق غالبا ما يعتقدون أنه عرضي.

 

وأوضحت أن الطيور الجارحة تطير في حرائق نشطة لالتقاط العصي المشتعلة في المخالب أو المناقير، وتنقلها إلى مسافة تصل إلى كيلومتر واحد وتسقطها في العشب. وقد تكون العصي من حرائق الطهي البشرية أو من الغطاء النباتي المحترق أو المشتعل.

 

كذلك، أكد تقرير لموقع مجلة ناشيونال جيوغرافيك البريطانية بتاريخ 8 كانون الثاني (يناير) 2018، بعنوان: "لماذا تحمل هذه الطيور ألسنة اللهب في مناقيرها"، أن هذه الطيور الجارحة تستخدم الحرائق للمساعدة في العثور على الطعام، مما يجعل وجبات سهلة من الحشرات الصغيرة الأخرى التي تحاول الفرار من الحريق.

وفي الوقت نفسه شدد التقرير على أنه لا توجد أي لقطات توثيقية قابلة للاستخدام لاستخدام الطيور الجارحة الأغصان المشتعلة لنشر الحرائق.

 

واللافت أن ارتباط شائعة الطيور بحرائق الغابات الكبرى يعتبر أمرا موسميا. ففي كانون الأول (ديسمبر) 2021، نشر موقع في "ميزان فرانس برس"  تقريرا فنّد فيه فيديو يظهر طائرا يشعل النيران، ما تسبب في اشتعال حرائق الغابات في اوستراليا حينها.

 

وأشار التقرير إلى أنه، وفقاً للخبراء، لا يوحد طائر يقوم بانبعاث النيران من فمه، وإنما تحمل بعض الأنواع العيدان المشتعلة من مكان لآخر فتساهم في توسيع انتشار الحرائق.

 

وقال بوب غوسفورد، المتخصص الأوسترالي في علم الطيور لوكالة "فرانس برس": "لا يوجد نوع من الطيور يقذف النار". وأيّده في ذلك الباحث مارك بونتا المقيم في الولايات المتحدة.

 

لكن الخبيرين أشارا إلى وجود عدد أنواع من الطيور التي يمكن أن تنقل العيدان المشتعلة عمداً لإشعال نار في مكان ما لإخراج فرائسها.

ثانياً: في ما يتعلق بأسباب حرائق لوس أنجليس، لا تزال التحقيقات مستمرة ولم يصدر أي بيان رسمي عن الجهات المعنية في ولاية كاليفورنيا أو الجهات الفيدرالية بخصوص هذا الأمر، ولكن جميعها مجرد تكهنات أو احتمالات.

 

فقد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا بتاريخ 13 كانون الثاني (يناير) 2025 بعنوان: "خطوط الكهرباء المتهم الرئيس في حرائق كاليفورنيا الأكثر تدميرًا"، تناول فيها تاريخ الحرائق المدمرة في الولاية.

وأكدت الصحيفة أن المحققين يعملون على تحديد سبب سلسلة الحرائق التي اندلعت في المناطق المحيطة في لوس أنجليس الأسبوع الماضي، لكن السكان يشعرون بالقلق من أن البنية التحتية الكهربائية قد تكون قد تسببت بإشعال إحدى هذه الحرائق على الأقل.

 

 

وأوضحت أنه منذ عام 1992، كان هناك أكثر من 3600 حريق غابات في كاليفورنيا مرتبطة بتوليد الطاقة، والنقل، والتوزيع، وفقًا للبيانات الواردة من خدمة الغابات الأميركية، وقد نتج بعض من أكثر الحرائق تدميرًا من مشاكل في الأعمدة الكهربائية وخطوط الكهرباء.

 

كذلك نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا بتاريخ 13 كانون الثاني (يناير)، كشف فيه آخر تطورات التحقيقات، بعنوان: "حرائق الغابات في كاليفورنيا: المحققون يستكشفون الصلة المحتملة بين الألعاب النارية للعام الجديد وحرائق باليساديس".

 

ولفت إلى أن ثمة تقارير تشير إلى أن الحريق مرتبط بحريق سابق تم إخماده في الساعات الأولى من يوم رأس السنة الجديدة.

 

 

بدورها، تقول صحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية، نقلا عن مصادر تحدثت من دون الكشف عن هويتها، إن حريقا اندلع بعد منتصف ليل عام 2025 بقليل في منطقة مشابهة للمكان الذي بدأ فيه حريق باليساديس، وإن المحققين يدركون أن أصول الحريق قريبة من موقع حريق العام الجديد.

 

وتابعت المصادر أن حريق باليساديس يبدو أن له أصولا بشرية، لكن التحقيقات مستمرة حتى الآن.

 

وهذا الاحتمال أكدته أيضاً صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير لها بتاريخ 13 منه، بعنوان: "ما سبب حريق باليساديس؟ الأدلة المرئية تشير إلى حريق وقع أخيرا في مكان قريب".

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بالمكتب الفيدرالي للكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات الذي يتولى التحقيق، إن التحقيقات مستمرة ونشطة، ولن يعلق الفريق على تحقيق جار".

 

ولكن منذ بداية الحريق الثلثاء الماضي، علمت السلطات أن الدخان بدأ في امتداد تيمسكال ريدج في جبال سانتا مونيكا، حيث وقع حريق سابق يعتقد السكان أنه اندلع بسبب الألعاب النارية.

 

 

ونقلت "واشنطن بوست" عن صحيفة "ذا بوست" صورا تُظهر الحريق الذي وقع ليلة رأس السنة الجديدة، وذلك في مسار يتردد عليه الجمهور، مما يثير تساؤلات عما إذا كانت للحريق أصول بشرية أم لا.

 

وقال أحد سكان المنطقة، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لصحيفة "واشنطن بوست"، إن عائلته سمعت الألعاب النارية في المنطقة التي اندلع فيها الحريق في رأس السنة الجديدة.

 

وذكر خبراء الحرائق للصحيفة أن إعادة إشعال الحريق السابق ممكن، حتى بعد أيام من إخماده، لأن الحرارة يمكن أن تظل محاصرة في جذور الأشجار.
"نحن نعلم أن الحرائق تشتعل وتنتقل من الاحتراق إلى الاشتعال"، بحسب تصريحات مايكل جولنر، عالم الحرائق وأستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، للصحيفة.

 

ورغم أن التأكيد السابق بوجود عنصر بشري في بداية هذه الحرائق، إلا أنه لم يصدر أي تعليق عما إذا كان الحريق متعمدا أم لا، رغم ما نشرته صحيفة "نيويورك بوست" بتاريخ 9 منه، حول القبض على "مشرد" بحوزته أداة إشعال نيران بالقرب من موقع الحرائق.

 

وقال سكان محليون إن المشتبه فيه شوهد وهو يشعل النار في العديد من أشجار عيد الميلاد القديمة وعلب القمامة في الوقت ذاته الذي بدأ فيه حريق كينيث.

 



الخلاصة: لا يوجد أي طائر يمكن أن ينفث النيران أو يولجها من نفسه. وطائر الحدأة يمكن أن ينقل الحريق عبر الأغصان الجافة المشتعلة، ولكن رغم ذلك لا يوجد مشهد توثيقي لهذا الأمر. ولا تزال التحقيقات في أميركا مستمرة بشأن الوقوف على أسباب الحرائق في لوس أنجليس. وتتراوح الاتهامات بين البنية التحتية للكهرباء أو وجود عنصر بشري في الأمر، سواء بشكل مقصود أو غير مقصود.

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/4/2025 6:56:00 PM
شقيق الضحية: "كان زوجها يمسك دبوسا ويغزها في فمها ولسانها كي لا تتمكن من تناول الطعام".
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."
لبنان 11/3/2025 11:23:00 PM
الفيديو أثار ضجة وغضباً بين الناشطين، حيث اعتبر كثيرون أن استخدام الهواتف والإضاءة الساطعة داخل هذا المعلم السياحي يؤثر على السياح هناك.
لبنان 11/4/2025 8:47:00 AM
دعت هيئة قضاء جبيل القوى الأمنية المختصة إلى التحرّك الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة الفاعلين