إطلاق صندوق استثماري لدعم مشاريع نسائية ناشئة... "أنا لبنانية عربية" يجمع عربيات وخليجيات
لم تعد المرأة العربية في موقع الاستتباع للرجل عموماً، بل باتت في موقع متقدم أتاح لها - رغم بعض معوقات الموروثات الإجتماعية والدينية - ألا تقف عند حدود الوظيفة المحدودة الفرص نسبياً. ولم يعد يقتصر حضور المرأة على مشاركة الرجل في مواقع القيادة والقرار بسوق العمل وكبريات الشركات والمصارف، والمؤسسات الحكومية، بل تعداه إلى دخولها في عالم الأعمال، وتوسعها في اقتطاع حيز من القطاع الخاص، وبناء مبادرات استثمارية فردية وخاصة سمحت لها بفرض إيقاعها، في مختلف الميادين والمحاور الاقتصادية.
ورغم الأزمات المتلاحقة التي عصفت بلبنان منذ 2019، تثبت المرأة اللبنانية قدرتها على الصمود والمبادرة، بدليل الارتفاع المطرد لنسبة الشركات التي تملكها نساء، وكانت لا تتجاوز 5% في 2017. تقول مديحة رسلان، رئيسة جمعية السيدات القياديات في لبنان، إن جمعيتها تسعى إلى تحويل المرأة من مطالبة بالمراكز إلى فاعلة في القرار الاقتصادي، بتأسيس المشاريع والاستثمارات".
وبما أن المرأة اللبنانية تمثل 90% من منسوبي قطاع التربية، و60% من منسوبي قطاع السياحة، فهي تالياً مؤهلة لتؤدي دوراً محورياً في إعادة بناء الاقتصاد اللبناني والمساهمة في إعادة إعمار سوريا، خصوصاً في مجالات التعليم والضيافة والرعاية الصحية. لكن، في الواقع، تبقى مبادرات الأعمال والاستثمارات النسائية، وتحديداً اللبنانية، دون المطلوب ودون ما يصبو إليه "نصف" المجتمع، ومرد ذلك إلى قصور في الدعم الحكومي للمرأة، وتنامي مفاعيل الانهيار الاقتصادي، ما منع "تقدمهن" ومبادرتهن لبناء استثمارات وأعمال مستدامة تحقق "لهن" الشراكة أكثر في التعافي والنمو الوطنيين.

أمام هذا الواقع، وفي إطار المبادرات الفردية والجماعية التي تسعى إلى إعادة مبادرتهن لبناء استثمارات وأعمال مستدامة ، ينعقد في 22 تشرين الأول/سبتمبر المقبل مؤتمر "أنا لبنانية عربية"، تنظمه جمعية السيدات القياديات في لبنان بنسخته الثالثة في بيروت، بمشاركة وفود نسائية من دول عربية، أبرزها الإمارات وقطر الكويت وسوريا والأردن. تقول رسلان: "التقدم في لبنان يتم بجهود فردية وبموارد محدودة، ما يجعل أهمية هذه المؤتمرات مضاعفة".
انعقدت النسخة الأولى من المؤتمر في "إكسبو دبي" في 2022، ثم في بيروت في 2023، بيد أنه توقف موقتاً في 2024 بسبب الحالة الأمنية والاقتصادية. واليوم، تعود المبادرة بزخم جديد، واضعة نصب عينيها هدفاً واضحاً: إبراز الدور المحوري للمرأة اللبنانية والعربية في التنمية، وتحفيز الاستثمارات عبر شراكات نسائية عابرة للحدود.
يمتد المؤتمر ثلاثة أيام، ويتضمن برنامجا حافلا بالجلسات التفاعلية ولقاءات الأعمال (B2B)، بالإضافة إلى فعاليات جانبية بغية تعزيز العلاقات بين سيدات الأعمال اللبنانيات ونظيراتهن من العالم العربي، خصوصا أن المؤتمرين السابقين أثمرا عن شراكات فعلية، أبرزها شركة "jazzmin" النسائية اللبنانية التي بدأت قبل أربع سنوات، ثم توسعت لتشمل نساءً من مختلف الدول العربية.
وتكشف رسلان أنه سيتم خلال المؤتمر الإعلان عن اطلاق "صندوق استثماري يغطي لبنان، سوريا، والأردن بهدف دعم مشاريع نسائية ناشئة ومستدامة، ما يعد خطوة نوعية في ظل غياب الدعم البنكي والتمويل المؤسسي".
نبض