اقتصاد وأعمال 19-08-2025 | 08:05

"كركوك – بانياس" يعود إلى الواجهة… العراق وسوريا يخططان لإحياء خط النفط التاريخي

في خطوة تحمل أبعاداً اقتصادية وجيوسياسية بالغة الأهمية، عاد خط أنابيب "كركوك – بانياس" إلى دائرة الاهتمام مع بحث العراق وسوريا إمكان إحيائه، حيث يُنظر إلى المشروع كمنفذ استراتيجي جديد لبغداد نحو المتوسط، وفرصة حيوية لدمشق لإنعاش اقتصادها.
"كركوك – بانياس" يعود إلى الواجهة… العراق وسوريا يخططان لإحياء خط النفط التاريخي
خط كركوك - بانياس (وكالات)
Smaller Bigger

 


مع تسارع مساعي العراق بحثاً عن منافذ بديلة لتصدير نفطه، بعيداً عن التعقيدات الجيوسياسية للمسارات التقليدية، وفي وقت تتطلع فيه سوريا إلى إنعاش اقتصادها واستعادة موقعها في معادلة الطاقة الإقليمية، عاد خط أنابيب "كركوك – بانياس" إلى دائرة الضوء من جديد.



فقد شهدت بغداد مباحثات رسمية بين الجانبين أدّت إلى اتفاق البلدين على دراسة إمكان إعادة تشغيل هذا الخط لتصدير النفط العراقي عبر الأراضي السورية.



هذا الخط، الذي ربط لعقود طويلة بين حقول النفط في كركوك في العراق وميناء بانياس في سوريا على البحر المتوسط، قد يشكّل عند إحيائه منفذاً استراتيجياً جديداً لبغداد وورقة اقتصادية بالغة الأهمية لدمشق.



مباحثات وخطوات عملية



الاجتماع الذي جمع نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة ووزير النفط العراقي حيان عبد الغني السواد، مع وزير الطاقة السوري محمد بشير، توصل إلى تشكيل لجنة فنية مشتركة تتولى دراسة حالة الأنبوب وتقييم مدى صلاحيته لإعادة التشغيل، مع مقترح بالاستعانة باستشاريّ دوليّ لفحص منظومات الضخّ وتقدير جدوى التأهيل.

 

 

نفط العراق (وكالات)
نفط العراق (وكالات)

 

تاريخ ونشأة

 

 


يُعد خط أنابيب "كركوك – بانياس" واحداً من أقدم خطوط النفط وأهمها في المنطقة، إذ يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1952، وظل لعقود ركيزة محورية في حركة الطاقة الإقليمية.

ووفقاً لبيانات "ستاندرد آند بورز كوميدتي"، يمتد الخط لمسافة تقارب الـ 850 كيلومتراً بطاقة تصل إلى 300 ألف برميل يومياً، قبل أن يتوقف عن العمل عام 2003 نتيجة الاضطرابات السياسية في العراق.

تبرز أهميته في كونه يوفر منفذاً أقل كلفة لنقل النفط العراقي عبر الأراضي السورية، ويفتح لبغداد باباً مباشراً نحو أسواق البحر المتوسط وأوروبا، بعيداً عن الاعتماد الحصري على مضيق هرمز والمسارات البحرية المزدحمة.


فوائد متبادلة

في سياق ذلك، يؤكد عدد من الخبراء لـ"النهار" أن إحياء خط "كركوك – بانياس" سيحمل فوائد متبادلة للجانبين؛ فمن جهة، سيمنح العراق منفذاً إضافياً إلى البحر المتوسط، ويتيح له مرونة أكبر في تصريف النفط وتنويع منافذه، فيما بالنسبة إلى سوريا، فإن إعادة تشغيل الخط تمثل فرصة للحصول على إمدادات نفطية ثابتة مع فرص حصول سوريا على رسوم عبور بالعملة الصعبة.

انعكاسات إقليمية

يتوقع أن لا يقتصر تأثير المشروع على الجوانب الاقتصادية فحسب، بل أن يمتد إلى البعد الجيوسياسي، إذ سيمنح العراق قدرة أكبر في ملف صادرات الطاقة، وسيعيد لسوريا دورها كمعبر محوري نحو المتوسط.

وفي ظل التنافس الإقليمي والدولي على مسارات الطاقة، من المتوقع أن يؤدي خط "كركوك – بانياس" إلى إعادة رسم بعض ملامح الخريطة الاستراتيجية للمنطقة.

فرصة ذهبية

تعقيباً على ذلك، ترى أستاذة الاقتصاد والطاقة الدكتورة وفاء علي، في حديث إلى "النهار"، أن شواهد الأمور تشير إلى أن الحدث الأبرز في ساحة ملف الطاقة في آسيا يتمثل بودة خط "كركوك – بانياس" إلى الواجهة، ليمثل "فرصة ذهبية" لنفاذ نفط العراق بعيداً عن التوترات الجيوسياسية المرتبطة بمضيق هرمز وخط جيهان التركي الشهير.

وتضيف أنه في المقابل، ستعود على سوريا بعوائد دولارية مباشرة، لما يمثله الخط من مسار استراتيجي لنقل الإمدادات بين حقول كركوك وميناء بانياس، بطاقة متوقعة تصل إلى 400 ألف برميل يومياً بحلول 2030، يتم تصديرها مباشرة إلى البحر المتوسط.

وتشير إلى أن أهمية الخط أيضاً تتمثل بأبعاده الاقتصادية والجيوسياسية للبلدين اللذين يمر بهما، إذ يسهم في إيصال الطاقة إلى أوروبا في وقت قصير، ويوفر في الوقت ذاته مخرجاً للعراق لتجاوز إشكاليات الخليج العربي، وهو ما يفتح أمام العراق خيارات أوسع لتصدير النفط.

كما سيمثل الخط لسوريا فرصة لإنعاش اقتصادها عبر عودة حركة تداول النفط من خلالها، بما يسهم في إعادة تأهيل قطاع الطاقة ودعم جهود إعادة الإعمار.

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".