أقارب مشاركين في أسطول الصمود تحدثوا لـ "النهار": ساعات صعبة امتزج فيها الخوف بالفخر
من تونس قرروا الانطلاق في اتجاه غزة حاملين شعار كسر الحصار عنها تاركين وراءهم عائلات تتابع كل أخبارهم بمشاعر امتزج فيها الخوف بالشعور بالفخر.
"النهار" التقت عدداً من عائلات التونسيين المشاركين في أسطول الصمود، تحدثوا عن هذه التجربة الفريدة وكيف يتابعون أخبار الأسطول وخصوصاً كيف عاشوا لحظات اقتحام القوات الإسرائيلية للسفن واعتقال من كانوا على متنها.

مصير متوقع
السبتي الهنشيري والد غسّان الهنشيري الذي كان على متن سفينة "دير ياسين" قال لـ"النهار" عن الساعات الأخيرة التي سبقت اعتقال ابنه: "كان على اتصال دائم معنا وكان ينقل لنا تفاصيل ما يحدث... أخبرنا قبل ساعة من اعتقاله أن عملية الإنزال على السفينة بدأت ثم انقطع بعدها الاتصال معنا... أدركنا حينها أنه اعتُقل".
يقول الوالد إنه عاش لحظات عصيبة: "كأب شعرت بالخوف على ابني لكنني أشعر كذلك بالفخر لأنه نجح في أن يكون جزءاً من تحرّك رفع صوت غزة عالياً".
ساعات عصيبة
وقال الهنشيري إنه كان يتوقع منذ البداية ألا يصل الأسطول إلى غزة، وأن يقع اعتقال ابنه مثله مثل السيدة انتصار سنوسي والدة مهاب السنوسي، المشارك في الأسطول أيضاً.
وتؤكد انتصار لـ"النهار" أنها وضعت حينما أبلغها ابنها بقراره المشاركة في هذا الأسطول 3 احتمالات: "إما أن يُستشهد أو يغرق أو يقع اعتقاله"، وتضيف: "كنت على استعداد لتقبّل كل هذه الاحتمالات وعندما تم الإعلان عن اعتقاله شعرت بالارتياح".
وتصف الساعات التي سبقت اعتقال ابنها مهاب بالطويلة والعصيبة: "في البداية فقد أثر السفينة التي كانت تقله وانقطعت أخبارها وكان من الطبيعي كأم أن أشعر بالخوف، لكنني الآن وقد علمت أنه بخير ورهن الاعتقال أشعر براحة ممزوجة بالفخر".
وتضيف: " قلبي ينبض خوفاً عليه وعلى كل المشاركين، ولكن فخري لا يوصف... هم يحملون رسالة كرامة لشعبنا، وهذا ما يجعلني أقوى".
ونقلت السيدة انتصار حبّها ودفاعها عن القضية الفلسطينية لابنها البكر مهاب الذي تقول إنه منذ كان طالباً في المدرسة عندما انخرط في جميع التحركات المدافعة عن القضية الفلسطينية: "لذلك حينما أعلمنا بأنه ينوي المشاركة في الأسطول لم يفاجئنا الخبر، بل على العكس شجعناه لأننا نعلم مدى إيمانه بهده القضية".
وتشعر انتصار بالخوف على ابنها لكن الناشطة المنتصرة للقضايا العادلة بداخلها تشد على يده وتشعر بالفخر بما أنجزه: "دم ابني وحياته ليست أغلى من دماء أبناء غزة ودموعي ليست أغلى من دموع أمهات غزة".
ساعات قليلة بعد انقطاع الاتصال مع ابنها نزلت انتصار إلى شارع الحبيب بورقيبة للتظاهر مع الحشد الكبير الذي تجمّع هناك مساندةً للأسطول وتقول: "ربما هوّنت عليّ تلك التظاهرة ساعات الانتظار الطويلة لمعرفة مصير ابني. هناك صرخت بأعلى صوتي معبّرةً عن غضبي ككل من حضر لمساندة المشاركين في الأسطول".
متماسكون
وأمضت مريم علي ليلة الأربعاء دون أن يُغمض لها جفن تتابع كجميع أفراد عائلتها أخبار الأسطول. ظلت على اتصال بوالدها محمد علي النائب التونسي الذي حمل أغراضه وركب إحدى السفن المتجهة نحو غزة لكسر الحصار عليها، متحدياً كل الصعوبات التي قد تعترض رحلته، كما تقول ابنته لـ"النهار".
ظلت مريم على تواصل مع والدها حتى عندما بدأت الأخبار تنتشر مؤكدة أنه حين بدأت السفن الإسرائيلية بمحاصرة الأسطول شعرت بخوف كبير، لكنه هوّن علينا ذلك فقد نقل لنا أجواء المركب مباشرة في تلك اللحظات التي سبقت اقتحام سفينتهم... كانوا يغنّون ويهتفون وكانت معنوياتهم مرتفعة".
تشعر مريم بالخوف على والدها لكنها تؤكد أنها تعتز بما قام به، وإن تكن تطالب سلطات بلدها وكل القوى الحيّة في العالم بالتحرك لمحاسبة إسرائيل على ممارساتها المخالفة للقوانين الدولية.
نبض