وكيل الأزهر في حديث خاص لـ"النهار": مؤتمر البحرين أتى في وقته والتحديات تستوجب الوحدة

الاعتراف بوجود أزمة حقيقية هام جداً يقول “الإمام الأكبر” الدكتور أحمد الطيب. هذه الأزمة “يدفع المسلمون ثمنها غالياً حيثما كانوا وأينما وجدوا”. لا سبيل لمواجهة التحديات إلا باتحاد إسلامي يفتح قنوات الاتصال دون إقصاء لأي طرف من الأطراف، مع احترام شؤون الدول وحدودها وسيادتها وأراضيها. الرسالة هذه أكدها ضيوف مؤتمر جامع رعاه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور شيخ الأزهر وأكثر من 400 شخصية من العالم العربي والعالم. 

شيخ الأزهر أكد أهمية إيجاد خطة جادة قابلة للتطبيق، مقترحاً “من باب الضرورات لا من باب التحسينات...  وضع ميثاق أو دستور يمكن أن نسميه: دستور أهل القبلة، أو: الأخوة الإسلامية (…)”٫ فكيف السبيل إلى ذلك؟

“النهار” وجهت السؤال إلى وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، الذي استهل حديثه الحصري لـ“النهار” بالقول إن “المؤتمر يأتي استجابة لنداء شيخ الأزهر بأن يكون هناك حوار إسلامي - إسلامي وكان ذلك سابقاً في مؤتمر الحوار بين الشرق والغرب الذي انعقد أيضاً في مملكة البحرين، لتتم الاستجابة لهذا النداء اليوم بتعاون بين الأزهر الشريف ومركز حكماء المسلمين والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين، فكان المؤتمر العالمي للحوار الإسلامي - الإسلامي في البحرين 2025”. 

“هذا المؤتمر يأتي في وقته وحينه - يقول وكيل الأزهر لـ”النهار” - لما نراه من تحديات على أرض الواقع٫ وهي تحديات تحتاج إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى لأن المسلمين جميعاً يحتاجون إلى أن يبحثوا عن المشتركات التي تجمعهم ولا تفرقهم، وهذه المذاهب الإسلامية جميعها فيها ما يصلح أساساً للتقارب والتعاضد والاتحاد… ومعظم الاختلافات بين المذاهب إنما هي اختلافات في الفروع لا في الأصول وهي اختلافات بسيطة نستطيع تجاوزها… ليتحقق اتحاد المسلمين لنبني على ما سبقنا إليه أسلافنا من أربعينيات القرن الماضي عندما كان هناك حوار بين المسلمين والمسلمين، وتم إنشاء ما سمي بدار التقريب. وكلنا أمل في أن المؤتمر خطوة لتحقيق هذا التقارب”، يقول.

يومان من النقاشات تنوعت فيها عناوين الجلسات الحوارية: الحوار الإسلامي- الإسلامي الرؤية والمفاهيم والمنهج. دور العلماء والمرجعيات الدينية في تجاوز عوائق التفاهم بين المذاهب الإسلامية. دور المرأة في تعزيز لغة الحوار الإسلامي الإسلامي.

غابت السياسة عن مؤتمر البحرين للحوار الإسلامي٫ وحدها القضية الفلسطينية حضرت من باب القضية الجامعة. شيخ الأزهر د. الطيب أشاد بالموقف العربي الموحد تجاه رفض ترحيل الفلسطينيين. 

الحاضرون أكدوا رفض التطرف ونبذ العنف وضرورة التلاقي بالحوار لعدم تحويل الأفكار إلى بنادق.