حقوق الطفل في العصر الرقمي

تكنولوجيا 20-11-2025 | 09:02

حقوق الطفل في العصر الرقمي

طفولة اليوم تعيش بين الواقع والرقمية، بين التعلم والمتعة، في معركة لتحقيق الأمان والخصوصية في عالم التقنية.
حقوق الطفل في العصر الرقمي
صورة تعبيرية
Smaller Bigger

"الطفولة لم تعد محصورة في العالم الواقعي… بل أصبحت تمتدّ إلى فضاء رقمي واسع يتشكّل فيه وعي جديد، تختلط فيه المتعة بالتعلّم، والتجربة الإنسانية بالتقنية".

 

بينما تؤكّد اتفاقية حقوق الطفل حق الأطفال في الحصول على المعلومات من شبكة الإنترنت، تشدد على البالغين أن يتأكدوا من أن المعلومات التي يحصل عليها الأطفال غير ضارّة، وعلى القانون أن يحمي الأطفال وخصوصيتهم، وعائلاتهم ومنازلهم واتصالاتهم وسمعتهم من أيّ اعتداء.

 

المخاطر في العالم الرقمي… الوجه الخفيّ للتكنولوجيا

رغم أن الإنترنت قدّم فرصاً تعليمية وترفيهية هائلة للأطفال، خلق مساحات خطرة أيضاً، خصوصاً مع دخول الطفل العالم الرقمي دون خبرة أو توجيه كافٍ.
أبرز المخاطر وفق تقارير اليونيسف:
التنمّر الإلكتروني: سخرية، تهديدات، أو إقصاء عبر المنصّات.
التحرّش عبر الإنترنت: محاولات تواصل مريبة أو استغلال.
المحتوى الضارّ والمضلل: تحدّيات خطيرة، عنف، أو معلومات مشوّهة.
انتهاك الخصوصية: جمع بيانات وصور الأطفال دون إدراك لعواقب ذلك.


الشيرنتنغ –  Sharenting
تقول الخبيرة القانونية الأميركية ستايسي ستاينبرغ لليونيسف:

"حين نشارك صور أطفالنا دون إشراكهم في القرار، نفوّت فرصة تعليمهم معنى الموافقة ونقلّل من احترامنا لحقهم في الخصوصية".
وتحذّر من أن الصور والمعلومات التي ينشرها الأهل قد تصبح جزءاً من “ملف رقمي” قد يلاحق الطفل طوال حياته.



في العالم العربي
في حديثها لـ"النهار"، تقول علا جمعة – خبيرة تعليم الذكاء الاصطناعي والمقيمة في أمستردام – هولندا:
"الطفولة الرقمية في منطقتنا مزيج من الانفتاح والفراغ التوعوي".
وتذكّر بحوادث مثل لعبة الحوت الأزرق في الجزائر ومصر، التي كشفت فجوة كبيرة بين انتشار التكنولوجيا وضعف استعداد الأسر والمدارس لحماية الأطفال رقمياً.

 

الفرص… التكنولوجيا كنافذة للتعلّم والإبداع
مع الإدارة السليمة، يمكن للعالم الرقمي أن يتحوّل إلى مساحة آمنة ومحفّزة للنموّ والتعلّم.

 

في حديثه لـ"النهار"، يؤكد جو دي دوناتو – رائد أعمال وخبير أميركي في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم من كاليفورنيا – الولايات المتحدة الأميركية:
"الذكاء الاصطناعي لا يجعل أطفالنا أغبى — نحن نفعل ذلك عندما نسمح للراحة بأن تحلّ محلّ الفضول".

 

الفرص الإيجابية التي تمنحها التكنولوجيا للأطفال:
التعلّم الذاتي: بحث، استكشاف، تجارب شخصية.
الإبداع الرقمي: الرسم، البرمجة، القصص التفاعلية.
التواصل العالمي: فهم ثقافات وتجارب جديدة.
محتوى تفاعلي محفّز: تعلّم ممتع يجعل الطفل مشاركاً لا متلقياً.

 

 

 

التكنولوجيا ليست بديلاً من جهد الطفل
بل هي أداة تدفعه للفضول لا للكسل، وتساعده على بناء مهارات التفكير النقدي والتحليل وحلّ المشكلات.

 

حماية الأطفال رقمياً… مسؤولية مشتركة
أولاً: الأسرة — خط الدفاع الأول
توصي اليونيسف بأن تبدأ حماية الطفل  من المنزل عبر:
تجنّب نشر الصور والمعلومات الحسّاسة
ضبط إعدادات الخصوصية بانتظام
تعطيل خدمات تحديد الموقع واستخدام الميكروفون والكاميرا وملفّ الصور للتطبيقات غير التعليمية
تفعيل خيار "السماح لمرة واحدة" أو "السماح فقط أثناء الاستخدام".
استخدام كلمات مرور قوية
تفعيل الرقابة الأبوية عند الحاجة
فتح حوار صريح حول تجربة الطفل الرقمية
اعتماد "قائمة التحقق الرقمية" لتوازن الثقة مع الأمان

 

 

صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي
صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

 

 

الحوار أهم من الرقابة
لأن الطفل الذي يثق بوالديه سيبوح لهما عند التعرّض لأي خطر، بينما يؤدي المنع الصامت إلى إخفاء المخاطر. المراقبة الصارمة من دون حوار مفتوح غالباً ما تدفع الأطفال، وخصوصاً المراهقين، إلى استخدام أجهزة أصدقائهم أو اللجوء إلى الـVPN سرّاً.

 

ثانياً: المدرسة — التربية الرقمية ضرورة لا ترف
في حديثها لـ"النهار"، تقول علا جمعة – خبيرة تعليم الذكاء الاصطناعي:
"محو الأمية الرقمية لم يعد ترفاً، بل ضرورة تربوية".
على المدارس أن:
تدمج مفاهيم السلامة الرقمية في المناهج
تعلّم التفكير النقدي
تساعد الطفل على فهم كيفية تقييم المحتوى
تكون شريكاً في رحلة الطفل الرقمية لا جهة رقابة

 

ثالثاً: شركات التكنولوجيا — بين اللوائح والتطبيق
رغم أن شركات التكنولوجيا تطرح مبادئ مثل Safety by Design، لا يزال التطبيق محدوداً.

وتضيف جمعة:

"السياسات الحالية غالباً ما تأتي كردّ فعل بعد الأزمات، وليست منظومة وقائية".
ويقول جو دي دوناتو:
"علينا تطوير ذكاء اصطناعي يربّي الفضول بدلًا من أن يلغيه".

 

 

كيف نُبسّط الخصوصية الرقمية للطفل؟
قدّمت الدكتورة عطاف قمر الدين – في حديثها لـ"النهار"، منهجاً سهلاً لتعليم الطفل معنى الخصوصية:
مقدّمة للطفل
"كما لديك أغراض خاصة لا تريد أن يطلع عليها أحد، لديك أيضاً معلومات خاصة على الإنترنت يجب أن تحافظ عليها".

كيف نوضّح الفكرة للطفل؟

1- تشبيه الخصوصية بالغرفة الخاصة
معلوماتك وصورك = غرفتك
لا يدخلها أحد دون إذنك

2- المعلومات مثل "كنز"
اسمك الكامل، عنوانك، صورك…
كنوز لا تُشارك إلا مع الموثوقين.

3- قاعدة "فكّر قبل المشاركة"
اسأل:
هل سأكون مرتاحاً إذا رآها شخص غريب؟
إن لم تكن مرتاحاً… فلا تنشر.

4- الإنترنت فيه أناس مجهولون
لذلك:
لا كلمات مرور… لا روابط غريبة… لا مشاركة مع الغرباء.

5- أخبر شخصاً بالغاً تثق به عند حدوث شيء غير مريح
أي رسالة أو طلب أو محتوى مريب يجب مشاركته فوراً مع الوالدين.

 


5 خطوات لحماية الأطفال رقمياً
من حديث عبد الغني قطايا لـ"النهار" — مدير الإعلام ومشروع حوكمة الإنترنت في "سمكس"
يشدّد قطايا على أن الوقاية تبدأ من الحوار مع الطفل قبل أيّ أداة تقنية:
"لا ينبغي أن يكون الأمر فرضاً… على الطفل أن يفهم لماذا نضع هذه القيود".
الخطوات الخمس:

1- تقييد وقت الاستخدام
Via:
Screen Time
Digital Wellbeing
مع تنظيم النوم والراحة ومنع الاستخدام قبل النوم.

 

2- فلترة المحتوى والقيود العمرية
Safe Search + ضبط فئة الألعاب والتطبيقات والأفلام.

 

3- إنشاء حساب طفل بإشراف الأهل
Google Family Link
Apple Family Sharing
لإدارة التنزيلات والأنشطة.

 

4- تقييد المشتريات والتنزيلات
منع الشراء داخل التطبيقات وتشغيل خاصية الموافقة المسبقة.

 

5- تعزيز الحوار والتوعية
التشجيع على الإبلاغ عن أيّ محتوى مريب، وشرح أن الهدف حماية لا عقاب.
أدوات المنصّات نفسها
مثل:

 

وضع تقييد المحتوى في يوتيوب
وضع الأمان في تيك توك
مراجعة السجل بشكل يحترم الخصوصية

 

خلاصة قطايا
"الأدوات مهمة… لكن نجاح الحماية يعتمد على متابعة واعية، وإشراك الطفل في الفهم والمسؤولية".

 

 

البرمجة للأطفال… التفكير قبل الأكواد
من مقابلة ليال غدار – في حديثها لـ"النهار"، خبيرة التعليم والذكاء الاصطناعي
تقول غدار:

"تعليم البرمجة في سن مبكرة ليس لتخريج مبرمجين… بل لصناعة أطفال قادرين على التحليل وحلّ المشكلات".

لماذا البرمجة مهمّة؟
تطوير مهارات التفكير المنطقي
القدرة على تحليل المشكلة
بناء خطط للحلّ
تنمية الإبداع واكتشاف البدائل

أفضل التطبيقات:
ScratchJr
العمر: 5-8
بناء قصص وألعاب بكتل برمجية
يعزّز: التسلسل – التجريب – التنبؤ – التفكير المنطقي
CodeSpark Academy
العمر: 5-10
تحديات ممتعة بلا أكواد
يطوّر: التكرار – الشروط – الأنماط – اتخاذ القرار

 

 

خلاصة غدار:
"هذه التطبيقات تجعل الطفل يفكر… لا يقلّد. وهي بوابة حقيقية لمهارات القرن الحادي والعشرين".



رسالة ختامية
"حماية الطفل ليست منعه من العالم الرقمي… بل تهيئته ليعيش فيه بوعي، وأمان، وحقوق واضحة.

الأكثر قراءة

سياسة 11/18/2025 10:10:00 PM
استهداف إسرائيلي في عين الحلوة... وعدد كبير من الضحايا.
سياسة 11/19/2025 1:59:00 PM
مصادر في المتحف توضح في اتصال مع "النهار" تفاصيل صنع التمثال
سياسة 11/19/2025 7:27:00 PM
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:  تم تقديم بلاغات بشأن بعض الأهداف الموجودة داخل القرية خلال الأشهر الأخيرة عبر الآلية المخصصة لتنفيذ التفاهمات، لكنها لم تعالَج
مجتمع 11/18/2025 10:59:00 PM
أثناء استكمال المداهمة لمنزل شقيقه المطلوب حسين عباس جعفر، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة في بوابة المنزل...