دراسة: الذكاء الاصطناعي لا يزال عاجزاً عن أتمتة معظم مهمّات العمل عن بُعد
في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتزداد المخاوف من تأثيرها على سوق العمل وفرص التوظيف، تتجه الأنظار إلى مدى قدرة هذه الأنظمة على أتمتة المهمات المعقدة، وبخاصة في بيئات العمل عن بُعد التي أصبحت أكثر انتشاراً بعد جائحة كورونا.
ومع تصاعد الحديث عن نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على أداء أدوار بشرية، جاءت دراسة حديثة لتكشف عن الصورة الحقيقية لإمكانات هذه التقنيات وحدودها العملية في الوقت الراهن.
أظهرت دراسة جديدة صادرة عن مركز سلامة الذكاء الاصطناعي أن الأنظمة الشائعة مثل Manus وChatGPT وGPT-5 لا تستطيع أتمتة سوى 2.5% من المشاريع المعقدة في العمل عن بُعد، ما يعني أن تأثير الذكاء الاصطناعي في هذا المجال لا يزال محدوداً للغاية.
ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة "بيو" للأبحاث، فإن نحو ثلث الموظفين الأميركيين يخشون أن يقلل الذكاء الاصطناعي من فرصهم المستقبلية، بما في ذلك العاملون عن بُعد. لكن نتائج الدراسة جاءت مطمئنة نسبياً، إذ وجدت أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن أداء معظم المهمات باحترافية تضاهي أداء البشر.
اختبر الباحثون ستة أنظمة هي: Manus، Grok 4، Sonet 4.5، GPT-5، ChatGPT Agent، وGemini 2.5 Pro، عبر مشاريع متنوعة شملت تصميم المنتجات، وتحليل البيانات، والرسوم المتحركة، وتطوير نماذج معمارية، وتنسيق أوراق علمية. وبلغت القيمة التقديرية لهذه المشاريع أكثر من 140 ألف دولار تمثل نحو 6000 ساعة عمل بشري.
النتائج بيّنت أن Manus كان الأفضل بنسبة أتمتة 2.5%، يليه Grok وSonet بنسبة 2.1%، ثم GPT-5 وChatGPT Agent بنسبة 1.7% و1.3%، بينما سجل Gemini 2.5 Pro أدنى أداء بنسبة 0.8% فقط. وأشار التقرير إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية تفشل في إنجاز غالب المشاريع بالمستوى المهني المطلوب.

أما أبرز أسباب الفشل فكانت رداءة الجودة في نحو 45.6% من المخرجات وعدم إكمال المهمات في 35.7% منها، مثل إنتاج فيديوهات قصيرة جداً أو نماذج ثلاثية الأبعاد غير متناسقة.
ورغم ذلك، يرى الباحثون أن أداء النماذج يتحسن تدريجاً، وأن التقدم في تنفيذ المهمات المعقدة أصبح قابلاً للقياس، ما يشير إلى أن أتمتة العمل عن بُعد بالكامل لا تزال هدفاً بعيد المدى لكنه ممكن في المستقبل.
نبض