أثار روبوت جديد يحمل اسم "نيو" (NEO) اهتماماً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن كشفت شركة 1X عن إطلاقه رسميًا كأول روبوت بشريّ منزليّ جاهز للطلب المباشر من المستخدمين، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع "سي نت" التقني.

تصميم أنيق ومواصفات بشرية قريبة

يأتي الروبوت الجديد بطول يبلغ 1.68 سنتيمتراً، وبوزن متوسط يصل إلى 29.5 كيلوغراماً، ويتميّز بتصميم عصري أنيق يمنحه مظهراً مألوفاً وغير منفّر، فلا يبدو غريباً في بيئة المنزل، ولا يثير القلق عند التعامل معه.

يُعرض "نيو" بسعر يبلغ نحو 20 ألف دولار أميركي، فيما تتيح الشركة إمكانية الحجز المسبق مقابل 200 دولار فقط، بالإضافة إلى خيار آخر بنظام الاشتراك الشهريّ بقيمة 499 دولاراً شهرياً لمن يرغبون في تجربته، من دون شراء الجهاز بشكل كامل.

View this post on Instagram

A post shared by Annahar (@annaharnews)

قدرات عملية متقدمة

يمتاز "نيو" بمجموعة من الوظائف الذكية والمتنوعة، إذ تؤكد الشركة أنه قادر على أداء كافة المهام المنزلية تقريبًا، بما في ذلك تنظيف وترتيب الغرف، الغسيل، فتح الأبواب، وحتى المساعدة في شراء الاحتياجات المنزلية.

ويستطيع الروبوت حمل أوزان تصل إلى 25 كيلوغراماً، كما يمكنه رفع ما يصل إلى 70 كيلوغراماً كحد أقصى من قدرته العضلية، ما يجعله عمليًا في التعامل مع الأعمال اليومية المختلفة. ويغطي جسمه نسيج قماشي ناعم يمنحه ملمسًا لطيفًا وغير مزعج عند اللمس أو التفاعل معه.

حركة واقعية بفضل نظام محركات فريد

يتمتع "نيو" بحركة سلسة وطبيعية للغاية تشبه حركة الإنسان الفعلية. ويعود الفضل في ذلك إلى نظام المحرك الذي يعمل بالأوتار، وهي تقنية تمنح الروبوت مرونة دقيقة في الحركة وتوازنًا مستقرًا أثناء المشي أو أداء المهام.



كما يحتوي "نيو" على نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يحاكي في عمله أنظمة "تشات جي بي تي"  و "جيمناي"، مما يجعل التفاعل معه سهلًا وطبيعيًا من خلال التحدث المباشر. وتتم السيطرة عليه في الأساس عبر الحوار الصوتي الذي يُستخدم أيضًا في تدريبه على المهام المختلفة.

يدعم الروبوت الاتصال بشبكات الإنترنت اللاسلكية (Wi-Fi) والبلوتوث (Bluetooth) وشبكات الجيل الخامس (5G)، وتعمل بطاريته لمدة تصل إلى أربع ساعات متواصلة قبل الحاجة إلى إعادة الشحن.

روبوت نيو (مواقع)

مخاوف تتعلق بالخصوصية

ورغم الإعجاب الواسع الذي حظي به "نيو"، فإن طريقة تدريبه أثارت قلق خبراء الخصوصية. فالروبوت يعتمد في تعلّمه على التفاعل الصوتيّ المباشر ومراقبة البيئة المحيطة لتسجيل اللقطات والمشاهد التي يستند إليها لاحقًا لتحسين أدائه، ما يعني أنه يحتفظ ببيانات من داخل المنازل، وهو ما قد يشكّل خطرًا على خصوصية المستخدمين.

موعد الإطلاق والتجارب الأولى

تخطط شركة 1X لإطلاق "نيو" في الولايات المتحدة عام 2026، على أن يتوفر في الأسواق العالمية عام 2027. وقد أتيحت الفرصة بالفعل لعدد من صنّاع المحتوى لتجربة الروبوت في مقر الشركة، حيث شاركوا مقاطع مصورة توثّق أداءه وقدراته المتقدمة، ما ساهم في زيادة انتشاره واهتمام الجمهور به على الإنترنت.

بهذا الإعلان، يبدو أن "نيو" ليس مجرد روبوت منزلي جديد، بل خطوة إضافية على طريق دمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية في الحياة اليومية، ليمهد الطريق نحو مستقبل يصبح فيه وجود المساعدين الآليين في داخل البيوت أمرًا مألوفًا لا مثيرًا للدهشة.