الكيبوب يجتاح العالم... جمهور وفيّ وحدود مكسورة
لم تعد فرق الكيبوب مجرّد أسماء تصعد إلى المسرح لتقدّم عروضاً موسيقية راقصة، بل تحوّلت إلى ظاهرة عالمية ترسم مساراً جديداً في صناعة الترفيه. فمنذ أكثر من عقد، بدأت موجة الهاليو تجتاح العالم، ومعها صارت أسماء مثل BTS، Blackpink، Stray Kids، ENHYPEN وTwice جزءاً من المشهد الثقافي الكوني.
أبرز مثال على هذه الشعبية يبقى BTS، الفرقة التي خلقت واحداً من أضخم الجيوش الرقمية "ARMY" نجاحاتها لا تُحصى، بدءاً من تصدّر قوائم "بيلبورد" إلى مشروع The Purple Ribbon Project الذي أطلقه جمهورها عام 2018 لحماية الأعضاء في المطارات. واليوم، وبعد إنهاء جميع أفرادها الخدمة العسكرية، عاد العالم يحتفل بإنجازاتهم ويترقّب جديدهم كفرقة متجدّدة.

أما Blackpink ، فقد فتحت أبواباً واسعة بين الكيبوب وصناعة الأزياء العالمية. جيني وليسا باتتا أيقونتين لدى كبريات دور الموضة، فيما تواصل الفرقة حصد الجوائز، ومنها جائزة "أفضل كيبوب 2024" ضمن حفل .MTV Music Awards أغنيتها الأخيرة Jump كسرت الأرقام على "بيلبورد"، لتؤكّد أنّ الفرقة ليست فقط حدثاً موسيقياً بل أيضاً ثقافياً واقتصادياً.

من جهة أخرى، تثبت Stray Kids أنّ العزيمة والإبداع يثمران دائماً. ألبومها الأخير KARMA تصدّر قائمة "بيلبورد 200" كالألبومات السبعة التي سبقته، ما دفع مؤسس شركتها J.Y. Park لإهداء كل عضو سبيكة ذهبية. الفرقة التي تنتج موسيقاها بنفسها أثبتت أن لونها الخاص هو مصدر قوتها واستمراريتها.

أما ENHYPEN، فقد رسّخت مكانتها كأحد أعمدة الجيل الجديد. مع تخطّي أغنيتها Brought The Heat Back حاجز 100 مليون استماع على "سبوتيفاي"، وصل رصيدها إلى أكثر من 5.7 مليار استماع عالمي. جولاتها الموسيقية الممتدة من آسيا إلى أوروبا وأميركا تعكس حجم انتشارها وجاذبيتها لدى جيل الشباب.

ولا يمكن إغفال Twice، إحدى أندر الفرق النسائية التي جددت عقودها بالكامل مرتين مع شركة JYP، ما يدلّ على قوة الترابط بين عضواتها وعلى قاعدة جماهيرية وفية. استمرارها بعد تسع سنوات من الانطلاقة يشكّل درساً في الاستدامة وسط صناعة شديدة المنافسة.
اقرأ أيضاً: الموضة في الدراما الكورية... إطلالات تلفزيونية تحوّلت إلى ترندات عالمية

في موازاة هذه النجاحات الواقعية، ظهر عالم افتراضي جديد عبر فيلم KPop Demon Hunters، الذي حوّل فكرة فرقة كيبوب خيالية إلى ظاهرة ثقافية حقيقية. الفيلم حقق أكثر من 300 مليون مشاهدة على "نتفليكس"، وحصد 95% من آراء النقاد، فيما صارت أغانيه تتصدّر قوائم "بيلبورد". نجاحه أثار نقاشاً حول مستقبل صناعة الترفيه بين الواقع والخيال، مؤكداً أنّ الكيبوب بات قادراً على عبور كل الحدود.

إنجازات هذه الفرق، وغيرها الكثير، تعكس حقيقة أنّ الكيبوب لم يعد مجرّد موجة عابرة، بل لغة عالمية جديدة تمزج الموسيقى بالرقص والموضة والسينما. وما يجمعها جميعاً هو جمهور متحمّس ووفيّ، حوّل هذه الظاهرة إلى قوة ناعمة تواصل إعادة تعريف معنى الشهرة في القرن الحادي والعشرين.
نبض