النوم والشاشات: معركة الأهل اليومية لحماية صحة أبنائهم
تحث فاطمة ياسين، المرشدة التربوية ومدربة اليقظة الذهنية والتأمل، الأهل على التزام المعايير الأكاديمية التي تحدد عدد ساعات النوم المناسبة لكل مرحلة عمرية. تقول لـ"النهار": "يحتاج الطفل في سن المدرسة (6–12 عاماً) بين 9 و12 ساعة نوم يومياً، بينما يحتاج المراهقون (13–18 عاماً) بين 8 و10 ساعات نوم يومياً"، موضحةً أن النوم ليس راحة للجسد فحسب، بل عملية بيولوجية معقدة يقوم خلالها الدماغ بترتيب المعلومات وتنظيمها.
بحسب ياسين، تنعكس قلة النوم، خصوصاً إذا تحوّلت إلى عادة مزمنة، سلباً على الطالب، أكاديمياً ونفسياً، بمظاهر متعددة. أبرزها:
- تقلب المزاج
- زيادة الانفعال والتوتر
- تراجع التنبه والتركيز
- ضعف الذاكرة والتعلم
- تراجع الأداء الأكاديمي على المدى الطويل
- صعوبة التفكير النقدي وحل المشكلات
لا يقتصر الأمر على النوم وحده، فالشاشات كالتلفزيون والآيباد أصبحت كابوساً للأهل.
فالاستخدام المفرط للشاشات:
- يزيد خطر السمنة بسبب قلة النشاط البدني
- يسبب مشكلات في النظر والعضلات والعمود الفقري
- يرتبط بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية
- يتصل بالضعف في التحكم بالانفعالات، والإدمان الرقمي
- يؤثر سلباً في التحصيل الدراسي
- يزيد منسوب التعرض للتنمر والمحتوى غير الملائم
لتحقيق التوازن، توصي المرشدة فاطمة ياسين برسم جدول يومي يدمج الدراسة والنشاط البدني والترفيه، مع تخصيص وقت محدد للشاشات لا يتجاوز ساعتين يومياً، والاستفادة من قاعدة "الوقت الذهبي" بمنح 20–30 دقيقة من الترفيه لكل ساعة دراسة مركزة، على أن يكون وقت الشاشة متنوعاً، يشمل أنشطة فنية، لقاءات اجتماعية، أو ألعاب خارجية.
ولتقليل التشتت في أثناء الدراسة، يمكن استخدام تقنية "بومودورو" التي تقوم على العمل 25 دقيقة بتركيز تام، يليها استراحة قصيرة 5 دقائق، وبعد أربع جلسات تُؤخذ استراحة أطول (15–20 دقيقة). كما تنصح ياسين بإنشاء بيئة دراسية خالية من الأجهزة، وإلغاء التنبيهات غير الضرورية، واستخدام أسلوب المكافأة، وتعزيز العادات البديلة كالرياضة والفنون، مع مشاركة الأهل في الترفيه.
مبدأ "نوم أكثر وشاشات أقل" سبيل أكيد لتحسين التركيز والأداء الأكاديمي، يعزز تثبيت الذاكرة، ويقلل مستويات القلق، ويزيد القدرة على التفكير وحل المشكلات، مع ضرورة جعل الساعة الأخيرة قبل النوم خالية من الشاشات تماماً، لضمان جودة النوم.
نبض