خطة أوكرانيا ترسم ملامح انتخابات أميركا 2028

خطة أوكرانيا ترسم ملامح انتخابات أميركا 2028

حقبة ما بعد ترامب في الحزب الجمهوري بدأت ترتسم، جزئياً، في ثنايا خطة السلام.
خطة أوكرانيا ترسم ملامح انتخابات أميركا 2028
نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو (أ ب)
Smaller Bigger

عودٌ على بدء.

فالمشهد لا يمكن نسيانه، وكذلك تداعياته.

وزير الخارجية ماركو روبيو منكمش على نفسه ويراقب بمرارة. نظرة استعلائية من نائب الرئيس جي دي فانس، ودرس عن ضرورة شكر الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، تأنيب من الرئيس دونالد ترامب لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض. لم تنتهِ سوى الفصول الشكلية من قمة شباط/فبراير 2025.

 

جانب من المشادة الكلامية في قمة البيت الأبيض الشتاء الماضي (أ ب)
جانب من المشادة الكلامية في قمة البيت الأبيض الشتاء الماضي (أ ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بالرغم من أنه تحدث، أواخر تشرين الأول/أكتوبر، عن طي الصفحة، قال فانس في مقابلة إن ما حصل كان "على الأرجح أشهَرَ شيء قمتُ به، أو ربما سأقوم به على الإطلاق". وبعد قمة ترامب-زيلينسكي في آب/أغسطس، كشف فانس عن أنه أبلغ الرئيس الأوكراني سلفاً بأنه لن يتدخّل طالما أنه "سيحسن التصرف". 

 

نذير شؤم

يقدّم استرجاع الماضي غير البعيد تفسيراً كبيراً للحاضر. فبعد الغضب من خطة السلام الجديدة بين روسيا وأوكرانيا، باعتبارها "لائحة أمنيات" روسية، وتحمل "بصمات ترجمة مباشرة من الروسية" بحسب "بلومبرغ"، دافع فانس سريعاً عنها وانتقد من لا يمنحون الشأن الداخلي الأولوية. ويقود الجهد الديبلوماسي الأميركي الموفد ستيف ويتكوف الذي قال إنه يحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

الأخطر بالنسبة إلى أوكرانيا أنها بعد ساعات فقط على تسريب الخطة، واجهت "نذير شؤم" آخر في الإدارة. فقد أعلن الموفد الخاص إليها كيث كيلوغ (81 عاماً) مغادرته منصبه بحلول كانون الثاني/يناير المقبل. ليس لأن كيلوغ من المؤيدين القلة لأوكرانيا في الإدارة فحسب، فالنبأ الأسوأ للدولة المحاصرة هو الإسم الذي سيحلّ مكانه: وزير الجيش دان دريسكول. يرتبط الأخير بصداقة مع فانس منذ أن كانا في كلية الحقوق بجامعة ييل، وهو الذي سلّم خطة السلام إلى أوكرانيا.

 

 

فانس (أرشيف أب)
فانس (أرشيف أب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نار تحت الرماد؟

في مقابل سلسلة الأنباء السيئة، كان روبيو هو من عمل على خفض حدة الجدل، من خلال اجتماع انعقد في جنيف الأحد مع وفد أوكراني. يعدّ روبيو من الجمهوريين التقليديين المؤيدين لأوكرانيا، لكنه عدّل خطابه ليتلاءم مع خطاب ترامب. مع ذلك، هو يستغل هامشاً من الحرية لإيجاد بعض التوازن. المشكلة أنه يبدو، حتى بصفته وزيراً للخارجية ومستشاراً موقتاً لشؤون الأمن القومي، خارج الصورة. فهو طمأن المشرعين الأميركيين إلى أن الخطة التي سُرّبت كانت روسية، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد ساعات، ويقول إنها أميركية المصدر.

 

من خلال الملف الأوكراني، يمكن قراءة المزيد من التفسخ الجمهوري. حالياً، يبدو روبيو شبه معزول في الإدارة. بالمقابل، يحظى فانس بدعم المحيطين بترامب، كما برجال أعمال كبار مثل إيلون ماسك وبيتر ثيل، الذي أدى دوراً كبيراً في انتخابه سيناتوراً عن أوهايو سنة 2022. يأتي ذلك في وقت يزداد جنوح "ماغا" نحو الانعزالية. وعارض فانس نفسه قصف الحوثيين في الربيع الماضي.

 

البابا لاوون الرابع عشر يستقبل فانس وروبيو في أيار/مايو الماضي (عن إعلام الفاتيكان)
البابا لاوون الرابع عشر يستقبل فانس وروبيو في أيار/مايو الماضي (عن إعلام الفاتيكان)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إلى الآن، لم ينعكس الاختلاف بين روبيو وفانس صراعاً علنياً. على العكس، نشر فانس تعليقاً لروبيو على "إكس" يتحدث فيه عن العمل على حلّ واقعي يدمج مقترحات من طرفي الصراع. من جهته، وفي تموز/يوليو، شجّع روبيو نائب الرئيس على خوض استحقاق 2028، وقال إنه "أقرب أصدقائه السياسيين". ولفانس تصريح مشابه عنه. ويظهر أن روبيو مقتنع في مجالسه الخاصة بتقدم حظوظ فانس، بحسب "بوليتيكو"، بينما قال مصدر في البيت الأبيض للمجلة إنهما قد يكونان على التذكرة نفسها.

 

لكن هذه المرونة قد تكون ظرفية. فالانتخابات الرئاسية بعيدة نسبياً. بمعنى آخر، قد يكون هذا هدوء ما قبل العاصفة.

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

لبنان 11/24/2025 8:28:00 PM
دير مار يوسف في جربتا يوضح أن النور الملاحظ قرب قبر القدّيسة رفقا ناجم عن بروجيكتور ولا يرتبط بأي ظاهرة استثنائية.