كيف قد يساهم ترامب بزيادة المهتمين بتطوير أسلحة نووية؟

كيف قد يساهم ترامب بزيادة المهتمين بتطوير أسلحة نووية؟

ما هي لائحة الدول التي يحتمل أن تكون مهتمة بهذه الخطوة؟
كيف قد يساهم ترامب بزيادة المهتمين بتطوير أسلحة نووية؟
تعبيرية (أ ب)
Smaller Bigger

من المساوئ المحتملة للعالم المتقلب الذي ترسم معالمه الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب تآكلُ نظام الحد من الانتشار النووي. فمع غياب أو ضعف المظلة الأمنية النووية للولايات المتحدة، سيبحث الحلفاء عن مظلة نووية خاصة تحميهم. من أوروبا وصولاً إلى شرق آسيا، يرتسم واقع جديد يتكيف بطبيعة الحال مع النظام الدولي الجديد.

 

لائحة طويلة من المرشحين

حتى في دولة تتبنى "دستور السلام" مثل اليابان، لم يعد الحديث عن تطوير سلاح نووي محرماً. كما كتب المحلل باري غوين السنة الماضية في مجلة "ناشيونال إنترست"، باتت القنبلة النووية "قَدَر" اليابان. علماً أن الأخيرة بدأت تشكك بفاعلية الحماية الأميركية منذ سنة 1964، حين أجرت الصين اختبارها النووي الأول. إذاً، قد تكون إدارة ترامب المقبلة "النقطة التي تفيض الكأس" بالنسبة إلى طوكيو.

 

وإذا ظلت اليابان مترددة، فقد تدعمها جارتها. النقاش في كوريا الجنوبية لا يزال مستمراً بشأن ما إذا كان ينبغي تطوير قنبلة نووية، بالرغم من أن السياسة الرسمية تشدد على حظر الانتشار. وزير الدفاع في البلاد كيم يونغ هيون قال خلال جلسة برلمانية للمصادقة على تعيينه في أيلول (سبتمبر) 2024، إن هذه الخطوة "مُتضمَّنة بين جميع الخيارات المتاحة".

 

ويمكن فهم أيضاً كيف أن دولاً متجاورة تنسق خطواتها حيال اتخاذ القرارات المثيرة للجدل، كما حصل مثلاً حين تقدمت السويد وفنلندا معاً بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعدما تخلتا عن عقود طويلة من الحياد عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

في القارة الأوروبية، يبدو الخطر أكثر إلحاحاً بما أن الحرب واقعة بالفعل على أراضيها وبات تخلي ترامب عن دعم كييف الافتراضَ الأكثر واقعية في المرحلة الأخيرة. ومن المرجح أن يتبع ذلك، بالحد الأدنى، غياب حماسة أميركي للدفاع عن أوروبا، إذا لم يصل الأمر إلى التخلي الكامل عنها. وعلى أي حال، يكفي فتور الحماسة لكي تكون أوروبا بمفردها.

 

هذا ما دفع المستشار الألماني الجديد فريدريتش ميرتس إلى المطالبة بتوسيع المظلتين النوويتين لبريطانيا وفرنسا كي تشملا أوروبا. حدث ذلك بعدما ألزمت ألمانيا نفسها بالدفاع غير النووي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. ولا تتوقف الحكومات المرشحة لأن تطور أسلحة نووية عند هذا الحد.

 

مرشّحون آخرون

في 8 آذار/مارس، لم يستبعد الباحث في "مجلس العلاقات الخارجية" جدعون روز أن تكون تايوان وأوكرانيا المرشحتين "الأكثر بداهة" للإقدام على هذه الخطوة، مشيراً إلى أن تايوان حاولت ذلك مرتين في السبعينات قبل أن تكتشف الولايات المتحدة وتوقفها في كل مرة. والأوكرانيون الذين تخلوا عن سلاحهم النووي سنة 1994 مقابل ضمانات الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا سارعوا بعد الاجتماع الكارثي الأخير في البيت الأبيض بين ترامب ورئيسهم فولوديمير زيلينسكي إلى جمع التبرعات لتصنيع سلاح نووي جديد. كانت الخطوة رمزية لكن معبّرة.

 

على أي حال، خيّّر زيلينسكي الغرب بين دخول الناتو أو الحصول على السلاح النووي. قد لا تكون أوكرانيا في وارد فرض شروطها السياسية على الغرب، لكن ليس واضحاً ما إذا كانت تستطيع تطوير أسلحة نووية على مستوى كمي رادع، مع وسائل التسليم المناسبة ومع السرية المطلوبة. بحسب تحليل رئيس قسم الاستراتيجيا والتكنولوجيا والحد من التسلح في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" ألكسندر بولفراس، يبقى هذا الأمر بالغ الصعوبة، وإن لم يكن مستحيلاً تماماً على المستوى النظري. بينما قالت "إيكونوميست" إن الأمر مستحيل. في كلتا الحالتين، من الآمن القول إن كييف ستفضل تفادي سلوك هذا المسار في ولاية ترامب.

 

من جهته، توقع روز في مجلة "فورين أفيرز" أن تتعرض تايوان وأوكرانيا لضربة كبيرة إذا تم رصدهما وهما تنتجان سلاحاً نووياً، لذلك، رجح أن تنضم كوريا الجنوبية كأول دولة إلى الموجة الجديدة من الانتشار النووية.

 

لكن ذلك لا يعني أيضاً أن كوريا الجنوبية لن تتعرض للقصف من جارتها الشمالية كما رأى لامي كيم، الأستاذ في "مركز آسيا الهادئ للدراسات الأمنية" وهو معهد تابع لوزارة الدفاع الأميركية ومقره هاواي. ويزداد هذا الأمر إلحاحاً بالنسبة إلى الشمال لأنه سيفقد ميزته الوحيدة بمواجهة الجنوب الأكثر تفوقاً في المجال العسكري التقليدي، كما كتب كيم في "معهد الولايات المتحدة للسلام".

 

ربما سقط

لا يمكن إرجاع سقوط حظر الانتشار إلى الرئيس الأميركي الحالي بشكل حصري. حتى زيارة نيكسون إلى الصين في بداية السبعينات ساهمت في زعزعة ثقة اليابان بالولايات المتحدة. وفي الشرق الأوسط، بينما يتهم الديموقراطيون ترامب بتقريب إيران من العتبة النووية عبر الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة سنة 2015، حصلت معظم الاندفاعة الإيرانية النووية في عهد الرئيس جو بايدن. وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن المملكة ستحصلعلى سلاح نووي بمجرد أن تحصل إيران على قنبلتها. ولن يكون مفاجئاً أن تحذو دول شرق أوسطية أخرى حذو الرياض، مثل مصر وتركيا وربما دول في مجلس التعاون الخليجي.

 

يبقى سيناريو "الانفلاش" النووي أحد احتمالات تطور الأمور في المستقبل. لكن كما استنتج روز، وهو استنتاجٌ يمثل إلى حد كبير لب الموضوع، "ربما تكون الحواجز النفسية التي حالت لفترة طويلة دون الانتشار النووي قد سبق أن سقطت".

 

الأكثر قراءة

الخليج العربي 12/8/2025 2:59:00 PM
روبوت يتولّى دور المذيع معتمداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي
المشرق-العربي 12/8/2025 10:41:00 AM
فر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي الشرع على دمشق
المشرق-العربي 12/8/2025 5:03:00 PM
تُهدّد هذه الخطوة بمزيد من التفكك في اليمن.
النهار تتحقق 12/8/2025 10:43:00 AM
الصورة عتيقة، وألوانها باهتة. وبدا فيها الرئيس السوري المخلوع واقفا الى جانب لونا الشبل بفستان العرس. ماذا في التفاصيل؟