وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة اليوم لمباحثات الهدنة... و"حماس": ننتظر نتائج المفاوضات

يتوجه وفد إسرائيلي الى الدوحة الاثنين لخوض جولة مباحثات جديدة بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، غداة إعلان الدولة العبرية قطع إمدادات الكهرباء عن القطاع المدمّر، سعيا لزيادة الضغط على حركة "حماس".
توازيا، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم إنها تعاملت بمرونة مع جهود الوسطاء وتنتظر نتائج مفاوضات مصر وقطر والولايات المتحدة مع إسرائيل.
وجاء في بيان الحركة: "تعاملنا بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترامب وننتظر نتائج المفاوضات المرتقبة وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب للمرحلة الثانية".
وأضافت: "المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين ومبعوث ترامب ترتكز على إنهاء الحرب والانسحاب والإعمار".
العودة للقتال؟
من جهته، نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله: "وقف المساعدات لقطاع غزة كان نتيجة الجمود في المفاوضات وبديلا مؤقتا لاستئناف الحرب".
وأضاف أن المفاوضات بين واشنطن وحركة "حماس" شكلت مفاجأة لإسرائيل لأنها تمنعها من التهديد بالعودة للقتال.
عائلات الأسرى
في المقابل، طالبت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمنح الوفد في الدوحة تفويضا كاملا لإعادة "الرهائن" دفعة واحدة.
وأضافت: "اتفاق شامل لإعادة المختطفين كافة ممكن وهو التزام من جانب الحكومة لمواطنيها... هناك أغلبية مطلقة من الشعب تطالب بعودة الرهائن دفعة واحدة وقبل كل شيء".
وتابعت: "شهادات الذين تحرروا وعادوا لا تترك مجالا للشك في أن الوقت ينفد بالنسبة للرهائن... تضييع الوقت في المفاوضات سيكلفنا فقدان حياة المزيد منهم".
وأبرم الاتفاق بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، وبدأ تنفيذه في 19 كانون الثاني/يناير، بعد 15 شهرا على اندلاع الحرب عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع. ومع انقضائها مطلع آذار/مارس، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف نيسان/أبريل بناء على مقترح أميركي. في المقابل، تطالب "حماس" ببدء مفاوضات المرحلة الثانية التي يفترض أن تضع حدا نهائيا للحرب.
وتواصل دول الوساطة بذل جهود لحلّ التباينات بين الطرفين. وبعدما قامت إسرائيل في مطلع الشهر بتعليق دخول المساعدات الى القطاع المحاصر، أعلنت الأحد وقف إمداده بالتيار الكهربائي.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الأحد: "وقعت للتو أمرا بوقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء فورا".
وأضاف: "سنستخدم كل الادوات المتاحة لنا لاستعادة الرهائن وضمان عدم وجود حماس في غزة في اليوم التالي" للحرب.
وأعادت الخطوة التذكير بالأيام الأولى للحرب حين أعلنت إسرائيل تشديد الحصار الذي كانت تفرضه على القطاع منذ سيطرة "حماس" عليه عام 2007. وقامت الدولة العبرية حينها بقطع الكهرباء عن القطاع، ولم تعاود إمداده بها سوى في منتصف آذار/مارس 2024.
ويغذي الخط الكهربائي الوحيد بين إسرائيل وغزة محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع التي تخدم أكثر من 600 الف شخص. ويعول سكان غزة خصوصا على الألواح الشمسية والمولدات لتوليد الكهرباء، وخصوصا أن الوقود ينقل الى القطاع بكميات ضئيلة.
اقرأ أيضا: اجتمع مع حماس... مبعوث أميركي: الإفراج عن الرهائن ممكن خلال أسابيع
ونددت "حماس" بالقرار.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق في بيان: "ندين بشدة قرار الاحتلال قطع الكهرباء عن غزة بعد أن حرمها من الغذاء والدواء والماء"، معتبرا أنه "محاولة يائسة للضغط على شعبنا ومقاومته عبر سياسة الابتزاز الرخيص والمرفوض".
"إلزام الاحتلال" بالاتفاق
وكان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن في نهاية الأسبوع المنصرم أن إسرائيل سترسل وفدا الى الدوحة الإثنين "بدعوة من الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة" لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية من الاتفاق.
وتشترط إسرائيل "نزع السلاح بشكل كامل" من القطاع وخروج "حماس" من غزة وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
من جهتها، تشدد الحركة على ضرورة بدء مباحثات المرحلة الثانية، وأكدت استعدادها أن تفرج خلالها عن كل الرهائن. كما تطالب "حماس" بأن تتضمن هذه المرحلة، انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع ووقف نهائيا لإطلاق النار وإعادة فتح المعابر وفكّ الحصار.
وقال المتحدث باسم "حماس" حازم قاسم لفرانس برس الأحد: "نطالب الوسطاء في مصر وقطر والضامنين في الادارة الاميركية بإلزام الاحتلال تنفيذ الاتفاق والسماح بإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية وبدء المرحلة الثانية وفقا للمحددات المتفق عليها".
وبعدما عقد اجتماعات في القاهرة أبرزها مع رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، توجه وفد من "حماس" الأحد إلى الدوحة لإجراء مباحثات غير مباشرة، على ما أفاد قيادي في الحركة فرانس برس.
وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 رهينة الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
وخطف خلال هجوم "حماس" 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.
وأعرب المبعوث الأميركي الخاص بشأن الرهائن آدم بولر عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم "في غضون أسابيع"، واصفا المحادثات المباشرة غير المسبوقة التي أجراها مؤخرا مع "حماس" بأنها "مفيدة جدا".
وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن": "أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شيء ما في غضون أسابيع (...) باعتقادي هناك اتفاق يمكنهم عبره إطلاق سراح جميع الرهائن، وليس الأميركيين فقط".
وفي مقابلة مع "القناة 12" الإسرائيلية بثت الأحد، شدد المبعوث على أن واشنطن ستدعم أي قرار تتخذه إسرائيل، بما في ذلك استئناف الحرب في القطاع.