هل بدأت ميركل تشبه ترامب؟

أوروبا 10-10-2025 | 06:33

هل بدأت ميركل تشبه ترامب؟

دائماً ما يرتبط الترويج لمذكراتها بإثارة للجدل والانتقادات في أوروبا الشرقية.
هل بدأت ميركل تشبه ترامب؟
صورة من أرشيف "أب" للرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة السابقة أنجيلا ميركل
Smaller Bigger

سريعاً أتى رد مسؤولي دول أوروبا الشرقية على مقابلة إعلامية حديثة للمستشارة الألمانية السابقة (2005-2021) أنجيلا ميركل. فهي تثير جملة من الأسئلة عن سبب إصرارها على "نكء جراح" مرحلة ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

"لقد فوتَت فرصة أن تكون هادئة... هناك أصناف من البشر – والسياسيون هم أيضاً بشر – لا يخطئون أبداً"، يقول وزير الخارجية الليتواني السابق ليناس لينكيفيسيوس. بحسب رأيه، كان رفض ميركل لانضمام أوكرانيا إلى الناتو سنة 2008 السبب الأساسي في الحرب. لكن ميركل لا تكتفي برفع اللوم عن نفسها، بل ترمي جزءاً منه على جناح أوروبا الشرقي.

 

"أتذكر أنني قلت ذلك"

كان رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك أقسى في رده: "لا تكمن مشكلة نورد ستريم 2 في تعرضه للتفجير. تكمن المشكلة في بنائه". حصد منشوره على "أكس" أكثر من مليوني قراءة في يوم واحد تقريباً.

 

جاء كلام ميركل في مقابلة مع وسيلة إعلامية مجرية، خلال زيارتها للمجر ولقائها برئيس الوزراء المؤيد لروسيا فيكتور أوربان. مجدداً، كانت ميركل تروج لمذكراتها "الحرية". وحين بدأت الترويج لكتابها الخريف الماضي، أثارت القضية نفسها والجدل نفسه.

 

قالت ميركل في مقابلتها إنها أرادت سنة 2021 صيغة جديدة للتحدث مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذه المرة، باسم الاتحاد الأوروبي ككل، بدلاً من صيغة "مينسك". وأضافت: "لم يدعم الجميع هذا (المقترح)، وخصوصاً دول البلطيق، لكن بولندا أيضاً كانت ضده".

 

من مشاكل ميركل أن امتعاض الدول الأوروبية الشرقية لا يقتصر فقط على القضية المتصلة بالحرب. غابريليوس لاندسبيرغيس، وهو وزير خارجية سابق لليتوانيا عاصر ميركل خلال توليه منصبه، ذكّرها بحدث آخر. حين عانت أوروبا الشرقية من موجة لجوء كبيرة "سبّبتها" بيلاروسيا سنة 2021 بحسب اتهامات بروكسل، تواصلت ميركل مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، من دون المرور بليتوانيا. وقال لاندسبيرغيس: "أتذكر أنني قلت إنه إذا كانت ليتوانيا تحت الاعتداء، فلربما يجب أن يتم تنسيق اتصالات كهذه معنا بالدرجة الأولى؟ لكن لم يبدُ أن ذلك ترك أي انطباع فيها".

 

شبه مع ترامب

في إشارة ضمنية محتملة إلى أن مغادرتها الساحة السياسية فاقمت الأمور، قالت ميركل: "في جميع الأحوال، لم يحصل هذا (التواصل الشامل مع روسيا)، غادرتُ المنصب، ثم حدث عدوان بوتين".

 

ترامب وميركل (أرشيف أب)
ترامب وميركل (أرشيف أب)

 

في هذه النقطة، يبدو أن ثمة تشابهاً ما بين ميركل والرئيس الأميركي دونالد ترامب من حيث الاعتقاد بأنهما يتمتعان بتأثير محوري على مجرى الأحداث، وبشكل محدد، على حسابات بوتين. لم ينسف أحد ادعاء ميركل كما فعل المستشار السابق للكرملين أليكسي تشيسكانوف: "إن أي شخص مطلع بشكل معقول عرف لفترة طويلة أن الخلافات بين روسيا والغرب في تلك اللحظة كانت عميقة جداً".

 

شوط طويل

عزت ميركل بعض مسؤولية الحرب إلى جائحة "كورونا" بما أنها عقّدت قدرة التواصل مع الرئيس الروسي. قد تحصل ميركل على اتصال من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليذكرها بالطاولة الغريبة التي خصصها بوتين للإصغاء إليه، بسبب وبالرغم من الجائحة. كما قد يذكّرها، في هكذا سيناريو، بعدد المرات التي اتصل فيها بنظيره الروسي ليقنعه بالسلام، على سبيل المثال، في شهر شباط/فبراير 2022 وحده: 11 مرة.

 

لكن ماكرون قطع شوطاً طويلاً منذ ذلك الحين في الابتعاد عن سياساته السابقة. ميركل ليست في هذا الوارد. ربما تكره "الهدوء".

 

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
المشرق-العربي 10/9/2025 5:51:00 AM
حذّر أدرعي سكان قطاع غزة من العودة إلى المنطقة التي تقع شمال وادي غزة
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟