في عالم يتسارع إيقاعه، ويغمرنا بتفاصيل لا تنتهي، تتحوّل الذاكرة إلى البوصلة التي تنظّم يومنا وتمنحنا القدرة على المضي قدماً. لم يعد الحفاظ عليها مجرّد خيار، بل ضرورة تمسّ صحتنا الذهنية ونوعية حياتنا.

لذا، يضع العلم اليوم بين أيدينا وسائل يوميّة فعّالة تتيح لنا تقوية هذه القدرة الثمينة وحمايتها من التراجع.

في السطور الآتية، نستعرض 10 خطوات مختبرة، تفتح أمام كل واحد منا باباً إلى عقل أكثر صفاءً، وذاكرة أكثر ثباتاً، وبخاصّةٍ بعد سنّ الأربعين في محاربة علامات الألزهايمر  والنسيان.

نصائح لتنشيط الذاكرة بعد سن الاربعين (Freepik)

1. الفيتامينات أولاً

الدماغ يحتاج إلى عناصر غذائية أساسية ليؤدي وظيفته بأفضل حال. صحيح أنّ النظام الغذائي المتوازن يوفّر الكثير، لكن المكمّلات قد تكون ضرورية عند وجود نقص.

فقد ربطت الدراسات بين انخفاض مستوى فيتامين D وزيادة احتمال الإصابة بالخرف، فيما تبيّن أنّ ارتفاع مستوى فيتامين K في الدماغ يخفّض الخطر بنسبة تتراوح بين 17 و20%.

كذلك، تساعد فيتامينات B في إبطاء التدهور المعرفي. وكالعادة، تبقى استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمّل خطوة لا بدّ منها.

2. ممارسة تقنيات التذكّر 

في أروقة كليات الطب، يردّد الأطباء كلمة (Mnemonics) كوسيلة تخزّن في ذاكرتهم التفاصيل. هي تقنيات بسيطة وفعّالة تُحوّل المعلومات إلى صيغ سهلة الاسترجاع. قد تكون عبر اختصار الكلمات، أو تلحين جملة، أو حتى التكرار مع قافية، لتسهيل الحفظ.

تقوم الفكرة على تغليف المعلومة بطريقة مبتكرة تُسهّل على الدماغ استدعاءها.

نصائح لتنشيط الذاكرة بعد سن الاربعين (Freepik)

3. تدريب العقل كما العضلات

كما تحتاج العضلات إلى تمرين، كذلك الدماغ يحتاج إلى نشاط دائم. يعتقد العلماء بأنّ التمارين الذهنية تساهم في صيانة الخلايا العصبية وتعزيز تواصلها. وأبرز الأنشطة التي تعزز حدّة الذهن، هي:

• الكلمات المتقاطعة
• القراءة
• الألعاب الذهنية
• العزف على آلة موسيقية
  
  

والأجمل أنّ الدراسات تؤكّد أنّ البدء بهذه العادات حتى في سن متأخّرة يُبقي العقل نشيطاً.



4. الطعام ملوّن للدماغ

يقول المثل الشعبي: "كُل قوس قزح"، وتثبت الدراسات العلمية ذلك. فالأطعمة الغنية بالفلافونويدات، وهي المركّبات الطبيعية التي تمنح الفواكه والخضار ألوانها الزاهية، تحافظ على ذاكرة أكثر صفاءً. وهناك أيضاً ما يُعرف بالحمية التي تساعد على الوقاية من داء ألزهايمر.

في الواقع، تقلّ لدى الأشخاص الذين يستهلكونها يومياً مشكلات التفكير والذاكرة بنسبة تصل إلى 19%. ومن أبرز هذه الأطعمة، يمكن الاعتماد على:

• الفراولة
• التوت الأزرق
• الفلفل
• الكرفس
• التفاح
• الموز
• البرتقال
• الجريب فروت
  

خمس حصص يومية من هذه الألوان كفيلة بإحداث فرق.

نصائح لتنشيط الذاكرة بعد سن الاربعين (Freepik)

5. مهارة جديدة... عقل متجدّد

حتى لو كان عملك أو هواياتك تُبقيك مشغولاً ذهنياً، يبقى تعلّم شيء جديد تمريناً ذهبياً للعقل، إذ إنّ عملية التعلّم بحدّ ذاتها وقود الذاكرة.

في الواقع، مع التقدّم في العمر، تقلّ مرونة الدماغ، لكن خوض تجربة لم تعهدها من قبل يفتح الباب أمامه للتطوّر وبناء احتياطي معرفي للمستقبل. لذا من الجيّد أن تختار نشاطاً واحداً، مثل:

• دورة تعلّمية جديدة
• درس موسيقى
• تحسين مهارة قديمة كالغولف أو البيانو
  

6. الحركة حياة للذاكرة

لم تعد الرياضة محصورة فقط بصحة القلب والمزاج، فالدماغ أيضاً يستفيد بشكل مباشر.

أظهرت دراسات أنّ الأشخاص ذوي اللياقة العالية أقل عرضة للخرف بنسبة 88%، كما يتأخّر ظهوره لديهم 11 عاماً مقارنة بغيرهم، وتكون مناطق الدماغ المسؤولة عن التفكير والذاكرة أكبر حجماً لدى الممارسين. مثلاً، هل تعلم ماذا يحدث لجسمك عند القفز؟

إلى ذلك، تُحسّن الرياضة النوم وتخفّف التوتر، وهما عاملان أساسيان لصون الذاكرة. يكفي أن تقوم بمزيج من التمارين الهوائية مثل المشي، السباحة أو ركوب الدراجة، بشرط أن تقوم بها بشكل متواصل.

نصائح لتنشيط الذاكرة بعد سن الاربعين (Freepik)

7. العلاقات الاجتماعية

في الحقيقة، إنّ الوحدة عدو الذاكرة. تشير دراسة من "المعهد الوطني للشيخوخة" إلى أنّ العزلة الاجتماعية تزيد خطر الخرف بنسبة 50%. وعلى ما يبدو، فإنّ الحل أبسط مما نتصوّر، إذ يمكنك إضافة رفيق إلى أنشطتك اليومية.

شارك صديقك المشي، أو أنشئ نادياً للكتب، أو تطوّع في خدمة ما. فالروابط الاجتماعية تمنح الدماغ دفعة حماية إضافية.



8. استغنِ عن الـ GPS 

صحيح أنّ الخرائط الإلكترونية تنقذنا عند الحاجة، لكن الاعتماد المفرط عليها قد يضرّ بالذاكرة المكانية، أي قدرتنا على تذكّر الطرق والمواقع.

من هنا، تؤكّد دراسة في مجلة (Nature) أنّ التخلّي عن هذه الأدوات بين الحين والآخر يُعزّز قدرة الدماغ على رسم الخرائط الداخلية. أحياناً، أن نتوه في طريق جديدة أفضل من الوصول بسرعة.

نصائح لتنشيط الذاكرة بعد سن الاربعين (Freepik)

9. التكرار والاسترجاع

من أبسط وأهم الطرق لترسيخ المعلومات هو التكرار. كرّر بصوت عالٍ ما قرأته أو سمعته أو اكتشفته للتوّ، فهذه الخطوة تقوّي الروابط العصبية للمعلومة.

كما يمكنك تقسيم المحتوى الكبير إلى أجزاء صغيرة ليسهل حفظها، تماماً كما نفعل مع أرقام الهواتف بتقسيمها إلى ثلاث مجموعات بدلاً من دفعة واحدة.

10. النوم حجر الأساس

الذاكرة والنوم وجهان لعملة واحدة. وترتبط قلّة النوم أو اضطرابه مباشرة بضعف الذاكرة. ويعتبر النوم من سبع إلى تسع ساعات يومياً هو القاعدة الذهبية.

• أمّا لضمان نوم عميق، فاحرص على تأمين الآتي:
• غرفة باردة ومظلمة وخالية من المشتّتات
• تجنّب الكافيين والكحول والوجبات الثقيلة قبل النوم
• تحرّك خلال النهار
• حافظ على وقت ثابت للنوم والاستيقاظ.