موسم المدارس... أو موسم الإنفلونزا!

ورقه أصفر شهل أيلول... خريف جميل، تعود فيه الحياة إلى دورة العمل بعد إجازة الصيف، ويعود التلاميذ إلى مقاعد العلم... وحدها الإنفلونزا تعكر صفو هذه العودة. فهذا موسمها، وموسم عدواها.
حين يتراصف التلاميذ صباحاً، ويجلسون متقاربين بعد فراق شهرين أو أكثر قليلاً، يرتفع خطر انتقال العدوى الموسمية لفيروس الإنفلونزا. هذا الأمر لا يقتصر على بلد دون آخر، وببعض النصائح الصحية والعامة، يمكن الحد فعلياً من تفشي هذا الفيروس في القاعات المدرسية.
يقول الدكتور ماريو شحروري، المتخصص اللبناني في طب العائلة، إن انخفاض درجات الحرارة بعض حر الصيف سبب أول لتفشي الفيروسات التنفسية، "تضاف إليها مسألة السفر والعودة إلى البلاد، وتغيّر المناخ بين دولة أخرى، ناهيك بعامل الاكتظاظ المدرسي، وتشارك التلاميذ مقتنياتهم، ومع زيادة الاحتكاك يرتفع خطر العدوى، وإجراءات سهلة كفيلة بالحد من ذلك".
هذه نصائح الدكتور شحروري للأهل:
- غسل اليدين بشكل دائم: خطوة تفوق أهميتها أهمية اللقاح، "شرط تعليم الأطفال الطريقة الصحيحة لغسل بالماء والصابون".
- تعقيم اليدين: تعويد الأطفال على هذه العادة قبل الأكل وبعده، وبعد العطس والسعال.
- العطس في الجهة الداخلية من الكوع: تعليم الأطفال والأولاد ذلك يمنع انتشار الرذاذ الذي ينتشر في مسافة تصل إلى 4 أمتار، أي قد يصل إلى أبعد طفل في الصف.
- التلقيح الموسمي: ضروري قبل بداية موسم الانفلونزا للجميع، وقبل بداية الدرسة بإسبوع على الأقل، بدءاً من الأطفال في عمر 6 أشهر، "فهو يعزز المناعة ضد الفيروس، ويساعد على الحد من العدوى، ومن حدة الأعراض عند الإصابة بالعدوى، علماً أن هذا اللقاح متوفر في الصيدليات العامة، ومتاح للجميع في أنحاء العالم".
- عدم إرسال الطفل إلى المدرسة إن ارتفعت حرارته: في ذلك حماية له ولغيره من التلاميذ في صفه ومدرسته.
وهذه نصائحه للقيمين على المدارس:
- توفير مغاسل نظيفة وتزويدها بالماء النظيف والصابون
- توفير محطات تعقيم اليدين في جميع أنحاء المدرسة
- مراقبة الأطفال إن تكرر لديهم العطس أو السعال وعزلهم وإبلاغ ذويهم
- تنظيف الأسطح المتكررة اللمس يومياً مثل المكاتب وأبواب الفصول ولوحات المفاتيح
- تدريب موظفي التنظيف على الاستخدام الآمن للمنتجات المطهرة
- فتح النوافذ وضمان حسن عمل أنظمة التهوية لتحسين دوران الهواء
كورونا المتجددة!
"كورونا لم ينته بعد". هكذا يقول تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية. فثمة سلالات ومتحورات جديدة تظهر دائماً، من دون أن تتحول إلى جائحة، بعد اكتساب الجميع مناعة ضد الفيروس، بالتطعيم أو بالعدوى. لكن، ظهرت أخيراً سلالتان جديدتان: "نيمبوس" و"ستراتوس".
بحسب منظمة الصحة العالمية، "ستراتوس" أكثر عدوى من سلالات كورونا السابقة بسبب طفرات تساعدها على التهرب من الجهاز المناعي. وهو من نسل "أوميكرون" شديدة الضراوة التي يطلق عليها السلالة الهجينة التي ظهرت حين أصيب أشخاص بسلالات عدة من كورونا في وقت واحد.
تنفي المنظمة وجود أي دليل على أن "ستراتوس" يسبب حالات مرضية أشد، وترجح أن يوفر لقاح "كورونا" الحماية من المرض الشديد ودخول المستشفى.
وفيما تحافظ سلاسلة "ستراتوس" على أعراض كورونا المعروفة كالسعال والعطس والتهاب المجاري التنفسية وآلام الأمعاء، تبدو أعراض "نيمبوس" مختلفة، وتشمل التعب والحمى وآلام العضلات والتهاب الحلق.