أقسى ما عاشه بشار الأسد بعد السقوط هو سحب تمثال والده في شوارع سوريا؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: تصريح أدلى به، وفقاً للمزاعم، "المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، وجاء فيه أن "سحب تمثال حافظ الاسد في شوارع سوريا كان أقسى ما عاشه بشار الاسد بعد سقوط نظامه".
الحقيقة: هذا التصريح مختلق، ولم يدل به اي مسؤول روسي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
بصفة عاجل، تناقلت حسابات خبراً خلال الساعات الماضية. وجاء فيه (من دون تدخل): "قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن من أصعب اللحظات التي عاشها بشار الأسد بعد سقوط نظامه كانت مشاهدته تمثال والده حافظ الأسد يُسحب في شوارع سوريا بعد إسقاطه. وأضاف المتحدث أن المشهد ترك أثرًا نفسيًا عميقًا في بشار الأسد، الذي وصفه بأنه اللحظة التي أدرك فيها أن صفحة حكم عائلته طُويت إلى الأبد".

حقيقة الخبر
الا ان هذا الخبر مفبرك، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، باستخدام كلمات مفاتيح، لا سيما بالروسية، يؤدي الى نتيجة واحدة: لا اثر له في الانترنت. ولم تنشره اي وكالات انباء او مواقع اخبارية، لا سيما روسية.
تصريح مماثل لما غفلت وسائل الاعلام عن نشره، في ما لو كان حقيقيا.
سوريون يسقطون تماثيل لعائلة الأسد
وقد فرّ بشار الأسد، الذي كان حليفا رئيسيا لروسيا في الشرق الأوسط، إلى موسكو، بعدما أطاحه هجوم خاطف لفصائل معارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، في 8 كانون الاول 2024، أنهى خمسة عقود من حكم عائلته.
وأسقطت جموع من السوريين في مناطق مختلفة تماثيل لأفراد من عائلة الأسد، وسط مشاهد فرح عارم بعد إعلان الفصائل المعارضة المسلحة دخول دمشق وإسقاط بشار الأسد، على ما أوردت وكالة "فرانس برس" في تقرير في 8 كانون الاول 2024.
وفي العاصمة دمشق، هلّل الناس، وهم يقفون على تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد.
وقام سوريون بإسقاط التمثال الواقع في ساحة عرنوس، قبل تحطيمه والدوس عليه وضربه بالعصي، وفقاً ما أظهر مقطع فيديو.
وحتى قبل إعلان الفصائل المعارضة دخولها دمشق، أسقطت تماثيل لحافظ الأسد في مدن أخرى من البلاد.
وفي مدينة جرمانا في ريف دمشق، أسقط متظاهرون تمثالا لحافظ الأسد وهم يهتفون ويصفقون، وفقا لما أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
في حلب (شمال)، أظهرت صور أشخاص وهم يسقطون تمثالا لباسل، شقيق بشار الأسد، وكذلك تمثالا لوالدهما.
وفي درعا (جنوب)، كان مقاتل من المعارضة يقود دراجة نارية ساحبا خلفه تمثالا مخلوعا لحافظ الأسد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتحطيم السكان "تمثالا لحافظ الأسد في مدينة طرطوس" (غرب)، مضيفا أنهم "حطموا تمثالا آخر" له كذلك في ساحة في مدينة اللاذقية، وسط احتفالات "ابتهاجا" برحيل بشار الأسد في عدد من بلدات الساحل السوري التي تعتبر معقل الطائفة العلوية، الأقلية التي تتحدّر منها طائفة الأسد.
وحكم حافظ الأسد سوريا منذ العام 1971 حتى وفاته عام 2000 حين خلفه نجله بشار.
منذ عام 2011، قاد بشار الأسد حملة قمع الاحتجاجات الشعبية السلمية المنادية بالحرية، قبل أن تتحوّل نزاعا مسلّحا تطوّر الى واحدة من أكثر حروب القرن فتكاً، أسفرت عن مقتل مئات آلاف الأشخاص وتشريد الملايين.
سقوط بشار الأسد وسوريا تطوي صفحة من تاريخها
سقوط الاسد يوحّد السوريين... ما هكذا يرحل رجال الدولة
نبض