في احتفالية ضخمة، يحضرها 47 رئيس دولة وزعيم من العالم، تفتتح مصر المتحف المصري الكبير، المخصصة للحضارة المصرية، ليكون للتاريخ المصري القديم، من أيام الفراعنة حتى اليوم، بيت جديد، يجمع في جنباته رمسيس وحتشبسوت وتوت عنخ آمون.

مشاركة في هذا الاحتفال، تشارك "النهار" في صنع هذا الحدث بملف "تحفة مصر"، مؤكدةً في موضوعاته الخاصة على أن هذا المتحف هو تحفة عصره في عمارته كما في مكنوناته.

شربل بكاسيني: العالِم الياباني ساكوجي يوشيمورا لـ"النهار": خاطرتُ بحياتي منقِّباً في مصر

بدأت القصة عندما كان طفلاً، في اليابان الخارجة من الحرب. قرأ ساكوجي يوشيمورا عن اكتشاف هوارد كارتر لمقبرة توت عنخ آمون، فاشتعل في قلبه الحلم. تلك اللحظة، وسط الصور الآتية من المقلب الآخر من العالم والدهشة، كُتِب قدر يوشيمورا: أن يسير طويلاً بين أمجاد الفراعنة، ويعود إليهم عشية افتتاح المتحف المصري الكبير.

هبة ياسين: الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير أحمد غنيم يكشف لـ"النهار" أهم المحتويات وسيناريو العرض المتحفي

في إطلالة أسطورية، يقع المتحف المصري الكبير على هضبة الجيزة التي تطلّ في مشهد مهيب على الأهرام؛ يقف كأنه معبد للذاكرة يوثق لقاء الماضي بالحاضر، مستلهماً تصميمه من الخطوط الهندسية لأهرام الجيزة، اعتماداً على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرام الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي "المتحف المصري الكبير"، إذ يزاوج بين الحداثة والرمزية المصرية القديمة، ويجسّد التواصل بين زمنين.

شريف الشافعي:بماذا ينفرد المتحف المصري الكبير عن المتحف القومي للحضارة؟

يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير قرب هضبة الأهرام في الجيزة، في احتفالية كبرى تستقطب أنظار العالم، بمثابة تكريس لفلسفة التنوّع المتحفي العريقة في مصر، التي تعود إلى القدم منذ عهد المتاحف المفتوحة في معابد مصر الفرعونية قبل آلاف السنين؛ وهي فلسفة تحظى بتقدير دولي واسع النطاق في العصر الحالي، لإسهامها في حفظ التراث الحضاري، وإتاحته للإنسانية من كل حدب وصوب.

شريف صالح:مصر تتحدّث عن نفسها والعالم يرى ويسمع

يصعب فهم القاهرة ذات الألف مئذنة والألف عام، بهذا الاسم المشحون بالعزة حسبما أطلقه عليها الفاطميون. لكن عاصمة مصر لا تبدأ بالفاطميين بل تعود إلى آلاف السنين قبلهم حيث أضاف إليها الحكام دائماً جزءاً تلو آخر، ينسب فسطاطها (مصر القديمة) إلى عمرو بن العاص، وقلعتها الحصينة إلى صلاح الدين، قبل أن تتمدد شمالاً مع أسرة محمد علي لتولد القاهرة الخديوية (وسط البلد الآن) وهناك على البر الغربي للنيل نشأت الجيزة رئة للقاهرة تحتضن الأهرام آخر عجائب الدنيا السبع غير بعيد عن "منف" عاصمة مصر القديمة.

هبة ياسين: وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي لـ"النهار": نعمل ليخرج الافتتاح بصورة لائقة بمكانة مصر

بالقرب من سفح الأهرام، يقف مبنى المتحف المصري الكبير كصرح شامخ عملاق، ليكون أكبر متحف مخصّص لحضارة واحدة في العالم وهي "المصرية القديمة"، مجسّداً رؤية مصر في الحفاظ على إرثها الحضاري الممتد عبر آلاف السنين، بينما يترقب العالم افتتاحه خلال الساعات القليلة المقبلة.

كريم حمادي: الأكبر عالمياً... المتحف المصري الكبير يوحّد مصر القديمة والجديدة

تفتتح مصر رسمياً المتحف المصري الكبير مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) 2025، في حفل يحضره أكثر من 43 رئيس دولة وملك؛ لزيارة أكبر متحف أثري في العالم من حيث المساحة يضم 100 ألف قطعة أثرية من بينها مقتنيات من مقبرة الملك توت عنخ آمون تعرض للعالم لأول مرة، ومشاهدة لقاء الأحفاد بالأجداد ومصر الحديثة مع مصر القديمة، فما هي مكاسب مصر من إنشاء المتحف المصري الكبير، وحجم الإيرادات المتوقعة، وكيف سيعيد رسم خريطة السياحة في مصر؟

ياسر خليل: "دهاليز بالغة التعقيد"… مصر تكثف جهودها لاسترداد آثارها المنهوبة

مع افتتاح المتحف المصري الكبير، تبرز قضية استرداد الكم الهائل من الآثار المصرية المهرّبة إلى الخارج، والتي دخلت دهاليز منظومة بالغة التعقيد، وثمة عقبات عدة لاستعادتها. لا إحصائية موثوقة عن عدد تلك القطع،  وإنما مجرد تقديرات تقول إنها تناهز مليون قطعة، كيف لا والمتحف البريطاني يضم وحده 100 ألف منها، ومتحف بتري للآثار المصرية في لندن يحتوي 80 ألفاً، واللوفر 50 ألفاً، هذا بجانب متاحف في الولايات المتحدة ودول أخرى لديها عشرات الآلاف من القطع.

هبة ياسين: ما يجب معرفته عن المتحف المصري الكبير

وسط أجواء احتفالية وبمشهدٍ يراوح بين العراقة والتجديد، يُفتتح غداً، على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، أول متحف عالمي مخصص بالكامل لحضارة واحدة: المتحف المصري الكبير، علامة فارقة في المشهد الثقافي المصري والعالمي.