الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير أحمد غنيم يكشف لـ"النهار" أهم المحتويات وسيناريو العرض المتحفي
في إطلالة أسطورية، يقع المتحف المصري الكبير على هضبة الجيزة التي تطلّ في مشهد مهيب على الأهرام؛ يقف كأنه معبد للذاكرة يوثق لقاء الماضي بالحاضر، مستلهماً تصميمه من الخطوط الهندسية لأهرام الجيزة، اعتماداً على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرام الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي "المتحف المصري الكبير"، إذ يزاوج بين الحداثة والرمزية المصرية القديمة، ويجسّد التواصل بين زمنين.
وفي حديث لـ"النهار"، كشف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير أحمد غنيم أهم محتويات المتحف وسيناريو العرض المتحفي.
*ما الذي يميّز المتحف الجديد عن غيره من متاحف العالم؟
- يُعدّ المتحف المصري أكبر متحف في العالم مخصّص لحضارة واحدة، وهي "المصرية القديمة"، ويجسد رؤية حديثة لعرض التاريخ باستخدام أحدث تقنيات القرن الـ21، وتبلغ مساحته 117 فداناً، نحو (490 ألف متر مربع)، وواجهته عرضها 600 متر، واستمدّ تصميمه من الخطوط الهندسية لأهرام الجيزة، حيث تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرام الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي "المتحف المصري الكبير".
*متى بدأ إنشاؤه، وكيف سارت مراحل التنفيذ حتى الوصول إلى لحظة افتتاحه المنتظرة عالمياً؟
- يُعدّ المتحف حلماً طال انتظاره، إذ وُضع حجر أساسه عام 2002، وبدأ العمل في إنشاءات مبناه عام 2012، ولكن ظلت وتيرة العمل على نحو بطيء حتى عام 2016، إذ تُعدّ نقطة إطلاق الأعمال حتى الافتتاح التجريبي وإنهاء جميع الأعمال والإعلان عن افتتاحه الرسمي المقرّر غداً مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2025.
وبلغ متوسط أعداد الزائرين اليومي خلال فترة التشغيل التجريبي بين 5 آلاف و6 آلاف زائر، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد عقب الافتتاح ليراوح بين 15 ألف زائر و20 ألفاً يومياً.
*ما أبرز محتويات المتحف وسيناريو العرض المتحفي؟
- يبلغ عدد القطع الأثرية المعروضة نحو 57 ألف قطعة، ويضمّ المسلّة المعلقة للملك رمسيس الثاني في المدخل الخارجي للمتحف، وهي أول ما يشاهده الزائر عند الدخول. ويرتكز سيناريو العرض المتحفي على ثلاثة محاور هي: المجتمع والملكية والمعتقدات الدينية، عبر 12 قاعة رئيسية تعرض تاريخ مصر القديم عبر العصور، حيث يمكن التعرف إلى أسلوب حياة قدماء المصريين وكيف حكم الملوك وصنعوا التاريخ، وتكشف كل قاعة جانباً من هذه الحضارة العريقة عبر قطع أثرية نادرة.
وهناك البهو والدرج العظيم، وجرى تصميمه ليعكس رحلة المصريين القدماء الأبدية نحو الخلود. ويُعدّ الدرج بمثابة معرض مفتوح لقطع أثرية فردية تمثّل أهم ملوك ومعبودات القدماء المصريين، ومن أبرز القطع الأثرية في البهو تمثال حجري ضخم للملك رمسيس الثاني.
كذلك يحتضن المتحف بين جنباته "متحف مراكب الملك خوفو" الذي يعرض به المركب الأول الذي نُقل من مكان عرضه في منطقة أهرام الجيزة، والمركب الثاني الذي اكتُشف ونُقلت ألواحه لتُرمّم ويُعاد تركيبها أمام الزائرين بمتحف المراكب. ويضمّ أيضاً متحفاً للطفل لتعريف الأطفال بالحضارة المصرية العريقة.
*تُعدّ قاعات الملك الذهبي توت عنخ آمون من أكثر المعروضات انتظاراً؛ ما أبرز محتوياتها وما الذي يميّزها؟
- قاعات الملك توت عنخ آمون تُعد أيقونة المتحف، وستُفتتح مع الافتتاح الرسمي لتعرض لأول مرة في مكان واحد المجموعة الكاملة للملك الذهبي منذ اكتشاف مقبرته في تشرين الثاني/نوفمبر 1922. وتضمّ أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من مقبرة الملك الشاب، أبرزها قناع الدفن وكرسيّ العرش الذهبيان والإكليل الملكي وغيرها.
*كيف وُظّفت التكنولوجيا الحديثة داخل المتحف لخدمة التاريخ؟
- المتحف مزوّد بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وشاشات رقمية بالبهو تعرض معلومات عن المتحف ومحتوياته، وفيه قاعات محاكاة رقمية لمقابر من عصر الدولة الوسطى، تعرض تصميم المقابر ومقتطفات من نقوش ورسوم الجدران. وثمّة قاعة مخصّصة لتقنية الواقع المختلط (HoloLens)، تتيح للزائر – عبر نظارات خاصة – رحلة افتراضية لتطور أساليب الدفن في مصر القديمة منذ البئر حتى بناء الهرم، إلى جانب عروض تفاعلية في قاعات الملك توت عنخ آمون تشمل محاكاة لمقبرته وقصة اكتشافها، وعرضاً رقمياً لمجموعة من أبرز القطع التي عُثر عليها داخل المقبرة.
ويشمل المتحف مركز الترميم، وهو صرح عالمي تعليمي وبحثي لعلم المتاحف والمصريات والآثار، يضمّ معامل في كافة التخصّصات وهو مجهّز بأحدث أجهزة التكنولوجيا الحديثة.
نبض