الصليب الأحمر يتسلم جثة رهينة... وإسرائيل تتوقع موافقة أميركية على معاقبة حماس
وقال الجيش: "بحسب معلومات للصليب الأحمر، نقل نعش لرهينة متوف إلى عهدته وهو في طريقه إلى قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة".
وكانت أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، إنها ستسلم جثة رهينة إسرائيلي مساء اليوم، لتكون الجثة السادسة عشرة التي يتم تسليمها من أصل 28 جثة تطالب إسرائيل بتسلمها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت كتائب القسام في قناتها على تلغرام إنها "ستقوم بتسليم جثة أحد أسرى الاحتلال التي تم استخراجها اليوم في قطاع غزة عند الساعة التاسعة مساء بتوقيت غزة (19,00 ت غ)".
قبل ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم الاثنين عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "الحكومة تتوقع موافقة أميركية لمعاقبة حركة حماس في قضية جثامين الرهائن مع انتهاء مهلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الليلة".
وكان ترامب أمهل أول من أمس السبت، الحركة لتسليم جثامين الرهائن خلال 48 ساعة، وقال: "بإمكان حماس إعادة بعضهم فوراً".
وبحسب ما ذكرت القناة 12 العبرية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، فإنه "إذا لم تُظهر حماس تقدماً في تسليم الجثامين حتى المساء، سنعيد حساب خطواتنا. الوقت يمر، ونحن نفقد صبرنا".
من جهته، دعا منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل اليوم إلى تأخير المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي توسطت فيه الولايات المتحدة إلى حين تسليم حماس جميع الرفات المتبقية لديها، فيما انضم مسعفون مصريون إلى عمليات البحث عن الرهائن القتلى.
وقال المنتدى في بيان: "حماس تعرف بالضبط مكان كل واحد من الرهائن القتلى المحتجزين لديها. لقد مر أسبوعان منذ الموعد النهائي المحدد في الاتفاقية لإعادة جميع الأسرى الـ48، ومع ذلك لا يزال 13 منهم في قبضة حماس".
وجاء في البيان: "تحث العائلات حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والوسطاء على عدم الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاقية حتى تفي حماس بجميع التزاماتها وتعيد كل الأسرى إلى إسرائيل".
وكانت إسرائيل وحركة حماس أبرمتا في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الحالي اتفاقا بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد حرب استمرت لعامين.
وبموجب الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 رهينة أحياء وسلمت رفات 15 رهينة من بين 28 سبق أن أعلنت إسرائيل مقتلهم.
وأكدت الحركة الإسلامية التزامها تسليم جثامين 13 رهينة لا تزال في قطاع غزة هم عشرة إسرائيليين اختطفوا إبان هجوم الحركة في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، وإسرائيلي مفقود منذ العام 2014، وعامل تايلاندي وآخر تنزاني.
وأكد القيادي البارز في الحركة خليل الحية في بيان أن حماس تواجه "إشكاليات في البحث عن جثامين أسرى الاحتلال، لأن الاحتلال الإسرائيلي غيّر طبيعة أرض غزة، وحتى إن بعض من دفن هذه الجثامين استشهد أو ما عاد يعرف أين دفنهم".
إلى ذلك، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن "الحرب لم تنته بعد والاختبار سيكون في نزع السلاح من قطاع غزة"، مضيفاً في الوقت ذاته: "لن نسمح بإعادة إعمار غزة من دون نزع السلاح، وأمن إسرائيل أولا".
ومن بين أبرز التطورات أيضاً، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم أن الدول "المحايدة" فقط تجاه إسرائيل يمكنها إرسال قوات للمشاركة في تأمين قطاع غزة، مستبعدا بذلك مشاركة تركيا.
وبموجب خطة ترامب التي يستند إليها اتفاق وقف إطلاق النار، من المقرر نشر قوة دولية لتثبيت الاستقرار في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر، تتألف بشكل أساسي من قوات من دول عربية وإسلامية، مع انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجا منها.
وتسعى تركيا للانضمام إلى هذه القوة، غير أن إسرائيل ترفض ذلك بشدة.
وقال ساعر خلال مؤتمر صحافي في بودابست إلى جانب نظيره المجري بيتر سيارتو: "أود أن أقول إن الدول التي ترغب أو تستعد لإرسال قوات ينبغي أن تكون على الأقل محايدة".
وأضاف: "ربما لا يجب أن تكون مؤيدة لإسرائيل، لكن يجب ألا تكون معادية لها"، لافتا الى أن "تركيا، للأسف، بقيادة (الرئيس رجب طيب) إردوغان، تبنت نهجا عدائيا تجاه إسرائيل، لا يقتصر على التصريحات بل يشمل أيضا خطوات دبلوماسية واقتصادية ضدها".
وتابع ساعر: "لذلك ليس منطقيا أن نسمح لقواتها المسلحة بدخول قطاع غزة، ولن نقبل بذلك، وقد أبلغنا أصدقاءنا الأميركيين بهذا الموقف".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد الأحد أن الدولة العبرية وحدها ستحدد أيا من الدول يمكنها الانضمام إلى القوة الأمنية الدولية التي من المقرر نشرها في غزة.
وقال نتنياهو خلال اجتماع لحكومته: "أوضحنا مع احترامنا للقوات الدولية أن اسرائيل هي التي ستحدد ما هي القوات غير المقبولة لدينا".

في السياق ذاته، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع قناة "بي بي سي" البريطانية أن الأردن لن يرسل قوات إلى غزة.
وأوضح أن الأردن ومصر على استعداد لتدريب قوات الأمن الفلسطينية ودعم الشرطة المحلية في غزة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت.
وأضاف: "إذا كنا نجوب غزة في دوريات مسلحة، فهذا وضع لا ترغب أي دولة في التورط فيه".
وتابع الملك في برنامج "بانوراما" أن الأردن لن يشارك بقوات في القطاع لأن بلاده "قريبة سياسياً جداً" من التطورات هناك. وعندما سُئل عن إمكان التزام حركة "حماس" التخلي عن أي دور سياسي في غزة، قال: "لا أعرفهم شخصياً، لكن من يعملون معهم عن كثب — قطر ومصر — يشعرون بتفاؤل شديد بأنهم سيلتزمون ذلك".
وأكد أنه "إذا لم نحل هذه المشكلة، وإذا لم نجد مستقبلا للإسرائيليين والفلسطينيين وعلاقة بين العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل، فسنكون في مأزق".
نبض