بعدستي... عاصفة "نورما" على الكورنيش وقصة علم

كانت العادة أن أمر بكورنيش بحر بيروت في الصباح الباكر، كما يعرف متابعيّ على انستغرام من بثي المباشر، ولكن البارحة حصل أن تأخرت بضع ساعات، وإذ تستوقفني "نورما" التي قذفت بالأمواج عشرات الأمتار وغيّرت ملامح البحر وألوانه وحوّلت مياهه الى ما يشبه الوحش الكاسر، وكأنه يستهدف هذا العلم (الظاهر في الصورة أدناه) من كل ميل وصوب ومع كل كر وفر.

وقد حصل أن قوس قزح كان يلازمني منذ ليلة الغطاس في وادي قنوبين  كلما حملت عدستي للتصوير. والبارحة، وفي قلب العاصفة، شقّ طريقه من الأفق البعيد ليلامس بيده الملوّنة رذاذ الموج المتناثر حول هذا العلم الصامد، وربما كاشارة أنه مهما استفحلت المصاعب على هذا البلد، فإن اياما أفضل حتما ستشق طريقها إلينا.

ألا يرمز هذا العلم الى لبناننا؟

صامد وسط "الهجوج والمجوج"،

بالرغم من صغره وضعفه، صامد

بالرغم من هول الاحوال من حوله، صامد

بالرغم من نهشه يبقى مرفوع الرأس ومعتزاً،

يعرف قيمة نفسه وينتظر بصبر أن نعرفها,

فالأصيل لا تشوبه شائبة حتى لو شيّبته الأهوال والإهمال.

وهكذا نودّع "نورما" ونستقبل نهاراً جديداً ملؤه نشاط وحياة كما تعكس لقطاتي الصباحيّة

وأستودعكم بصورة قوس قزح أخرى من شمال لبنان التقطتها في هذا الاسبوع أيضاً, متمنية لكم سنة مزيّنة بالالوان ومتوّجة بالامل والرجاء.

وحتى لقائنا المقبل تابعوا تجوالي من خلال بثي المباشر والـ Stories على instagram, Facebook, وأيضاً حسابي على Twitter والـ blog.