الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

طبياً... ما هو مرض التصلب المتعدد؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
طبياً... ما هو مرض  التصلب المتعدد؟
طبياً... ما هو مرض التصلب المتعدد؟
A+ A-

شهادة حياة لمريضة تعاني من التصلب المتعدد يقابلها رأي طبي متخصص يضع النقاط على الحروف ويُجيب على كل الأسئلة التي تدور في اذهان المرضى. لماذا أنا؟ هل هناك سبب لظهوره ولماذا الآن؟ تساؤلات كثيرة لمرض ما زالت اسبابه غامضة حتى اليوم لكنه يُصيب آلاف في العالم.

شاركتنا ريتا، المصابة بهذا المرض، تجربتها النفسية والطبية في هذا الموضوع، لكن يبقى ان نعرف ما رأي الطب وكيف يواجه هذا المرض وما هي آخر التطورات في هذا الإطار.

يُعرّف الاختصاصي في أمراض الرأس والجهاز العصبي ورئيس قسم طب الاعصاب في مستشفى سيدة المعونات الجامعي ورئيس القسم في جامعة الروح القدس في الكسليك حنا مطر المرض بالقول " التصلب اللويحي أو المتعدد Sclérose en plaques، هو مرض إلتهابي يُصيب الجهاز العصبي لا سيما المادة البيضاء. ينقسم الجهاز العصبي المركزي قسمين: المادة البيضاء والمادة الرمادية، وفي حال التصلب اللويحي نقترب من المادة البيضاء في الجهاز العصبي المركزي. هو، إذاً، نوع التهاب ليس بكتيرياً ولا فيروسياً، التهاب ناتج من خلل في المناعة الداخلية في الجسم ، فبدل ان تهاجم هذه المناعة الأشياء الغريبة في الجسم تقوم بمهاجة الخلايا البيضاء الداخلية في الجسم". 

يشدد مطر على ان "العوارض تختلف بين مريض وآخر باختلاف مكان الإصابة ودرجتها، فإذا أصاب المرض مركز الحركة فإن المريض يشعر بضعف في الأطراف، وإذا أصاب منطقة الإحساس يعاني الشخص الشعور بالخدر والتنميل. لكن أبرز هذه العوارض تتمثل بـ:

- تشويش في النظر او التهاب العصب البصري

- مشاكل في التوازن والحركة

- تنميل

- ارتخاء في العضلات

- ارتخاء في الفم والكلام


كذلك يمكن أن يظهر على المريض اكثر من عارض صحي وبمراحل مختلفة. فالتصلب اللويحي تختلف عوارضه واشكاله من مريض لآخر، ويعود سبب ذلك الى المناطق التي يهاجم جاهز المناعة نفسه.

هل الإصابة بالمرض لها أسباب وراثية؟

يشير رئيس قسم طب الاعصاب في مستشفى سيدة المعونات الجامعي الى انه "لا يوجد هناك دليل قاطع يثبت علاقة واضحة بين عوامل الوراثة ومرض تصلب الأنسجة. إلا ان بعض هذه الدراسات وجدت انه في حالات التوائم المتطابقة تزيد نسبة خطر الإصابة لدى احدهما. فمثلاً في حال أُصيب احدهما بالمرض قد تزيد فرضية اصابة الآخر. لكن هذا لا يجعل من التصلب اللويحي مرضاً وراثيا".

أسباب المرض غامضة

برأي مطر "ما زالت اسباب هذا المرض غامضة. تساؤلات كثيرة وفرضيات عدة نطرحها بشأن هذا المرض، هل هو فيروس اُصيب به الشخص منذ زمن طويل؟ او مناعة جسم ضعيفة؟ او اسباب خارجية مثل التلوث؟ ... أسئلة كثيرة يطرحها الطب في انتظار الإجابة عنها لإيجاد السبب الرئيسي لهذا المرض. كل ما نعرفه هو ان هناك خللاً ما يُصيب جهاز المناعة ويجعله يهاجم نفسه".

ويضيف:" ان النسبة الأكبر من الإصابات تطال الشباب بين سن الثامنة عشرة واوخر العقد الثالث من العمر، بالإضافة الى بعض الحالات عند الاطفال وكبار السن. إلا ان الشريحة الأكبر هي من فئة الشباب وهي تصيب النساء اكثر من الرجال".

هبات خفيفة واخرى متطورة

يُعبّر المرض عن نفسه في أكثر من طريقة لكن يبقى أهمها ما يُعرف بـ" الهبات " او "الهجمات" التي يقوم بها الجسم بين الحين والآخر. وإنطلاقاً من ذلك يقسم مطر الحالات بإختلاف درجة المرض وعوارضه وفق الآتي:

Relapsing Remitting وهو المريض الذي يعاني هبة أو هجمة ومن ثم يستقر وضعه ليقوم من بعدها بهبة أخرى.

Primary Progressive MS: لا يشعر المريض بالهجمات او الهبات بل بتراجع متدرج حيث نجد المريض تتراجع حالته سنة تلو الاخرى دون شعوره بخضات كبيرة. المريض يقوم بخضات صغيرة ومن ثم يتراجع وضعه الصحي.

Secondary Progressive MS: يبدأ المريض بعوارض الهبات او الهجمات في المرحلة الاولية لكنه ينتقل الى مرحلة ثانية بغياب الهجمات. تتراجع حالته وتكون ممزوجة بين relapsing remitting و secondary progressive.

آمال ووعود طبية

"ليس هناك نتيجة واحدة لهذا المرض اللويحي وتختلف بين شخص وآخر" هذا ما أكده مطر، وتابع:" مثلاً لدي مريضة شابة قامت بأربع هبات خلال سنة واحدة ونحن عاجزون عن السيطرة على مرضها، في المقابل لدي حالة اخرى لمزارع يستكمل حياته بشكل طبيعي من خلال تناول ادويته رغم اصابته بالمرض منذ 20 عاماً.

هناك دراسة مثبتة تقول إن الفيتامين "د" يؤثر في تطور المرض، وهناك من يقول ايضاً ان الدخان من شأنه ان يؤثر سلباً في تطور المرض او ظهوره. إضافة الى حرارة الشمس والحمام الساخن اللذين يؤديان الى تراجع حالة المريض وتطور العوارض.

يشدد مطر على ان "لا علاج شافياً للمرض. يرتكز علاج التصلب اللويحي إجمالاً على مقاومة ومعالجة رد الفعل المناعي الذاتي والسيطرة على الأعراض.

ان التطور الذي يشهده الطب لا سيما في ما يخصّ التصلب المتعدد يجعلنا متفائلين كأطباء في إيجاد علاج يخفف من حدة هذا المرض وعدم الوصول الى نهاية غير سعيدة. كثيرة هي الحالات التي تستكمل حياتها بشكل طبيعي وتنجب اطفالاً وتعمل في مختلف المجالات...".

أما بالنسبة الى العلاج، يجيب مطر انه "إما يكون بالحقن تحت الجلد او بالعضل او بالأدوية على شكل أقراص والتي أثبتت فاعليتها ونتائجها الجيدة في الآونة الأخيرة. نشهد ثورة طبية في هذا المجال، فالتصلب اللويحي ليس مرضاً يتيماً بل يصيب الآلاف في مختلف انحاء العالم، ما يدفع بالباحثين كما شركات الادوية على بذل جهودهم لطرح ادوية جديدة وأكثر فعالية لمرضى التصلب المتعدد".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم