الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

البحث عن ضحايا "مركب الموت" مستمرّ... والجيش يوقف "بطل" عملية التهريب الأخيرة من لبنان إلى إيطاليا (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
تشييع بعض ضحايا قارب الموت في مقبرة شاتيلا (حسام شبارو).
تشييع بعض ضحايا قارب الموت في مقبرة شاتيلا (حسام شبارو).
A+ A-
شاطئ طرطوس وجزيرة أرواد لا يزالان منشغلين باستقبال ضحايا قارب الموت، الذين تقاذفتهم الأمواج، ورمتهم على رمالهما الرطبة، والسلطات السورية بأعلى مستوياتها بذلت جهوداً جبّارة تُحسب لها، ولا تزال مستنفرة في مواجهة هذا التحدّي الكبير، الذي فرضه قارب الموت بما حمل وما سيترتّب من إجراءات لجهة التعرّف على هوية الضحايا، الذين لا يزالون في براد مستشفى الباسل، ولم يتمكّن ذووهم من التعرّف عليهم، نظراً للتشوّهات الكبيرة، وبات لزاماً إجراء فحوصات الحمض النووي لتأكيد هوية كلّ ضحيّة وتسليمها تباعاً.
 
ومساء اليوم، أعلن الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير عن انتشال 19 جريحاً من الزورق، وهم 5 جرحى لبنانيين وفلسطينيَّين اثنَين و12 سوريّاً، وسيُنقَل اللبنانيون والفلسطينيون إلى شمال لبنان وفقاً لوضعهم الصحي، وهم حاليّاً في مستشفى الباسل في طرطوس.

كما كشف اللواء خير عن العثور على 4 جثث ظهر اليوم ليرتفع بذلك العدد إلى 94 جثة منتشلة.
 
وظهر اليوم، أشار مدير ميناء بانياس العقيد موفق ابراهيم إلى انتشال 6 جثث من شاطئ بانياس (مدينة التمثيل، الشاطئ المهجور) تعود لركاب قارب الموت، وقد نُقلت بواسطة سيارات إسعاف مستشفى بانياس لتُسلّم إلى مستشفى الباسل في طرطوس.
 
وفي وقت سابق، أعلن اللواء خير أنّه سيتمّ استعادة 5 لبنانيّين و8 فلسطينيّين إلى شمال لبنان من الذين أنقذوا من المركب.
 
 
الجيش يوقف "بطل" عملية التهريب الأخيرة
أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أنّه "بتاريخ 21/ 9/ 2022، أوقفت مديرية المخابرات المواطن (ب.د.) للاشتباه في تورطه بتهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر. وقد ثبت نتيجة التحقيق تورطه بإدارة شبكة تنشط في تهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر، وذلك انطلاقاً من الشاطئ اللبناني الممتد من العريضة شمالاً حتى المنية جنوباً. كما اعترف بالإعداد لعملية التهريب الأخيرة من لبنان إلى إيطاليا عبر البحر بتاريخ 21/ 9/ 2022، والتي أسفرت عن غرق المركب قبالة الشواطئ السورية بتاريخ 22/ 9/ 2022".

وقالت: "يستمرّ التحقيق مع الموقوف ومتابعة الشبكة لتوقيف أفرادها بإشراف القضاء المختص".
 
 
الصليب الأحمر اللبناني: طواقمنا على جهوزيتها
أعلن الصليب الأحمر اللبناني، في بيان، أن "طواقمه لا تزال على جهوزيتها منذ صباح يوم أمس لمتابعة كارثة غرق القارب قبالة سواحل طرطوس في سوريا والتي أدت إلى غرق من كانوا على متنه، فتم انتشال عدد كبير من الجثث وكذلك عدد من الناجين نقلوا جميعاً إلى مستشفى الباسل في سوريا، ومن أجل متابعة عملية نقل الجثث والمصابين سيعمل الصليب الأحمر على توفير انتقال ذوي الضحايا عبر معبر العريضة إلى مستشفى الباسل للتعرف على الجثامين ليتولى بعدها الاستلام والنقل وكذلك نقل الناجين المصابين إلى الأراضي اللبنانية ضمن الأصول المعتمدة بالتنسيق والتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي وضعت كامل إمكاناتها للمساعدة في هذه الكارثة، وكذلك بالتنسيق الكامل مع الأمن العام اللبناني ووزارة الصحة العامة والهيئة العليا للإغاثة". 
 
وتابع البيان: "في إطار برنامج لم شمل العائلات وضع الصليب الأحمر خطين ساخنين 910269 71، و 1760 كي يتلقى اتصالات عائلات ذوي الضحايا من أجل متابعة البحث عنهم وجلاء مصيرهم، إضافة إلى وضع نقطة ثابتة على معبر العريضة من أجل ذلك، كما سيوفر خدمة الدعم النفسي لذوي الضحايا والمتأثرين بهذه الكارثة".
 
إشارة إلى أن طواقم الصليب الأحمر، نقلت مساء أمس إلى الأراضي اللبنانية 9 جثامين من ضحايا القارب تم التعرف عليها من قبل ذويهم، بعدما جرى تسلمها من طواقم منظمة الهلال الأحمر العربي السوري على معبر العريضة الحدودي، حيث تم نقل 7 جثامين إلى بلداتهم، وجثمانين إلى مخيم نهر البارد بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني. 
 
من جهة ثانية، أعلن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة العامة أنّ الوزير فراس الأبيض أجرى اتّصالاً مع نظيره السوري الدكتور حسن محمد الغباش للبحث في "كيفية نقل الجرحى الناجين إلى لبنان حيث سيصار إلى تحديد الموعد بناء على التقارير الطبية المتعلقة بحالتهم الصحية، إضافة إلى متابعة نقل جثامين الضحايا".

وأشار المكتب في بيان إلى "تحضير مستشفيي طرابلس وحلبا الحكوميين وسائر المستشفيات الخاصة في الشمال لاستقبال الجثامين ومتابعة علاج الجرحى اللبنانيين على نفقة وزارة الصحة العامة".

وبتوجيهات من الوزير الأبيض، سيتابع مدير العناية الطبية الدكتور جوزف الحلو ما بدأه منذ ليل الخميس من تنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر العربي السوري لإنجاز مجمل الترتيبات اللوجستية المتعلقة بالجرحى كما بنقل جثامين الضحايا إلى لبنان.
 
تشييع عدد من ضحايا قارب الموت في مقبرة شاتيلا... "من القلّة والفقر راح يريّحني ويريّح حالو"
 
 

تسقط الكلمات أمام مشهد أهالي الضحايا الذين غرقوا في قارب الموت قبالة سواحل طرطوس، وحدها الدموع وصرخات الغضب تتكفّل بالبوح عمّا آلت إليه الأوضاع.

واليوم، شُيّع عدد من الضحايا الفلسطينيين في مقبرة شاتيلا، بمشاركة حاشدة، علت خلالها صرخة والدة أحد الضحايا: "من القلّة والفقر راح يريّحني ويريّح حالو، قصدتو عالبحر وقلتلّو ارجع يمّا".
 
المشهد بعدسة الزميل حسام شبارو: 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
يشار إلى أن الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير المكلّف من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بمتابعة هذا الملف ومواكبة الأهالي المفجوعين، لفت إلى إمكانية نقل الضحايا بالتنسيق مع وزارة الصحة السورية والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر اللبناني، عبر نقطة العريضة الحدودية، واستقبالهم في مستشفى عبدالله الراسي الحكومي في حلبا - عكار، والمستشفى الحكومي في طرابلس؛ وذلك بهدف تسهيل الأمر على أقارب الضحايا وتوفير ساعات الانتظار الطويلة والقاسية لمعرفة مصير أبنائهم، الذين كانوا على متن قارب الموت، في ظلّ جهل تام بالعدد النهائي للمهاجرين، الذين كانوا على متن القارب أطفالاً ونساء ورجال، من لبنانيبن وفلسطينين وسوريبن. لكن الثابت الوحيد حتى الآن هو عدد الضحايا الـ87 الذين دفعت الأمواج بجثثهم المشوّهة إلى الشاطئ السوري، وتوزّعوا على مسافة تعدّت الـ13 كيلومتراً. ولم يتمّ التعرّف إلا على 11 ضحية فقط حتى هذه اللحظة (9 لبنانيين وفلسطينيان) تمّ نقل جثثهم إلى لبنان، وشيّعوا ليل أمس في طرابلس ونهر البارد وعكار، إضافة إلى الـ20 ناجياً الذين يعالجون في مستشفى الباسل أيضاً، وسيتم نقلهم تباعاً إلى لبنان فور تحسّن أوضاعهم الصحيّة.
 
 

وعلم في هذا السياق أن الصليب الأحمر اللبناني قد أعدّ خليّة أزمة وفريقَ عمل كبيراً لمواكبة هذا الوضع الكارثيّ المستجدّ، وهناك أكثر من 20 سيارة إسعاف بأطقمها الكاملة على جهوزية تامّة لتنفيذ المهام المطلوبة؛ وبعضها لا يزال مرابضاً عند نقطة العريضة.

أما على صعيد المعالجات، فثمة قناعة بأن كارثة مركب الموت ستضع حداً ولو مؤقتاً لتنظيم مثل هذه المغامرات، بالتزامن مع بدء فصل الخريف واقتراب موسم الشتاء.
 
 


وعلم بأن الجهات الأمنية المختصة تتابع تقصّياتها وتحقيقاتها بحثاً عن الرؤوس المدبّرة والمنظّمة والمستفيدة من تسيير مراكب الهجرة غير الشرعية، حيث بات في قبضة مخابرات الجيش عدد منهم، والتحقيقات تتابع معهم بجديّة لكشف كلّ المتورّطين في هذه الشبكة العنكبوتية، أياً كانوا.
وتتشدّد المخابرات في عمليات رصد كافة المواقع الشاطئيّة التي تنطلق منها المراكب، وفي محيطها، حيث بؤر إيواء المهاجرين لاستيفاء بدلات نقلهم مسبقاً، قبل أن تتحدّد ساعة الصّفر للانطلاق، من العريضة إلى الشيخ زناد والعبدة ونهر البارد وبحنين والمنية وطرابلس والقلمون وصولاً إلى البترون وكفرعبيدا.
 

 
وتتركّز التحريات أيضاً حول مَن يؤمّن شراء المراكب وتجهيزها واختيار ربابنتها وأجهزة الاتصال الحديثة لها، ومصادر كميّات المحروقات التي يحتاجونها في كلّ رحلة، ومَن هي الجهات أو الأفراد الذين يتمّ التواصل معهم في الخارج لتنسيق هذه الرحلات غير الشرعيّة وإعطاء وعود للمهاجرين.

ويبقى السؤال هل ستنجح كلّ هذه الإجراءات في كبح جماح هذه العصابة عن الاستمرار بممارسة هذا النوع من الإجرام المتمادي والاستهتار بحياة هذه العائلات، وتغريرهم وابتزازهم وسرقة أموالهم ثم رميهم في التهلكة؟

والسؤال الذي يطرح على كلّ الألسنة اليوم، أما كان أجدى لو اتّخذت هذه الإجراءات قبل أن تستفحل الأمور وتتعاظم وتبلغ حدّ الفجيعة؟
 
وفي وقت سابق، قال التلفزيون الرسمي السوري اليوم السبت إن عدد قتلى القارب الغارق الذي كان يحمل مهاجرين قرب مدينة طرطوس الساحلية في شمال البلاد، والذي يُشتبه بأنه أبحر من شمال لبنان متجها ًنحو أوروبا، ارتفع إلى 86 قتيلاً.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم