الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

اكتشف تاريخ أول اللقاحات في العالم في هذا المتحف!

المصدر: النهار
ريم قمر
متحف ادوارد جينر
متحف ادوارد جينر
A+ A-

في ظل الحديث اليوم عن اللقاحات وأهميتها في الحد من انتشار وباء كورونا، لا بدّ لك من اكتشاف تاريخ اللقاحات التي كان أول مكتشفيها الدكتور ادوارد جينر. فلقد بات متحف جينر الريفي، غير المعروف، والواقع في بيركلي بمقاطعة غلوسترشاير من المواقع التي تثير اهتمام وفضول الزائرين، فينتظر الجميع بفارغ الصبر إعادة افتتاح المتحف المترقبة في شهر حزيران "يونيو" المقبل، لاكتشاف كيف بدأت فكرة اللقاح في العالم.

من هو ادوارد جينر؟

ولد جينر عام 1749 ، وقضى معظم طفولته في استكشاف الريف المحيط بمنزله. لقد كان متعدد المواهب، فدرس الطب والبستنة والعالم الطبيعي.

عُرف جينر بـ "أبو المناعة" لأنه كان أول من اكتشف لقاحاً  ضد مرض الجدري في العام 1796، ولقد استطاع بذلك إنقاذ حياة الكثيرين. علمًا أن هذا المرض أدّى الى وفاة 10% من سكان بلدته. ولقد أنشأ عيادة تلقيح مجانية في معبد فاكينيا ، وهو منزل صيفي في حديقة شانتري هاوس.

ولقد كرّس جينر حياته لعرض فوائد التطعيم وتعليم الآخرين كيفية تنفيذه بأمان. مع انتشار التطعيم حول العالم، تمت السيطرة على الجدري تدريجياً وفي عام 1979 أعلن عن القضاء عليه. اليوم، هناك العديد من اللقاحات حول العالم مستوحاة من لقاح جينر، وهي تُنقذ ما بين مليونين وثلاثة ملايين شخص سنويًا.

 في عام 1821، تم تعيين جينر طبيبًا استثنائيًا للملك جورج الرابع  كما تم تعيينه أيضًا رئيسًا لبلدية بيركلي وعضواً في الجمعية الملكية. وفي مجال علم الحيوان، كان أول شخص يصف حضنة التطفل من الوقواق.

 
 

المتحف

يروي المتحف الموجود في قرية بيركلي قصة جينر وتاريخ التطعيم. يسمح هذا المكان للزوار بمشاهدة منزله الصيفي الذي حوّله الى أول مركز للتطعيم حول العالم، إضافة الى الحدائق المحيطة به والتي كان يعتني بها بنفسه، و كذلك التعرّف بدقة الى تاريخ التطعيم.

بعد وفاته، بيع المنزل، ومن ثم انتقلت ملكيته إلى كنيسة إنجلترا، ليصبح بعدها مقر القسيس لبيركلي. وعندما قررت أبرشية غلوستر بيعها في أوائل الثمانينات، أدركت أنها ستكون المنزل المثالي لمتحف يُخصص لتكريم جينر.

 يحتوي المتحف على حديقة تبلغ مساحتها نحو فدان واحد، حيث يقع المكان الذي قام فيه جينر بتطعيم فقراء المنطقة دون مقابل، وهو  عبارة عن مبنى صغير من الحجر يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر . في الحديقة أيضًا، توجد الكرمة المزروعة من قصاصات جلبها جينر من هامبتون كورت؛ وبقايا دير راهبات سكسونية.

 
 

تتميز العديد من غرف المتحف بالأناقة، بما فيها الغرفة التي كانت مخصصة لدراسات جينر، والتي استخدمها خلال حياته، علاوة على غرفة الطعام الخاصة به. وخُصص جزء منه لعرض المفروشات القديمة والأواني وألعاب الأطفال التي استُخدمت في تلك الفترة،  إلى القصص والملصقات والصور والتواريخ التي توثق آثار مرض الجدري وخطورته. وهي توضح للزائرين دور جينر ومساهمته في الصحة العالمية. ويوجد أيضًا خزانات زجاجية تعرض كيف أعطى دكتور جينر أول لقاح ضد مرض الجدري لابن البستاني في العام 1796.

 

 

يمكنك خلال الزيارة تصفح دراسة جينر عن التطعيمات والمعروضة تحت الدرج، والتي كُتبت بقلم ريشة بدائي للغاية.

ووضعت على أحد جدران المنزل الداخلية لوحة زيتية للبقرة «بلوسوم» التي لعبت دوراً في تجاربه الأولى لمكافحة الجدري، نظراً للتشابه الوثيق بين الجدري البقري والبشري. ولقد أطلق على اللقاح اسم vaccine المشتق من كلمة vacca التي تعني بقرة باللاتينية.

 

 

ولكن على الرغم من مكانة جينر في التاريخ، فإن منزله السابق، الذي افتتح كمتحف قبل 35 عامًا، ليس معروفًا كثيرًا فلا يزوره سوى 7000 شخص سنويًا.

 
 

ولقد أدت جائحة كورونا، والتي فرضت على المتحف الإقفال إسوة بغيره من المواقع، الى إعلان إغلاقه بشكل كامل بسبب الخسائر المالية التي يواجهها علمًا أنه يعتمد على رسوم الدخول مصدراً وحيداً للتمويل. و لقد أثار هذا الأمر الإحساس بالمسؤولية تجاه هذا المتحف، الذي يعدّ أول مركز للتطعيم في العالم، مما دفع العديد من حول العالم إلى التبرع بـ45 ألف جنيه استرليني لإنقاذه.

 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم