بعد تبرّع الولايات المتحدة للبنان بجرعات "مودرنا" و"جونسون أند" جونسون... بماذا يختلفان عن اللقاحات الأخرى؟

تبرعت الولايات المتحدة الأميركية للبنان بـ 336000 جرعة من لقاح جونسون أند جونسون عبر برنامج كوفاكس بهدف دعم مكافحة جائحة كورونا. وهناك تقدمة أخرى من الولايات المتحدة، حيث تصل دفعة من 277340 جرعة من لقاح مودرنا، لتبلغ المساهمة الأميركية 613340 جرعة دعماً لاستراتيجية التلقيح في مواجهة الوباء وإنقاذ الأرواح، وضمن مسار الانتعاش الاقتصادي والاستقرار في النظام الصحي.

تعتبر هذه المرة الأولى التي يصل فيها أي من لقاحي مودرنا أو جونسون أند جونسون، ولذلك يتساءل اللبنانيون عن مدى فاعليتهما وعن الآثار الجانبية لكل منهما، باعتبار أنهم لم يتلقوا أياً منهما في وقت سابق.

*كيف يختلف لقاحا مودرنا وجونسون أند جونسون عن باقي اللقاحات؟

تجدر الإشارة إلى أن لقاح جونسون أند جونسون هو اللقاح الوحيد بين اللقاحات الذي يعطى بجرعة واحدة فقط وليس بجرعتين كباقي اللقاحات، ما شجع الناس أكثر على تلقيه. وكان قد أثبت فاعلية بنسبة 67 في المئة في تخفيف الأعراض المتوسطة والشديدة للمصابين بالفيروس وفق التجارب التي أجريت في مراحل مبكرة من انتشار الوباء، هذا في مقابل فاعلية وصلت إلى 94 أو 95 في المئة لكل من لقاحي مودرنا وفايزر. أما بالنسبة إلى طريقة حفظه وتخزينه فهي تتم في البرادات العادية لثلاثة أشهر بعكس لقاحي فايزر ومودرنا اللذين يتطلبان طريقة حفظ دقيقة على حرارة منخفضة، خصوصاً لقاح فايزر.  وتجدر الإشارة إلى أن الحماية من الحالات المتوسطة إلى تلك المتطورة جراء تلقي اللقاح، تبدأ بعد حوالى أسبوعين.

منذ أن انتشر خبر تبرع الولايات المتحدة باللقاح للبنان، جرى التداول بأنه جرى وقف اعتماد لقاح جونسون أند جونسون في الأراضي الأميركية لقلة فاعليته. إنما وفق ما تؤكده رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى سيدة المعونات في جبيل الدكتورة مادونا مطر، فإن لقاح جونسون أند جونسون قد لا يكون بفاعلية لقاحي مودرنا وفايزر، وقد تكون هناك حاجة إلى جرعة معززة للمناعة بعد 4 أشهر من تلقي اللقاح وليس بعد 6 أشهر كما في اللقاحين الأولين، إلا أنه لم تظهر أية مشكلة في اللقاح أو مضاعفات تدعو إلى وقفه، ولم تصدر الـCDC أي قرار يدعو إلى وقف اللقاح في الأراضي الأميركية كما يحكى. انطلاقاً من ذلك، تدعو إلى تلقي أيٍّ من لقاحي مودرنا أو جونسون أند جونسون دون قلق، لأنهما مماثلان لباقي اللقاحات. وبالنسبة إلى لقاح مودرنا فهو بفاعلية لقاح فايزر ويعتمد على تقنية MRna تماماً كلقاح فايزر ولا يختلف عنه أبداً،  فيما يتشابه لقاح جونسون أند جونسون مع لقاح أسترازينيكا.

وتعتبر كافة اللقاحات فاعلة في مواجهة الوباء، أما الآثار الجانبية الناتجة عنها فبسيطة ومتشابهة ولا تدعو للقلق، والأهم أن يتلقى الكل اللقاح بهدف مكافحة الوباء بفاعلية عبر اكتساب أعلى نسبة مناعة مجتمعية.

ويكفي، بحسب مطر، أن ما لا يقل عن نصف مليار جرعة من اللقاحات أعطي حول العالم، ما يؤكد فاعليتها وكونها آمنة لعدم وجود آثار جانبية تدعو للقلق. في المقابل يستمر إعطاء لقاح فايزر حتى اللحظة في البلاد للأطفال. أما في الولايات المتحدة فيعطى لقاح مودرنا أيضاً للأطفال.

وتشير مطر إلى أن المستشفيات تستقبل يومياً إصابات بكورونا لأشخاص لم يتلقوا اللقاح، فهم أكثر من يدخلون إلى المستشفيات ويعانون مضاعفات المرض، بنسبة ملحوظة. أما الملقحون فمعدلات دخولهم إلى المستشفيات هي أقل بكثير وتقتصر الأعراض التي تظهر لديهم على الرشح البسيط لا أكثر. فتظهر أرقام وزارة الصحة أن نسبة 95 في المئة ممن هم في المستشفيات ومصابون بكورونا هم من غير الملقحين. الأهم يبقى تلقي اللقاح أياً كان نوعه، للحد من مضاعفات المرض والحد أيضاً من انتشار الفيروس. فاللقاح، أياً كان نوعه، له فوائد كثيرة تتخطى إلى حد كبير ما يمكن أن ينتج عنه من آثار جانبية، تبين في الواقع أنها بسيطة جداً. فلن يكون ممكناً وقف الوباء إلا بأن يتلقى الكل اللقاح، خصوصاً أن القطاع الصحي في لبنان لا يحتمل المزيد من الضغوط بحسب ما أوضحت مطر.

عن لقاح مودرنا:

- هو من أول اللقاحات التي حازت موافقة طارئة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

- يعتمد على تقنية MRna التي أثبتت فاعلية عالية في مواجهة الفيروس.

- تصل فاعلية اللقاح إلى 95 في المئة بعد تلقي جرعتيه.

- الآثار الجانبية الناتجة عنه مشابهة لتلك التي تنتج عن باقي اللقاحات وهي ألم في موضع الحقنة وألم في الرأس والتعب وأعراض مشابهة للانفلونزا.

- طريقة التلقيح هي جرعتان تفصل بينهما 6 أسابيع.

- يحفظ اللقاح حتى 7 أشهر في قوارير مغلقة على درجة حرارة 15 إلى 25 تحت الصفر. كما يظل صالحاً لمدة 30 يوماً على حرارة 2 إلى 8 درجات مئوية.

- يمكن حفظ اللقاح في قوارير مغلقة  12 ساعة على حرارة 8 إلى 25 درجة مئوية بعد إخراجه من التبريد.

عن لقاح جونسون أند جونسون:

- يعطى بجرعة واحدة وليس بجرعتين كباقي اللقاحات.

- يعطى لمن هم في سن 18 سنة وما فوق.

- يمكن أن تعطى جرعة معززة للمناعة بعد شهرين على الأقل من تلقي الجرعة الأولى.

- من الآثار الجانبية التي يمكن توقعها ألم واحمرار في موضع الحقنة وتعب وارتفاع في الحرارة وألم في الرأس وألم في العضلات.

- يستخدم اللقاح تقنية ناقلات الفيروس Adenovirus وهو مصمم وراثياً ليطال الخلايا دون أن يتكاثر في الجسم.