غربة الروح

باريس – كابي لطيفغادرتُ لبنان الى فرنسا في مثل هذا الشهر من عام 1986. دائماً أَستغرب كوني صرتُ جزءاً من لبنان المهاجر، المغترب، أو لبنان الانتشار كما يصفه د. فيليب سالم المُقيم في الولايات المتحدة الأميركيّة. أسماء ووجوه المنتشرين المعروفين وغير المعروفين لا تُحصى ولا تُعدّ في هذا الفضاء الواسع. ولا تزال أرواحهم لبنانيةً بامتياز وسط حرائق المسافات...بدت ولادتي الثانية قاسية ومأساويّة في ذلك اليوم المحفوف بالمخاطر. فراق لبنان رهيب لا رفق فيه. تحت القصف، استقللت سيارة أجرة نقلتني من مقر سكني في برمانا الى المدينة الساحلية جونيه حيث أمضيتُ آخر الليالي البيضاء في أحد الفنادق عشية مغادرتي على سطح مركب أقلّني الى قبرص. كان مطار بيروت مغلقاً. واللبنانيون وبعض الأجانب يعتلون القوارب تحت أنظار بعض العسكريّين الذين ينقلونهم الى الباخرة الراسية بعيداً من الشاطئ اللبناني. لم أذرف دمعة...