أسّسوا أنفسكم واتركوا النظام جانباً
26-01-2021 | 00:37
المصدر: النهار
الدكتور داود الصايغ لم يُخلق لبنان لكي يكون هدية لأحد. كان هو الهدية، جوهرة وُضعت بين أيدي من لا يعرفون التمييز بين الأصيل والمزيّف، فباعوها بالرخص في أسواق الصفقات والتبادلات. لم يعرف هؤلاء أن لبنان في الأساس إنما بُنيَ على رؤوس الأَسَل مثل أعلى الممالك في قصائد المتنبي التي تُبنى على الرماح. لم يعرفوا أن لبنان بُنيَ على رماحٍ من نوعٍ آخر. بُنيَ على المنارات في سماء الشرق. ولذلك فإنهم لن يَهزِموه. لا بجهل الجاهلين الجالسين على مقاعد الاستسلام والجشع والبحث عمّن يحمّلونه مسؤوليات الكوارث، ولا بأطماع الذين جعلوه بالافتراض، من مَناطِقهم. فبعثوا إليه بالتماثيل بعد الصواريخ.في بعض الزمان، أيام التأسيس وتدعيم الأسـس، كان في لبنان مناراتٍ من نوعٍ آخر. كان هنالك بُناة. يفتقدهم اللبنانيون كثيراً هذه الأيام ويسترجعون تاريخهم. صنّاع أوطانٍ هم. إذ ماذا سيقول التاريخ عن محتلّي كراسي هذه الأيام. اذكروا لنا إنجازاً واحداً. قولوا لنا لماذا أنتم هنا. طبعاً أنتم غير مسؤولين. فالحق في النتيجة على النظام. ألم تتعبوا بعد من الحديث عن النظام كلَّما تَعبتُم. من التفاهمات القاتلة إلى الشعارات الخادعة إلى الكوارث التي تَسبّب بها المجهول. على الأقل قولوا لنا من تَسبّب بفاجعة مرفأ بيروت. إنها حصلت منذ خمسة أشهر ولم نعرف شيئاً بعد. بالطبع لم نعرف شيئاً على طول تاريخ الظلام الذي لفَّ لبنان في الحِقب الماضية، فلم نعرف ولن نعرف شيئاً عن التفجيرات والاغتيالات التي أصبح ضحاياها شهداء في ضمير الوطن وحسرات في القلوب، كونها باتت جزءاً من مآسي الأيام السوداء حين كان التحكّم بالقرار بأيدي من لا يعبأون بالقوانين والأنظمة... ونظام...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول