الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

موعد الزمن الفاصل

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
تعبيرية (النهار).
تعبيرية (النهار).
A+ A-
قضية لبنان تُختصر بكلمتين: إنه انتقل من أيدي الأوائل إلى أيدي الأواخر. كنا الأوائل مع البنّائين، وأصبحنا الأواخر مع الهدّامين. لأن ما يجري اليوم في لبنان ليس أقل من محاولة هدم أساس الفكرة التي قام عليها وبررت وجوده.يومذاك تمكن الأوائل أولئك من رفع لبنان إلى حيث يجب أن يكون، وفق تلك الحكمة التي تقول بأن المرءَ حيث يجعل نفسه، فجُعل لبنان في مكانٍ لعلّه وإن لم يكن تلك الصخرة التي عُلّقت بالنجم على لغة سعيد عقل، إلا أنه كان بلداً يليق بأبنائه. فسطع في الدنيا ليصير مطرحاً للنور و"رجاء كلّ مخيَّبٍ برجائه" كما قال العراقي حافظ جميل.وهكذا إذا كان العرب قد قسوا على لبنان في الآونة الأخيرة، فلأن أملهم خاب بفسحة الرجاء هذه. وهو في الحقيقة مأخذ العالم أيضاً وليس العرب وحدهم. فلبنان هو في ضميرهم مكانٌ مختلف. أحبّوه لأنّه مختلف. إذ تمكّن مع حفظ الوفاء للأصول، لأصول الشراكة والروابط العربية من أن يبقى متميّزاً بخصوصيته. رضيَ العرب بها لا بل أنهم أحبّوها. فلقد كان هناك سرٌّ لم يدركه حتى العديد من اللبنانيين. إذ أن الأوائل هؤلاء كانوا قد آمنوا بلبنان المختلف هذا منذ البدء وقبل الاستقلال. ولم يكن من عبثٍ وصفَ كميل شمعون بعد ذلك بـ"فتى العروبة الأغرّ" ولم يكن من عبثٍ أن رياض الصلح حتى يُصبحَ الشريك الأساسي، فلأن لبنان كان قد اكتمل في ضميره باستعدادٍ فكري ونفسي ووطني سبق الاستقلال بسنوات. فالجميع لعلّهم قرأوا أو عرفوا بخطابه في مجلس النواب في أيلول ١٩٤٣ الذي أرسى قواعد الميثاق الوطني. ولكن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم