الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

جلسة فولكلورية من دون نصاب... الشغور يسبق التسوية

المصدر: "النهار"
نواب يغادرون قاعة مجلس النواب (نبيل اسماعيل).
نواب يغادرون قاعة مجلس النواب (نبيل اسماعيل).
A+ A-
على وقع صخب اتفاق الترسيم، حاول مجلس النواب عقد جلسة "فولكلورية" جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، معروفة النتائج سلفاً، ما جعل من انعقادها او بدونه سيؤدي حتماً الى نتيجة واحدة وهي لا انتخاب رئيس في الوقت الراهن.

لم تتشابه جلسة الأمس مع سابقتها سوى بالنتيجة، فقد غاب نواب "التيار الوطني الحر" وقاطعوها احتراماً لذكرى 13 تشرين الاول 1991 وتضامن معهم الطاشناق، فيما وقف "حزب الله" في الوسط بين حضور كتلته بكاملها الى مجلس النواب احتراما لدعوة رئيس المجلس نبيه بري، ومقاطعة الدخول الى القاعة سوى بعدد قليل من النواب (5 نواب) ومثلهم فعل نواب حركة "أمل" الذين حضروا جميعا الى مبنى المجلس، لكن عدم دخولهم الى القاعة لم يكن تضامنا مع العونيين انما تسجيل موقف بوجه عدم التوافق.

وبدا واضحاً ان النتيجة كانت محتمة بالتأجيل، عبر تراخي معظم الكتل عن الحضور بكامل اعضائها باستثناء كتلة "الجمهورية القوية" التي حضرت بجميع اعضائها، فيما سُجلت خروقات عديدة في الكتل حتى تلك التي تخوض معركة ترشيح النائب ميشال معوض، كما انه لم تُحرز خروقات إضافية واسعة بإعلان العدد الأكبر من النواب السنّة التصويت بورقة "لبنان الجديد"، علما ان كتلة النواب "التغييريين" اعلنت صراحة عدم دعمها له، واكتفت بالقول انها ستقترع لإسم "سيادي واصلاحي" من دون ان تحدده.

قبل دخول الرئيس بري إلى القاعة العامة، ظن بعض النواب أن الجلسة ستعقد وأن النصاب سيتوافر بما ان من سجلوا اسماءهم لدى الامانة العامة تجاوز الـ86 نائباً، كما ان بعض نواب "حزب الله" أعلنوا قبيل دخولهم الى ساحة النجمة نيتهم المشاركة، إلا أن ذلك لم يحصل. وقد تغيّب بعذر كل من فريد الخازن، طوني فرنجية، الياس جرادي، وضاح الصادق، سينتيا زرازير ونديم الجميّل.

وسأل برّي عن عدد النواب، فكان 71 نائباً داخل القاعة. حينها طلب النائب أسامة سعد الحديث بالنظام، إلا أن برّي ردّ بأن الجلسة لم تُفتح بسبب عدم اكتمال النصاب. النائب سامي الجميل طرح ملف ترسيم الحدود متوجها الى برّي بالقول: "هل يمكنك توزيع نص اتفاق ترسيم الحدود لمناقشته في المجلس بانتظار اكتمال النصاب، لأنه دستورياً وقانونياً يجب أن يُعرض الاتفاق على المجلس وأن تتم مناقشته". وأضاف: "بإمكانك أيضاً أن تخرج من القاعة وتجري دورية في الخارج لاستدعاء النواب إلى الداخل". إلا أن برّي لم يكترث واختار تأجيل الجلسة. وفي حين لم يردّ بري على الطلب، أصر الجميل على طلبه فقال له بري لدى مغادرته القاعة: "مش شغلك أنت، هيدا لبعدين".

عندها اقترح النائب نعمة افرام دقيقة صمت على شهداء 13 تشرين، فحظي اقتراحه بتأييد عدد من النواب، فيما طالبت النائبة بولا يعقوبيان بتعويضها عن ثمن البنزين الذي صرفته على الطريق هدراً لأن الجلسة لم تعقد.

وفي الختام حدد بري الخميس في العشرين من الشهر الجاري موعدا للجلسة التالية وفي اليوم الأخير قبل دخول لبنان في المهلة الدستورية الأخيرة لانتخاب رئيس قبل بدء الشغور، وقبل أن يتحول المجلس هيئة انتخابية دائمة، وذات جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس.

وبعد الجلسة أعلن النائب ملحم خلف "أننا وجّهنا كتاباً إلى الرئيس برّي ينصّ على أنّ اتفاقية الهدنة نصّت على أنّ حدود لبنان هي الحدود الدولية استناداً إلى إحداثيات آذار عام 1949، لكننا علمنا من الإعلام أنّ الحدود البحرية رُسّمت بوساطة أميركية". وقال في مؤتمر صحافي: "بما أنه لا يجوز التخلي عن أراضي البلاد، وعلماً أنّ الاتفاقات التي تتعلق بمالية الدولة لا يملك رئيس الجمهورية حقّ إبرامها إلا بعد موافقة المجلس النيابي، لذلك يجب إطلاعنا على نصّ الاتفاق". وأضاف: "نطلب دعوة المجلس النيابي لعقد جلسة طارئة بما يتعلّق بموضوع ترسيم الحدود".

حينها قرر بري الطلب من الامانة العامة للمجلس "ابلاغ نسخة من ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية لكل من السادة النواب للاطلاع بعد إقراره في مجلس الوزراء".

من جهة ثانية، برر نائب "حزب الله" حسن فضل الله عدم دخول نواب الحزب الى الجلسة بغياب التوافق، وهاجم "القوات اللبنانية" والنائب معوض، معتبرا أن "ترشيحه يمثل تحدياً وهذا الأمر لن يؤدّي إلى إنتاج رئيس جديد".

وقال: "نريدُ التوافق، وهذا الأمر يحتاجُ إلى حوارٍ مع الآخرين مع الإبتعاد عن أسلوب التحدّي"، معتبراً أن "طرح التحدي من قِبل كتلة القوات اللبنانية يؤدي إلى تأجيل انتخاب الرئيس".

واضاف: "طرح أسماء مقابل أسماء هو أسلوب للتحدّي، ونحنُ لا نريد ذلك بل ندعو للتوافق دائماً وعلى جميع الكتل السياسية معرفة ذلك"، لافتا الى أن "النائب معوض لا يحظى بالحضور النيابي والأكثرية".

النائبة ستريدا جعجع ردّت على سؤال عما إذا كانت "القوات" في اتجاه اعتماد ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون باعتبار أن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع صرّح بأن لا مانع في ذلك، قائلةً: "من المبكر الحديث عن هذا الموضوع، فنحن بالنسبة لنا لا يزال المرشح ميشال معوّض هو المطروح حالياً".

أما معوض فجدد تأكيده ان انتخاب رئيس هو المدخل الجدي للانقاذ.

وقال بعد الجلسة: "اليوم تتأكد المشهدية مجددا وهي تعطيل نصاب انتخاب رئيس للجمهورية، فهناك فريق حضر وفريق غاب، ونذكّر اللبنانيين بان لبنان في حالة انهيار وهذه المشهدية مزرية وليست على قدر المسؤولية، فالكل مقتنع بان انتخاب رئيس هو المدخل الجدي للانقاذ".

واضاف: "الاساس هو دعم كل اطراف المعارضة لطرح مشروع، وبرأيي ان عملية الانقاذ تحتاج الى عودة الى الثوابت اللبنانية والى قيادة الدولة ووضع القرار الاستراتيجي تحت يد الدولة والعودة الى الدستور والاصلاح السياسي والاجتماعي، ونحن نحمل مشروعا جديا ومستمرون به". وتابع: "لست رئيس تحدٍّ، واذا استمر حزب الله بدور تخوين الدولة وخلق قرارين ومسارين فالنتيجة واضحة امام الجميع والانقاذ مسؤولية الجميع، ولكي يحصل التوافق يجب ان يكون تحت اطار سقف الدولة".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم