"الشطرنج السياسيّ" كملهاة عن المُقبل اقتصاديّاً

للوهلة الأولى، تكاد هذه السطور تعبّر عن واقع لبنان في ربيع 2021: "لقد بدأت تتوسّع مظاهر الضيق والعوز في البلاد، بعدما توقّفت دورة الأعمال وشحّت الموارد والأموال، فارتفعت الأسعار ارتفاعاً جنونيّاً انعكس على المواطنين وحرمهم لقمة العيش، قبل أن يأتي الجراد أواسط شهر نيسان ويقضي على المحاصيل الزراعية والمساحات الخضراء. وحلّت المجاعة التي فتكت باللبنانيين وقتلت منهم أكثر من مئة ألف نسمة وبدّلت في طبائعهم وقيمهم، حتى كاد لبنان بعد المجاعة أن يفقد صورته وهويّته التي سبق أن عرفها العالم عنه". يختصر هذا السرد أحداثاً قاتمة تعاقبت على جبل لبنان بدءاً من أواخر 1914، لكنّها تكاد تحكي تفاصيل حزينة عن ملامح لبنانيّة مرسومة بحبر التوقيت الراهن. فإذا بمشاهد الفقر المدقع تنتشر في البلاد، بعدما انهارت العملة اللبنانية، فتضاعفت أسعار السلع بشكل كارثيّ انعكس على اللبنانيين وحرمهم لقمة العيش، قبل أن يأتي الجراد زائراً مثيراً الهلع مُذكّراً بمآسي القرن الماضي. وبدأت تنتشر المظاهر المنذرة بالمجاعة في يوميات اللبنانيين وبدّلت عاداتهم وأسلوب عيشهم، حتى بات لبنان على مشارف فقدان هويّته التي سبق أن عرفها العالم عنه. لا يمكن أن يعكس...