الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

في ذكرى ميلاد "دلوعة السينما المصرية"... شادية عانت المرض واعتزلت الفن تفرّغاً للعبادة (فيديو وصور)

المصدر: "النهار"
شيماء مصطفى
شادية.
شادية.
A+ A-
فنانة مصرية من طرازٍ خاص، تنتمي لجيل فنانات الزمن الجميل، لم تغب يوماً عن أذهان جمهورها، وأثْرَت المكتبة الفنية بأفلام عدة وأمتعت الجميع بصوتها المليء بالأنوثة والدلع وخفة الظل، فاستحقت لقب دلوعة السينما المصرية، وهو ما قرر أن يطلقه عليها الجمهور والنقاد.
هي الفنانة الراحلة شادية، التي يحتفي العالم العربي اليوم ومحرك البحث الشهير "غوغل" بذكرى ميلادها. وترصد السطور التالية أبرز محطات حياتها الفنية والخاصة بداية من دخولها عالم الفن من طريق المصادفة حتى اعتزالها وتفرغها للعبادة.

بداية فنية محض صدفة
 
الفنانة شادية، من مواليد الثامن من شهر شباط عام 1931، انتقلت مع والدها المهندس الزراعي، من مسقط رأسها بالشرقية إلى العاصمة المصرية حيث كان يعمل والدها مشرفاً على الأراضي الملكية في هذا الوقت.
لم يكن في مخيلتها أن تصبح واحدة من أهم نجمات الوطن العربي، ولكن قادتها المصادفة إلى طريق النجومية، بعد أن شاهد والدها إعلاناً بإحدى المجلات الفنية يطلب وجوهاً شابة جديدة، فعرض عليها الأمر وقررت أن تخوض التجربة، وكانت سنها في هذا الوقت لم تتخطَّ الثامنة عشرة.
 
وتكون أعضاء اللجنة التي استعرضت شادية أمامهم مواهبها الفنية من المخرج أحمد بدرخان، والمنتج والمخرج حلمي رفلة، والمصور عبدالحليم نصر، فتحمسوا لها جميعاً وقرر "رفلة" أن يتبناها فنياً وهو من أطلق عليها اسم شادية بدلاً من اسمها الحقيقي "فاطمة"، وتعاقدت معه على بطولة مجموعة من الأفلام كانت بطاقة عبورها لقلب الجمهور، بدايتها مع الفنان محمد فوزي، بعنوان "العقل في إجازة".
 
 
انطلاقة سينمائية

تألقت شادية بعد ذلك في عديد من الأفلام التي تعاونت خلالها مع كبار الممثلين وبدأ المنتجون يتهافتون عليها بعد أن أصبحت واحدة من أهم نجمات الشباك، وتحقق أفلامها إيردات خيالية للمنتجين.

ثنائيات شادية.. علامة مميزة في تاريخ مكتبة السينما المصرية

الفنانة شادية، كونت ثنائيات عديدة مع عدد من أهم فناني الزمن الجميل أبرزهم صلاح ذو الفقار، الذي قدمت معه مجموعة من أروع الأفلام المصرية التي على الرغم من رؤيتها مراراً وتكراراً إلا أنها لا تزال تحتفظ بروعتها وجذب المشاهد لها، ومن أبرز هذه الأفلام "مراتي مدير عام، كرامة زوجتي، عفريت مراتي، أغلى من حياتي، عيون سهرانة"، وتعاونت مع المطرب محمد فوزي، أيضاً، في عدة أفلام منها "الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء".

 

كما تعاونت مع الفنان كمال الشناوي، الذي وصف إيرادات أفلامهما بأنها شيدت عمارات، ومن أبرز هذه الأفلام "ساعة لقلبك، ظلموني الناس، عدالة السماء" وغيرها.

شادية، قررت أن تختتم مسيرتها الفنية بفيلم "لا تسألني من أنا" مع الفنانة القديرة مديحة يسري، ليكون هذا الفيلم هو آخر أعمالها التي تضع بصمتها المميزة عليها.
 
 

تزوجت ثلاث مرات... من دون إنجاب أطفال

معروف عن الفنانة الراحلة شادية، أنها تزوجت ثلاث مرات الأولى كانت من مهندس يُدعى عزيز فتحي، والثانية من الفنان عماد حمدي، ودامت هذه العلاقة ثلاث سنوات، والأخيرة من الفنان صلاح ذو الفقار ولم تستمر هذه الزيجة سوى عام واحد فقط، ولم تُرزق الفنانة شادية خلال هذه الزيجات بأبناء.
 
 
رحلة شادية مع السرطان

في الثمانينيات وبعد مسيرة فنية طويلة، اكشفت الفنانة شادية إصابتها بمرض سرطان الثدي، وتحديداً خلال تقديمها عروضاً مسرحية "ريا وسكينة" الشهيرة.
وعلى الفور قررت أن تتوجه إلى أميركا، لبدء رحلة علاجها مع السرطان، وتعافت منه بعد أن قرر الأطباء استئصال أحد ثدييها، وبعد نجاح العملية قررت شادية أن تهدي منزلها في أميركا، لصالح الجمعيات التي ترعى البحث العلمي، وتوجهت بعد ذلك لأداء فريضة الحج، ومن حينها قررت أن تعتزل الحياة الفنية نهائياً.

الشيخ الشعراوي في حياة شادية... علامة مؤثرة

من القصص المعروفة عن الفنانة الراحلة شادية، هي علاقتها القوية بالشيخ محمد متولي الشعراوي، ودوره البارز في ارتدائها الحجاب وتفرغها للعبادة، وترجع تفاصيل هذه القصة كما جاءت على لسانها أنها التقت به مصادفة في مكة المكرمة، ولم يتعرف إليها وقتها فأوقفته وعرفته بنفسها، وطالبته بالدعاء لها بالهداية فكان الرد عليها بآية قرآنية هي "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، ومن هنا قررت شادية، أن تتفرغ للعبادة والتقت به في القاهرة مرات عديدة، وكانت تحرص على مشورته دائماً في أمور دينها ودنياها.
وذكرت شادية، أنه كان مقرراً أن يتم تكريمها بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وطلبت استشارته في هذا الأمر، فشجعها على عدم الذهاب للحفل، وبالفعل استجابت لرغبته.

واتجهت بعد ذلك الفنانة شادية، للأعمال الخيرية، ومساعدة الفقراء والمحتاجين واختفت تماماً عن الأنظار.

توفيت شادية في العام 2017، بعد أن صارعت المرض خلال سنوات حياتها الأخيرة، لتتوفى داخل مستشفى الجلاء العسكري، وشهدت جنازتها حضوراً مهيباً لكبار الفنانين من مصر والوطن العربي، واحتفت منظمة الأمم المتحدة للفنون بذكرى مرور أربعين يوماً على رحيلها.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم