كم من فشل سأسجن في داخله

فشلت في مشاعري معك ومع نفسي، فشلت في الكلام وفي الأفعال، في دراستي وعملي، في علاقاتي الاجتماعيّة والعائلية...
وآخ كم من فشلٍ سُجنتُ في داخله.
هل الفشل يصيبني أنا وحدي؟
إنّه مرض يُسجن الإنسان في داخله، يرويه من العذاب والتعب النفسيّ، يكبّل يديه ورجليه ويقتل اندفاعه للحياة.
كلمة الفشل هي الصّوت القاتل لذهن الإنسان.
لماذا أفشل وأسقط أرضاً؟ هل يمكنني القيامة مجدّداً؟ أكلّ ما حولي يؤثر على نجاحي وفشلي؟

الحياة تجارب، إن لم تفشل فلن تعرف قيمة النجاح، إن لم تبكِ فلن تعرف جمال البسمة، إن لم تتذوّق مرّ الحزن فلن تعرف لذّة الفرح. اسقط واشعر بقوّة السقوط، عندها تزداد زحمة الأسئلة والأفكار والحلول للعودة والوقوف.
الإنسان الضعيف، عند سقوطه يغمره الفشل وتسكنه روح اليأس والاستسلام. يشغل رأسه بالأفكار السوداء وتُكحَّل عيناه للعمى فتسكنه روح الفشل. يشعر وكأنّ الدنيا كلّها تعمل على تعذيبه، وكلّ ما ومن حوله يؤذيه، ولكنّ الحقيقة ألّا يؤذيه أحدٌ سوى أفكاره السوداء.
لا ننكر أنّ الفشل ناتج عن عادات سيئة، تربية خاطئة، ومن الشرّ، غيرة وحقد الناس. لكنّ كلّ هذا لا يعني شيئاً، الإنسان الذكيّ يغيّر عاداته، يطوّر طرق تفكيره ويعمل على تصحيح أغلاطه. يحوّل كلام الناس الجارح إلى سلاح قاتل يقتل عذابه ومعذّبيه، يحارب مخاوفه ويسيطر على تصرّفاته.
إن كنت تعمل على النجاح وتخاف من الفشل، تأكّد إنّك ستفشل. ففي كلّ مرحلة من حياتنا نفشل ولو لمرّة، لأنّ الإنسان الناجح دائماً ليس موجوداً سوى في عالم الخيال والمثاليات.
الفشل في العلاقات مثل الزواج، يختلف عن فشل في العمل. فالمجهود الذي يتطلّبه للعودة والوقوف هو مجهود عاطفي وداخلي مليء بالحب والمشاعر. والفشل في تربية الأولاد هو عالم فلسفيّ آخر، التربية تتطلّب الوقت وطول البال والتضحية، التربية الفاشلة هي أساس فشل الإنسان في الحياة. فنحن لا نعرف قواعد النجاح ولكن أهمّ قاعدة للفشل إرضاء الناس. حياتك ملكك، فأنت حرّ بالعيش كما تريد وتختار ناسك ومكانك، عملك وهوايتك... الإنسان حرّ طالما لم يتعدَّ على حرية الآخر. لا تسمح لكلام الناس من تدمير أحلامك، ومن كلامه الرخيص أن يشدّك نحو الاستسلام وقلّة الثقة بنفسك.
افعل ما تريد لأنّ أفواه البشر لن تصمت.
لا تحزن وتيأس من مرحلة الفشل فهي موقّتة، ستمضي ونعود للوقوف إن عملنا على مساعدة أنفسنا.