الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

إليك يا أيّتها المحبّة...

المصدر: النهار - الدّكتور جويل رمزي فضّول
إليك يا أيّتها المحبّة... تراودني في الفترة الأخيرة أسئلة محيّرة، أسئلة تكاد تكون الإجابة عنها شبه مستحيلة. أنظر إلى أفراد هذا العالم، وأتساءل يومًا بعد يوم، لِماذا لا تتدخّلين؟
إليك يا أيّتها المحبّة... تراودني في الفترة الأخيرة أسئلة محيّرة، أسئلة تكاد تكون الإجابة عنها شبه مستحيلة. أنظر إلى أفراد هذا العالم، وأتساءل يومًا بعد يوم، لِماذا لا تتدخّلين؟
A+ A-
إليك يا أيّتها المحبّة...
تراودني في الفترة الأخيرة أسئلة محيّرة، أسئلة تكاد تكون الإجابة عنها شبه مستحيلة.
أنظر إلى أفراد هذا العالم، وأتساءل يومًا بعد يوم، لِماذا لا تتدخّلين؟
لِماذا لا تنزعين الأشواك من بساتينهم وتزرعين الورود البيضاء في أراضيهم؟
لِماذا لا تبسّطين أجنحتك الطّاهرة على قلوبهم، وتمحين بسلامك سلاحَ حقدِهم وسطحيّة مبادِئهم؟
أوَلا يستحقّون ذلك؟
أوَلا نستحقّ نحنُ أن ننعم بتأثير هذه المحبّة عليهم وعلينا أيضًا؟
أوَلا نستحقّ نحنُ أن نعيش المحبّة بمِلئها، وننعم بعطاياها، ونغوصَ في بِحارِ نِعمِها، ونفرش باسمِها الدّروب بالصِّدق والتّضحية والأخوّة والوفاء؟
لِماذا لا تتدخّلين؟
هل هم ضعفاء إلى هذا الحدّ؟ أَلا يتحلّون بالجرأة الكافية لينادوا باسمِك، ليعيشوا تحت سقفك وينعموا بعطاياكِ؟
بربِّك يا أيّتها المحبّة...
تعِبْنا ونحنُ ننادي باسمِكَ فتأتي بالمقابل طعنات حقدهم!
مَلَلنا ونحنُ نحلفُ بقيمِك فيعيّرنا المحيط بالسّخافة والضّعف!
لقد أثقل الغدر أكتافنا،
لقد قوّس الخِداع ظهورنا،
لقد أدمَعَ القَهرُ أعيننا،
لقد أَحرَقَ الظّلم قلوبنا،
ونحنُ نفتّش بين حُطامِ القلوب على ذرّة أمانٍ ونفحة سلامٍ.
ألغام الحقد مزروعة في الحقول المحيطة بِنا، وسنابِلُك الذّهبيّة تَستنجدُ من يأخذ بيدها، تستنجد من يحمي براءتها من نار الضّغينة، ولهيب الخصومة.
ما همّنا،
لو كان الجميعُ يؤمن بِكِ؟
ما همّنا،
لو أنّ الصّغير والكبير يعيشان لأجلِك؟
ما همّنا،
لو أنّ رجال الدّين، جميعهم ومن دون أيّ استثناء، يزرعون بذور المحبّة بصدقٍ ومسؤوليّة أينما حلّوا!
ما همّنا،
لو أنّ المسؤولين، وأصحابِ النّفوذ الصّغيرة والكبيرة، ينثرون قِيمَك في أعمالِهم ومسؤوليّاتِهم!
فالعلاقات تتفكّك،
والعائلات تتشتّت،
والقلوب...
تتحجّر،
والأضرار لا تُعدّ ولا تحصى،
تدخّلي يا أيّتها المحبّة، تدخّلي وأعيدي الدِّفء إلى الفؤاد،
تدخّليّ يا أيّتها المحبّة، وأعيدي إلينا جميعًا براءة العيش!
تدخّلي...
فأبناء المحبّة بحاجة إليك أكثر منهم،
بحاجة إلى تلك الكتف لتُؤنس وحدتهم،
بحاجة إلى ذلك الحضن ليُطفِئ نارهم،
بحاجة إلى تلك اليد لِتُداعِب وجوههم،
لا تُبالي فمن يؤمن بِكِ سيُحارِبُ مدى الحياة لأجلِكِ ولأجلِهم،
من يؤمن بِكِ لن يستسلمَ يومًا، ولن يركَع إلّا ليُسمِع اللّه أنين قلبه،
لكن...
من يؤمن بك ويعيشُ لِإجلك قد يخسر الدّنيا،
كلّ الدّنيا لإنّه يُحبُّ،
لإنّه يعرف كيفَ يُحبَّ!



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم