الجمعة - 03 أيار 2024

إعلان

الروتين اليومي لتنظيف المنزل

المصدر: النهار - شيماء عويضة - مصر
الروتين اليومي لتنظيف المنزل
الروتين اليومي لتنظيف المنزل
A+ A-
بعد فترة من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت في الأصل وسيلة سريعة لنقل الأخبار والتواصل الاجتماعي ومناقشة وتوصيل رأي وصوت الفرد في المجتمع، تم استغلالها مثلها مثل أي وسيلة إعلامية أخرى، فأصبح الكثير من الأشخاص يستخدمونها كوسيلة للربح وكسب المال حتى أصبحنا نجد عجائب السوشيل ميديا. فهناك سيدة تقوم بالطبخ من غرفة النوم، وآخر يقوم بتصوير منزله وتفاصيل حياته بشكل غير لائق، فاستباحوا تصوير البيوت وحرمتها حتى استخدم المشاهد تلك الفيديوات كوسيلة للترفيه، فتخيل أننا نرفّه عن أنفسنا بمشاهدة غرف منزلك ورؤية زوجتك وأولادك داخل المنزل، وأحياناً بشكل غير محبب، وجعلتنا نخترق خصوصية منزلك من أجل كسب المال، ولكن في الفترة الأخيرة انتشر ما هو أكثر وأقبح من ذلك عندما ظهرت فيديوات لسيدات تحت عنوان الروتين اليومي لتنظيف البيت وهنّ في حقيقة الأمر يعرضن أجسامهن بشكل غير أخلاقي. فإذا شاهدت الفيديو لا تجد عرض التنظيف أبداً، بل تجد سيدات يتصدرن الكاميرا ويرتدين ملابس ضيقة تبرز مفاتنهن ويتحركن بطريقة غير لائقة وغير محترمة. وفي ظل ما يحدث الآن وينتشر على وسائل التواصل، أجد ما يجعلني أتعجب كثيراً وهو غياب نخوة بعض الرجال أو الكثير من الرجال حيث أصبح الرجل هو من يقوم بتصوير زوجته وتصوير تفاصيل يومها ويدخل كل من هب ودب حياته تحت مسمى اليوتيوبر، وكل هذا من أجل تجميع المشاهدات والتفاعلات والسير واشتراك القناة. أين النخوه؟ أين الرجولة؟ حقاً أين غيرتك عليها؟ فلا يعقل أن كل تلك السيدات بلا زوج، وإن كنّ بلا زوج فلا بد أن يكون لديهن أب، وإن كنّ بلا أب فبالطبع سنجد لهن أخاً، وإن كنّ بلا كل هؤلاء فأين ذهب احترامهن لأنفسهن ولأجسادهن؟ وليس من المستبعد أن يكون زوجها هو من يقوم بتصويرها من أجل كسب المال. فلا تستغرب في زمن ذهبت عنه النخوة والرجولة وغيرة الرجال على نسائهم، زمن أصبح الزوج فيه هو من يقوم بتصوير زوجته ويبتزها، زمن أصبح الزوج يقبل على زوجته أن تقبَّل من رجل آخر طالما في سياق تمثيل المشهد السينمائي، فليرَ من يرى من الرجال الأغراب. فالأهم بالنسبة لهم هو كسب المال، ولكن العيب الأكبر ليس عليه، ولكن عليها حين قبلت على نفسها ما لا يقبله عاقل. فإذا كان الرجل المسؤول عنها لا يمتلك صفات الرجولة والغيرة الفطرية على زوجته فأين غيرتها على نفسها؟ أين احترامها لجسدها الذي أمرها الله باحترامه وستره، ولكن الأهم من ذلك أنها لا تؤذي نفسها فقط، بل تؤذي الكثير معها ممن يشاهد تلك الفيديوات سواء بإرادته أو بغير إرادته. قال الله تعالى: ‏{‏إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون‏*}.‏ أنا لا أجد أي مبرر لما تفعله تلك النساء غير غياب الأخلاق والضمير والعقل أيضًا. فحقاً صدق من قال: العقل زينة. فإذا غاب العقل أهان الإنسان نفسه. وبالرغم من أن التعليقات السلبية والشتائم تنهال عليهم إلا أنهم لا يتأثرون ويعتبرون هذا شيئاً إيجابياً بالنسبة لهم. فكل ما يهمهم هو جمع المال على الرغم من أنها طريقة مخزية ومحزنة وغير شريفة. ولكن الغريب في الأمر أنني وجدت بعض التعليقات حقاً هي عده تعليقات لا تتعدى الخمسة، ولكن كان مضمونها اللوم على الفقر والجهل. وهنا استوقفتني تلك التبريرات الرخيصة. هل الفقر أصبح أداة محركة لتعرّي الجسد وإشاعة الفاحشة؟ فهل كان هذا الناقص؟ فمثلما برر البعض التحرش بالفقر فوجدنا أغنياء يتحرشون بالفتيات والسيدات. ووجدنا أشخاصاً يبررون التحرش بالملابس الضيقة فتم التحرش بمنتقبات. وأشخاصاً آخرين برروه بعدم زواج الشاب والظروف الاقتصادية، فوجدنا المتزوج يتحرش. وبرره البعض بالجهل فرأينا من يحملون أعلى الشهادات يقومون بالتحرش. هل هذا كافٍ لنتأكد من أنه شيء عائد للأخلاق والتربية والضمير ووجود شق ديني غير مصطنع؟ لننتقل إلى جزء مهم، أين دور الرقابة ومحاولتها السيطرة على المعلومات والفيديوات غير اللائقة المتاحة على التواصل الاجتماعي. بالطبع غابت الرقابة فغاب دورها وفسد وسيفسد جيل كامل وستتفشى ظواهر التحرش والاغتصاب والفساد الأخلاقي أكثر وأكثر التي يقع فيها ضعيفو الإيمان. وأحب أن أنوّه في نهاية المقال أن هناك الكثير من المحتويات التي تقدم قيمة وفائدة تنفع من يشاهدها وتثري معلوماته. وسأسرد عده أمثلة منها برنامج "القصة وما فيها" الذي تقدمه ريهام عياد والتي حصلت على أفضل صانع محتوى من استفتاء مجلة وشوشة، ويحظى برنامجها بملايين المشاهدات. وبرنامج "ماذا لو" الذي تقدمه إيمان صبحي بطريقتها الخفيفة اللافتة، فهي تقدم محتوىً ثقافياً وآخر ترفيهياً يحتوي على معلومات. وهناك الكثير من المحتويات الدينية حتى وإن كنت من محبي المحتويات الترفيهية، فلا بأس، ولكن الخطر الحقيقي هو ترك المحتويات غير الهادفة التي تساعد على انتشار الرذيلة الباقية والمنتشرة بهذا الشكل في مجتمعنا.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم