الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

رقصة التانغو تبدأ بخطوة

المصدر: "النهار"
جولة سابقة من المفاوضات في فيينا (أ ف ب).
جولة سابقة من المفاوضات في فيينا (أ ف ب).
A+ A-
هادي جان بوشعيا
 
سدّدت كوريا الجنوبية، وبإيعاز أميركي، جزءاً من أموال إيران المتأخرة للأمم المتحدة، ما يسمح لطهران باستعادة حقّها بالتصويت في المنظمة الدولية. قد تعطي هذه الخطوة دفعة قوية للمفاوضات الجارية في فيينا ضمن الجولة الثامنة والحاسمة، كما وصفها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والتي تحرز تقدماً بطيئاً.
 
بيد أن لهذه الخطوة التأثير الأكبر على إيران التي ترزح تحت ضغط اقتصادي كبير مصحوب بتضخم غير مسبوق وانهيار كبير في قيمة العملة المحلية.
فهل يمهّد الإفراج عن أموال إيران إلى اتخاذها إجراءات في مواجهة التدهور الاقتصادي؟ وإلى أي مدى يساعد الإفراج عن الأموال في تحقيق تقدم في مسار المفاوضات الجارية في فيينا؟
 
من الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد خسارة رهانها على خيار الدبلوماسية، وخصوصاً أنه الميدان الأفضل بنظرها لاحتواء "طهران النووية"، لذلك عمدت واشنطن لإعطاء سيول ضوءاً أخضرَ جديداً لإنقاذ صوت إيران داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد تعثّر طهران عن تأمين ثمانية عشر مليون دولار أميركي من أجل تجديد حقّها بالتصويت في البيت الأممي.
 
على رغم تسديد كوريا الجنوبية هذا المبلغ، إلّا أنه يبقى زهيداً من أصل سبعة مليارات دولار تعتبرها إيران مستحقات لها مجمّدة في بنوك سيول بموجب العقوبات الأميركية. وتنتظر واشنطن تلقف طهران هذه الإشارات الإيجابية أملاً في انعكاسها على المفاوضات النووية، خصوصاً أن فيينا طَوَت الجولة الثامنة من المحادثات من دون تحقيق خروقات تذكر.
 
مما لا شك فيه أن الاقتصاد الإيراني يأبى البقاء رهينة بيد العقوبات الأميركية، لكن طهران ترفض أي اتفاق موقت، فيما الغرب يريد أن يحفظ ماء وجهه عبر رفضه التراجع عن مهلة شباط (فبراير) المقبل، وهي المهلة الأقصى لسبر اتفاق جديد.
 
في المقابل، يبحث الأميركيون خيارات الرد الأخرى إذا ما فشلت المفاوضات، غير أن الوقت لم يعد يسعف الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قد يتجرّع برفقة حزبه مرارة الكأس في انتخابات التجديد النصفي، في ظل حصار متزايد يفرضه الجمهوريون ويستفيدون منه.
 
في الختام، لا يخفى على أحد أن الأزمة مع إيران ليست نووية فحسب، فهي تواصل تطوير برنامجها الصاروخي، وتهدّد بالمسيّرات، وتغذّي وكلاءها بالأسلحة على اختلاف أنواعها.
 
الملفات هذه كلّها لا تقلّ في خطورتها عن إعلان إنتاجها القنبلة النووية. فهل تقابل طهران واشنطن بخطوة حسن نية تسير في سياق رقصة التانغو هذه؟
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم