الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التهديد المقبل للعالم... من الشمس؟

المصدر: "النهار"
صورة للشمس التقطتها "وكالة الفضاء الأوروبية" في 30 أيار 2020 - "أ ب"،
صورة للشمس التقطتها "وكالة الفضاء الأوروبية" في 30 أيار 2020 - "أ ب"،
A+ A-

حذّر الديبلوماسيّ في إدارتي ريغان وبوش الأب والخبير في شؤون الأمن القومي الفضائي هنري كوبر من تجاهل التهديد الصادر عن الشمس والذي من المحتمل أن يضرب الأرض خلال السنوات المقبلة. واستشهد في موقع "نيوزماكس" بما كتبته المحررة التنفيذية للعلوم في مجلة "ناشونال جيوغرافيك" ناديا درَيك عن ازدياد نشاط العواصف على سطح الشمس.

 

وذكرت كيف تمرّ الشمس في دورة مدتها 11 سنة من النشاط الذي يبلغ ذروته في 2025. وأشارت إلى أنّ عاصفة شمسية قوية يمكن أن تسحق شبكات الطاقة وتطيح الأقمار الاصطناعية وتعرض حياة رواد الفضاء للخطر وتغيّر مسارات الطيران. ويمكن أيضاً أن تجعل الغلاف الجوي الأعلى عصياً على تلقي الإشارات من أنظمة الاتصالات الأرضية.

 

بإمكان البقع الشمسية أن تطلق انفجارات هائلة وتوهجات شمسية تقذف أحياناً وابلاً من الإشعاع والجزئيات المشحونة إلى الفضاء وهي معروفة باسم القذف الكتليّ الإكليليّ (CME). ولاحظت دريك أنّ قذفاً كتليّاً إكليليّاً قويّاً يمكن أن يتسبب بعاصفة جيو-مغناطيسية كحدث كارينغتون سنة 1859 الذي عرقل التيليغراف وصدم المشغّلين في مراكزهم وأضاء السماوات بالشفق القطبي في منطقة بحر الكاريبي.

 

وفي 12 آذار 1989 تعرضت الأرض لقذف كتليّ إكليليّ تمثّل قوّته جزءاً فقط من قوّة حدث كارينغتون. مع ذلك، احترقت شبكة الطاقة في كيبيك وعلق الناس في المصاعد والأنفاق. انطفأت أقمار اصطناعية موقتاً أو عانت في الحفاظ على ارتفاعها، كما تعثرت أجهزة الاستشعار على متن مكوك "ديسكوفري" الفضائي الذي كان قد انطلق قبل يوم واحد.

 

من جهته، نقل كوبر ما كتبه العالم دانا غوارد كيف كانت واشنطن "تسابق الشمس لحماية أميركا" بناء على دروس توجّب أن يتعلمها العالم منذ قرن. ضربت عاصفة شمسية مركز السكك الحديدية في نيويورك سنة 1921. اشتعلت النيران فجأة في مراكز للهواتف والتيليغراف، وتفجرت صمامات وتضررت تجهيزات. الكابلات التي أمّنت خدمة التيليغراف تحت البحار تعطلت أيضاً. ووصل الشفق القطبي إلى كاليفورنيا. ليل بوسطن كان مشعّاً لدرجة تمكّن المرء من قراءة صحيفة.

 

وكادت عاصفة شمسية تضرب الأرض سنة 2012، حيث كان الفارق مجرّد أيام. لو حصل ذلك لواصل العالم التخلص من الأضرار حتى اليوم. ونقل غوارد عن نائب مدير المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي الدكتور سكوت ماكنتوش تحذيره من أنّ العقد التالي سيكون خطراً بشكل خاص حيث سيتراوح احتمال أن تشهد الأرض حدثاُ شبيهاً بحدث كارينغتون بين 4 إلى 12%.

 

ركّز غوارد على ضعف نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). قد تمنع العواصف الشمسية إشارات الأقمار من الوصول إلى الأرض طوال أيام وهذا ما سيكلف الولايات المتحدة مليارات الدولارات إضافة إلى أضرار أخرى لا تُقدر بثمن. النقل والاتصالات والأنظمة المالية ووظائف حيوية أخرى ستتعطل وسيغرق الاقتصاد بأكلمه في الفوضى. وستتأثر إمدادات الغذاء والسلع الحيوية والمياه والمستشفيات والبنية التحتية الأساسية لمياه الصرف الصحي وغيرها.

 

لكن ثمّة أسلحة تحاكي في تأثيرها العواصف الشمسية وأشار إليها كوبر في مقاله. لا تزال الولايات المتحدة مقصّرة في التصدي لتهديد هجوم النبض الكهرومغناطيسي الذي يمكن أن تشنّه روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران. فالتعامل مع هذا التهديد الوجودي يتمتّع بالأولوية إزاء العواصف الشمسية بحسب رأيه.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم