الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

بوتين يبدأ الحرب على أوكرانيا... غزو عسكريّ روسيّ وسط تنديد دولي (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"- وكالات
مكان سقوط قذيفة روسية في كييف (أ ف ب).
مكان سقوط قذيفة روسية في كييف (أ ف ب).
A+ A-
دقّت ساعة الصفر الروسية، بعد جهود دولية لحلّ الأزمة مع أوكرانيا بالطرق الديبلوماسية لم تفضِ إلى نتائج مرجوّة. وفي توقيت حاسم فجر الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنفيذ "عملية عسكرية" في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، والذي يضمّ منطقتي لوهانسك ودونيتسك، مخلّفاً ارتدادات عسكرية واقتصادية ومالية كبيرة على دول العالم.

إعلان الغزو الروسي جاء في خطاب متلفز للرئيس الروسي، تزامناً مع طلب مجلس الأمن الدولي التوقّف عن التصعيد، صباح اليوم، مِمّا أثار مخاوف الغرب والأوكرانيين الذين سارعوا إلى طلب النجدة والتدخل العسكريّ لحمايتهم.
 
وبعد شنّ الغزو الروسي على أوكرانيا، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قطع العلاقات الديبلوماسية مع روسيا.

وأشار زيلينسكي إلى أنّ "العدو تكبّد خسائر فادحة"، داعياً "المواطنين القادرين على حمل السلاح التوجه لمراكز التدريب في أقرب وقت".

وأضاف: "ندعو للوحدة للدفاع عن بلدنا وعن حرّيتنا، ولدينا الموارد الضرورية كافة والبنوك تعمل كالمعتاد".
 
من جهته، أكد للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أنّ جيشه لن يشارك في الغزو الروسي لأوكرانيا، على ما أفادت وكالة "بلتا" الحكومية.

وأوضح لوكاشنكو، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ "قواتنا المسلحة لا تشارك في هذه العملية"، وذلك بعدما نشرت موسكو عشرات الآلاف من القوات في بيلاروسيا.
 

 

وفي نبرة عسكرية تصعيدية، حضّ بوتين الجنود الأوكرانيين في منطقة القتال بشرق أوكرانيا على الاستسلام وإلقاء الأسلحة والعودة إلى ديارهم، محذّراً أوكرانيا من تحميلها مسؤولية أيّ إراقة دماء، وقال إنّ بلاده "لا تنوي احتلال أوكرانيا".

وردّاً على الغزو الروسي لأوكرانيا، أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوّاته "بإلحاق حدّ أقصى من الخسائر" بالقوات الروسية التي تغزو بلاده، وفق ما أعلن قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني على "فايسبوك".

وكتب الجنرال زالوجني: "القائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس الأوكراني) أمر بإلحاق حدّ أقصى من الخسائر بالمهاجم"، مؤكدًا أن الجيش "يصدّ بكرامة" هجمات العدو، في حين طلب وزير الدفاع الأوكراني "كل من يقدر على حمل السلاح إلى الانضمام لصفوف قوات الدفاع"، معلناً أنّ الشرطة الأوكرانية "ستوزع السلاح على قدامى المحاربين للالتحاق بالجيش".
 
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ العالم يجب أن ينشئ "تحالفاً مناهضاً لبوتين" من أجل "إجبار روسيا على السلام".

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة: "تتعرض مدن أوكرانية هانئة لهجوم. إنه عدوان. أوكرانيا ستدافع وستنتصر. بإمكان العالم أن يردع بوتين ويجب أن يفعل. حان وقت التحرك الآن".

التطورات المتسارعة في المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، خلّفت حالة من الذعر لدى السكّان، مع دوي انفجارات متتالية منذ ساعات الصباح الأولى، وإطلاق صفّارات الإنذار في عموم البلد والعاصمة كييف.
 
 
 
تنديد أميركي بالتصعيد الروسي
 
أولى المواقف المندّدة للغزو الروسي على أوكرانيا جاءت من الرئيس الأميركي جو بايدن، واصفاً الهجوم الروسي بـ"غير المبرّر"، ومشدّداً على أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها سوف يردّون بطريقة موحّدة وحاسمة، وسيحاسب العالم روسيا".

وأضاف: "لقد اختار الرئيس بوتين حرباً مع سبق الإصرار من شأنها أن تؤدّي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية".

وشدّد بايدن على أنّ روسيا وحدها هي "المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم"، مؤكّداً أنه سيتحدّث أمام الأميركيين اليوم بشأن العواقب التي ستواجهها روسيا". هذا ويراقب الوضع من البيت الأبيض وسيجتمع مع قادة مجموعة السبع في الصباح قبل الإعلان عن "عواقب أخرى" بالنسبة لروسيا.
 
 
 
ماذا يجري في أوكرانيا الآن؟
 
انقلب المشهد الأوكراني- الروسي سريعاً مع ساعات الصباح الأولى منذراً بتصعيد عسكري كبير، فقد سُمعت سلسلة "انفجارات بعيدة" في العاصمة الأوكرانية كييف، في حين ترد تقارير عن انفجارات في أماكن أخرى من البلاد، وسط حالة نزوح وذعر لدى السكان، وإدانات دولية.

وفي التطورات العسكرية، أكّدت أوكرانيا أنها أسقطت ستّ طائرات روسية ومروحية في منطقة لوجانسك، نافيةً تعرّض المباني السكنية والبنية التحتية المدنية لهجمات، في حين سُمع دوي صفارات الإنذار في مدينة لفيف في غرب أوكرانيا.
 
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في روسيا قولها إنّ ضرباتها الجوية على أوكرانيا لا تستهدف المدن ولا تمثّل خطراً على المدنيين.

وأعلن الجيش الأوكراني مقتل نحو 50 روسيّاً وتدمير ست طائرات في شرق أوكرانيا، في حين نفت وزارة الدفاع الروسية تدمير أي من طائراتها أو عرباتها المدرعة في أوكرانيا.

إل ذلك، دخلت القوات البرّية الروسية أوكرانيا من اتجاهات عدّة، وفق ما أعلن حرس الحدود الأوكراني، كما تصاعد الدخان من مقر الاستخبارات الأوكرانية في كييف، وسط دعوات من الصليب الأحمر الدولي الصليب الأحمر لـ"احترام القانون الإنساني وحماية المدنيين".

وأوضحت قوات حرس الحدود الأوكرانية، في بيان، أنّ "دبابات روسية ومعدات ثقيلة أخرى عبرت الحدود في مناطق شمالية عدة، وكذلك من شبه جزيرة القرم التي ضمّها الكرملين في جنوب أوكرانيا".
 


كما أعلن حرس الحدود الأوكراني عن سقوط 3 قتلى في صفوفه جرّاء الغزو الروسي، في ما أعلنت أوكرانيا مقتل ما لا يقل عن 8 وإصابة 9 في القصف الروسي.

من جهتها، أكّدت موسكو أن "القوات المسلّحة الروسية لا تضرب المدن الأوكرانية ولا خطر على المدنيين".

وقالت وزارة الدفاع في لاتفيا إنّ نحو 40 جندياً أميركياً وصلوا إلى البلاد قادمين من إيطاليا، وهي أول مجموعة من قوة متوقع نشرها قوامها 300 جندي.

وأضافت أنّ القوات، التي ستتمركز في قاعدة آداجي العسكرية الواقعة على مشارف العاصمة ريجا، وصلت في منتصف الليل تقريباً بالتوقيت المحلي قبل بدء الهجمات على أوكرانيا.

وكان مسؤول أميركي لفت إلى "إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن إعادة توزيع القوات في أوروبا يشمل إرسال 800 جندي مشاة إلى منطقة البلطيق وما يصل إلى ثماني طائرات مقاتلة إف-35 إلى عدة مواقع عمليات على امتداد الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي".

وكان بوتين قد أكّد في خطابه للشعب الروسي على أن الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والروسية "حتمية" و "مسألة وقت فقط".

كما قال إنّ "العدالة والحقيقة" إلى جانب روسيا، محذّراً من أن ردّ موسكو سيكون "فورياً" إذا حاول أيّ شخص مواجهة روسيا، مشدّداً على أن "تحرّكات بلاده هي دفاع عن النفس وأخبر الجيش الأوكراني أن آباءهم وأجدادهم لم يقاتلوا حتى يتمكنوا من مساعدة النازيين الجدد".

وجاء الإعلان الروسي بعد دقائق فقط من تحذير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة من أن التصعيد العسكري سيؤدّي إلى "تكلفة باهظة بشكل غير مقبول ومعاناة بشرية ودمار".

وكان وزير الخارجية الأميركي الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال إنّ "لديه قناعة أن روسيا ستغزو أوكرانيا قبل انتهاء هذه الليلة".
 
 
 
 
تنديد دولي
 
توالت ردود الفعل الدولية المندّدة بالتصعيد الروسي وجاءت المواقف على الشكل التالي:
 
الأمم المتحدة: دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي إلى وقف النزاع الذي باشرته روسيا في أوكرانيا "الآن".

وقال متوجّهاً إلى بوتين "الرئيس بوتين بإسم الإنسانية أعيدوا قواتكم إلى روسيا!"، مؤكداً "هذه أتعس لحظة في ولايتي كأمين عام للأمم المتحدة".
 


الاتحاد الأوروبي: كتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة "ندين بشدة هجوم روسيا غير المبرر ضد أوكرانيا. في هذه الساعات العصيبة القاتمة نتضامن مع أوكرانيا ونسائها ورجالها وأطفالها الأبرياء في وجه هذا الهجوم غير المبرر" متعهدين "محاسبة الكرملين".

فرنسا: أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تحدث مهع زيلينسكي، أن فرنسا "تندد بحزم بقرار روسيا شن الحرب على أوكرانيا" داعياً موسكو "إلى وضع حد فوري لعملياتها العسكرية".

وأعلن "تضامن فرنسا مع أوكرانيا ووقوفها إلى جانب الأوكرانيين وتحركها مع شركائها وحلفائها لوقف الحرب". ودعا ماكرون إلى اجتماع لمجلس الدفاع صباح الخميس.

ألمانيا: اعتبر المستشار الآلماني اولاف شولتس أن العملية العسكرية الروسية "انتهاك فاضخ" للقانون الدولي.

بريطانيا: ندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس "بالأحداث المروعة في أوكرانيا" معتبراً أن بوتين "اختار إراقة الدماء والدمار". وسيترأس جونسون اجتماع أزمة الخميس بعد "الهجمات المروعة" لروسيا.
 
من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اجتماع طارئ "في أقرب وقت ممكن" لرؤساء دول أو حكومات حلف شمال الأطلسي (ناتو) للبحث في الغزو الروسي لأوكرانيا الذي وصفه بأنه "كارثة للقارة الأوروبية".

وكتب عبر "تويتر": "هذه كارثة لقارتنا"، مؤكداً أنّه سيتوجّه إلى البريطانيين في خطاب، مضيفاً أنّه "سأتحدث أيضاً إلى قادة مجموعة السبع الآخرين وأدعو إلى اجتماع طارئ لجميع قادة الناتو في أقرب وقت ممكن".

حلف شمال الأطلسي: دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ "الهجوم الروسي المتهور وغير المبرر" على أوكرانيا، محذراً من أنه يعرض "عدداً لا حصر له" من الأرواح للخطر.

وأضاف ستولتنبرغ في بيان: "مرة أخرى وعلى الرغم من تحذيراتنا المتكررة وجهودنا الديبلوماسية التي لا تعرف الكلل، اختارت (روسيا) طريق العدوان على دولة مستقلة وذات سيادة".

وأكد أن الدول الأعضاء في الحلف "ستجتمع للتعامل مع عواقب الأعمال العدوانية لروسيا، ونحن نقف مع شعب أوكرانيا في هذا الوقت العصيب. وسيبذل الناتو كل الجهود اللازمة لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنها".
 
إيران:  كتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عبر "تويتر" قائلاً إنّ الحرب في أوكرانيا نجمت عن "أفعال حلف شمال الأطلسي الاستفزازية". كما قال إنّ الحرب ليست الحل، داعياً إلى "حل سياسي وديموقراطي".
 
تركيا: قال سفير أوكرانيا لدى أنقرة إنّ بلاده طلبت من تركيا إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الروسية، كما ترغب في فرض عقوبات على موسكو بعد أن شنّت روسيا هجمات جوية وبرية على جارتها.

وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لها حدود بحرية على البحر الأسود مع أوكرانيا وروسيا. ورغم أنها تعارض مسألة العقوبات إلا أنها تصف الخطوات الروسية ضد أوكرانيا بأنها غير مقبولة.

وتسيطر أنقرة وفقاً لاتفاقية صدرت عام 1936 على المضيقين ويمكنها تقييد حركة السفن الحربية إذا تعرضت للخطر أو أثناء الحرب.

وقال السفير الأوكراني فاسيل بودنار، في مؤتمر صحافي في أنقرة، إنّه "ندعو إلى إغلاق المجال الجوي ومضيقي البوسفور والدردنيل. نقلنا مطالبنا في هذا الصدد إلى الجانب التركي. في الوقت نفسه نطالب بتطبيق عقوبات على الجانب الروسي".
 
 


بولندا: طالبت الحكومة البولندية بتفعيل المادة الرابعة 4 من معاهدة حلف شمال الأطلسي.

إيطاليا: وصف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الهجوم الروسي بأنه "غير مبرر" مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يعملان على توفير رد فوري.

وقال: "تندد الحكومة الإيطالية بهجوم روسيا على أوكرانيا غير المبرر وتقف إيطاليا إلى جانب الشعب الأوكراني ومؤسساته في هذه اللحظة المأسوية".

فنلندا والسويد: نددت فنلندا والسويد بالهجوم الروسي وشجبتا بشكل منفصل "هجوماً على منظومة الأمن الأوروبي".

الصين: قالت الصين الخميس إنها تراقب الوضع في أوكرانيا "عن كثب" ودعت إلى "ضبط النفس" من جميع الأطراف بعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن عملية عسكرية على أوكرانيا.

وأوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية هوا تشونيينغ في مؤتمر صحافي دوري أن "الصين تراقب عن كثب الوضع وندعو جميع الأطراف إلى الحفاظ على ضبط النفس ومنع الوضع من الخروج عن السيطرة".
 
 

 
إغلاق المجال الجويّ بشكل كامل
 
على وَقع الانفجارات في أوكرانيا، أصدرت روسيا إشعاراً للطائرات المدنية، حذّرت فيه من أنها ستغلق فعلياً كل المجال الجويّ لمنطقة شرق أوكرانيا على الحدود مع روسيا، بحسب ما أعلنته مجموعة مراقبة جويّة.

وتقول مجموعة مراقبة الاستخبارات مفتوحة المصدر، في تغريدة على "تويتر"، إنّ موسكو لم تقدّم حتى الآن "حدّاً أو وقتاً لانتهاء عملية الإغلاق" في إخطارها للطيارين أو للبعثات الجويّة من المخاطر المحتملة على طول مسار الرحلة أو في موقع قد يؤثر على الرحلة.

وبحسب المجموعة، فإنّ السلطات الروسية قالت إنه يجب على شركات الطيران التوقف عن التحليق فوق أيّ جزء من أوكرانيا بسبب خطر إسقاط الطائرات عن طريق الخطأ، أو هجوم إلكتروني يستهدف مراقبة الحركة الجويّة.

وقد أنشأت مجموعة سيف أيرسباس Safe Airspace لتزويد شركات الطيران بمعلومات السلامة بعد إسقاط طائرة ركاب رحلة الخطوط الجويّة الماليزية MH17، فوق شرق أوكرانيا في عام 2014.

ورفعت المجموعة من احتمالات خطر الطيران فوق أوكرانيا إلة مستوى "عدم الطيران".

وقال موقعها الإلكتروني:"بغض النظر عن التحرّكات الفعلية للقوات الروسية إلى أوكرانيا، فإن مستوى التوتر وعدم اليقين في أوكرانيا حاد جدّاً. وهذا بحد ذاته يؤدّي إلى مخاطر كبيرة على الطيران المدني".
 
 
عقوبات أوروبية جديدة
 
من ناحية أخرى أصدر الاتحاد الأوروبي قائمة بكبار المسؤولين الروس الذين فرض عليهم عقوبات.

ومن بينهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الاقتصاد مكسيم ريشيتنيكوف، كما شملت القائمة القائد العام للبحرية الروسية وكذلك القائد العام للقوات البرية الروسية.

كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية التي تصدر باللغة الإنجليزية.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن زعماء الانفصاليين في دونيتسك ولوهانسك، شرقي أوكرانيا، طلبوا من القوات الروسية دخول مناطقهم للمساعدة في ما وصفوه بـ"صدّ عدوان القوات المسلحة والوحدات الأوكرانية".
 
كما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أن روسيا قد تبدأ "حرباً كبرى في أوروبا" في أيّ وقت الآن، وحضّ الروس على معارضة ذلك.
 
 
وقال في خطاب في وقت متأخر من ليل أمس إنه "سعى لإجراء لإجراء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه لم يوفق في ذلك.

وأوضح زيلينسكي: "بادرت إلى الاتصال هاتفياً برئيس جمهورية روسيا الاتحادية، لكن النتيجة كانت هي الصمت".

واتهمت الولايات المتحدة روسيا بالتخطيط لما يسمى بحوادث "الراية الزائفة"، والاستفزازات التي تمّ ترتيبها لخلق ذريعة للتحرك.

في الجانب الروسي قالت وكالة "تاس" الروسية للأنباء إن "مناشدات قادة الانفصاليين تؤكّد أنه بسبب تدهور الوضع وتهديدات كييف، أُجبر مواطنو الجمهوريات لوهانسك ودونيتسك على مغادرة منازلهم واستمرار إجلائهم إلى روسيا".

وقال بيسكوف إن نداء الانفصاليين للمساعدة أكّد على أن "نظام كييف موجه نحو حل النزاع بالقوة".

واستشهدت السلطات الروسية بعدد من الحوادث في شرق أوكرانيا كمبرّر محتمل لعمل عسكري.
 
 
حالة طوارئ
 
ومن شأن نداء المتمردين للمساعدة أن يمهد الطريق للقوات الروسية للدخول إلى شرق أوكرانيا. ووفقاً لوسائل الإعلام الروسية، فإن الرسائل المرسلة من زعيما دونيتسك ولوهانسك مؤرخة بيوم الثلثاء 22 شباط.

وقال الزعيم الانفصالي دينيس بوشيلين إنّ "التعبئة العسكرية في مناطقهم تتسارع لمواجهة ما وصفه بالعدوان الأوكراني"، مضيفاً أنه "يمكنه أيضاً طلب المساعدة من روسيا". واتهم أوكرانيا الأسبوع الماضي بالتخطيط لهجوم "وشيك" وأمر بإجلاء المدنيين.

من جانبها، نفت كييف التخطيط لأيّ هجوم على مناطق الانفصاليين، وظهر فيما بعد أن أمر بوشلين قد سُجل قبل يومين من الإعلان عنه.

وعلّق وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا بأن "مناشدة قادة الانفصاليين لروسيا تقديم المساعدة العسكرية لهم هو تصعيد إضافي للوضع الأمني".
 
 
ارتفاع أسعار النفط خوفاً من قلة الإمدادات بعد قرارات بوتين
 
قفزت أسعار النفط اليوم، بعد أن أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أنّ روسيا باشرت "هجوماً واسع النطاق" مع ضربات على مدن عدّة في البلاد بعد سماع دوي سلسلة من الانفجارات.

وتجاوز سعر برميل النفط الـ100 دولار على خلفية "العملية العسكرية" الروسية في أوكرانيا.
 
 


ما هي حيلة "الراية الزائفة"؟
 
وقال مسؤول كبير من حزب روسيا المتحدة الحاكم في روسيا، ظهر بجانب بوشلين يوم الأربعاء، إن 93 ألف شخص تمّ إجلاؤهم حتى الآن إلى روسيا.

وتأتي مناشدات الانفصاليين بعد اعتراف بوتين يوم الإثنين، باستقلال "الجمهوريتين" ووقع معاهدتي دفاع معهما، ولم تعترف أيّ دولة أخرى باستقلالهما.
 
 
ولا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على بعض أجزاء في المقاطعات، ممّا أثار مخاوف من عمل عسكري روسي لإخراجها من المنطقة بالقوّة.

وبحسب تقديرات أميركية فإن الحشود الروسية بلغت 150 ألف جندي على طول الحدود الأوكرانية، وقال مسؤولون أميركيون إن القوات الروسية واصلت التدفق على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

ومنح البرلمان الروسي الحكومة الإذن الثلثاء باستخدام القوّة العسكرية في الخارج.

يأتي إعلان الكرملين أمس، في الوقت الذي أعلنت فيه أوكرانيا حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً، وأمرت جميع جنود الاحتياط العسكريين بعدم مغادرة البلاد.

مغادرة عاجلة
 
حضّت أوكرانيا مواطنيها الذين يعيشون في روسيا على مغادرتها على الفور وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب بين البلدين.

بالإضافة إلى هذه التطورات التي أثرت على أكثر من ثلاثة ملايين شخص، فقد حشدت أوكرانيا احتياطياتها العسكرية وأعلنت حالة الطوارئ.

وجاء ذلك التحذير الأوكراني لمواطنيها في وقت اقتربت فيه القوات التي أمرها الرئيس الروسي بوتين، من دخول منطقتي لوهانسك ودونيتسك في شرقي أوكرانيا كقوات "حفظ سلام"، من الحدود الروسية الأوكرانية للانتشار هناك بعد اعتراف بوتين بهما جمهوريات مستقلة.
 

يأتي هذا فيما بدأت روسيا في إخلاء سفارتها في كييف وأنزلت العلم الروسي من فوق السفارة.

بينما اتخذت الدول الغربية موقفاً حاداً من موسكو وأعلنت عن سلسلة من العقوبات ضدّها لاعترافها بالجمهوريتين الانفصاليتين في لوهانسك ودونيتسك، وإرسال قواتها إلى هناك بحجة "حفظ السلام"، وهو ادّعاء رفضه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووصفه الغرب بأنه "هراء".
 
 
وصفت الولايات المتحدة تصرّفات روسيا الأخيرة بأنها إيذاناً ببدء الغزو. وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إن القوات الروسية "لم تعد لقواعدها ومستعدة للهجوم"، مع احتمال حدوث غزو واسع النطاق في أيّ لحظة.
 
 
استدعاء الاحتياط
 
وقالت أوكرانيا إنّها تأمر مواطنيها بمغادرة روسيا لأن "العدوان الروسي المتصاعد" قد يحد من المساعدة القنصلية لهم فيما بعد. ويعيش نحو مليوني أوكراني بشكل دائم في روسيا ويعتقد أن مليون إلى مليوني أوكراني آخرين يقيمون هناك كعمال مهاجرين.

وقال الجيش الأوكراني إنه "استدعى جميع جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً لمدة أقصاها عام واحد".

ودخلت حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً في جميع أرجاء البلاد، ما عدا المنطقتين الانفصاليتين، حيّز التنفيذ في منتصف ليل أمس بالتوقيت المحلي. وتشمل حالة الطوارئ فحصاً شخصياً للوثائق، ومنع جنود الاحتياط العسكريين من مغادرة البلاد، ومنح الحكومة سلطة فرض حظر تجول.

وجاءت الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها أوكرانيا في الوقت الذي تعرّضت فيه لهجوم إلكتروني واسع النطاق أمس، ممّا أثر على المواقع الحكومية والبنوك.
 
وقال وزير لوكالة "إنترفاكس-أوكرانيا" للأنباء إن "الخدمات المقدّمة للعديد من المؤسّسات الأوكرانية، منها وزارات الصحة والأمن والخارجية، توقفت عن العمل جرّاء هجوم عطّل الخدمة". وتهدف مثل هذه الهجمات إلى إرباك مواقع الويب عن طريق إغراق الشبكة بحركة مرور وهمية ومنعها من الاتصال بشكل طبيعي.

ونفت روسيا مراراً التخطيط لغزو أوكرانيا، واصفةً التحذيرات الغربية بأنها "هستيريا معادية لروسيا". ومع ذلك، مزق بوتين هذا الأسبوع اتفاق السلام الموقع عام 2015 لشرق أوكرانيا ووصف البلاد بأن روسيا هي من أنشاتها بالكامل.

وفي خطاب بالفيديو نُشر أمس، قال بوتين إن مصالح روسيا وأمنها غير قابلين للتفاوض بينما أصر على أن موسكو "منفتحة للحوار المباشر والصادق".
 

توقف المباحثات السياسية
 
على صعيد المباحثات السياسية، توقفت ترتيبات خاصة بمزيد من المباحثات، حيث ألغى وزير الخارجية الفرنسي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين الاجتماعات المخطّط لها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
 
وتلقى زعماء الاتحاد الأوروبي دعوة لحضور قمة استثنائية في بروكسيل اليوم لمناقشة الأزمة. وفي رسالة إلى أعضاء المجلس الأوروبي، قال الرئيس شارل ميشيل: "الأعمال العدوانية التي تقوم بها روسيا تنتهك القانون الدولي وسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها. كما أنها تقوض النظام الأمني الأوروبي".

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس من أن العالم يواجه "لحظة خطر"، ودعا إلى وقف التصعيد.

وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنه "سيدرس قطع العلاقات الديبلوماسية مع روسيا تماماً بسبب هذه الأزمة".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم